كيف ترى أول امرأة في منصب تنفيذي في "أرامكو" تحوُّل المشاركة المهنية للمرأة السعودية؟

اقتصاد وأعمال 07-03-2025 | 06:20

كيف ترى أول امرأة في منصب تنفيذي في "أرامكو" تحوُّل المشاركة المهنية للمرأة السعودية؟

هي أول امرأة سعودية تتولّى منصب مدير تنفيذي في شركة "أرامكو"، عملاق النفط السعودي. كسرت هدى الغصن الصورة النمطية التقليدية تجاه المرأة، لتكون واحدة من أبرز سيدات الأعمال السعوديات..
كيف ترى أول امرأة في منصب تنفيذي في "أرامكو" تحوُّل المشاركة المهنية للمرأة السعودية؟
هدى الغصن.
Smaller Bigger

هي أول امرأة سعودية تتولّى منصب مدير تنفيذي في شركة "أرامكو"، عملاق النفط السعودي. كسرت هدى الغصن الصورة النمطية التقليدية تجاه المرأة، لتكون واحدة من أبرز سيدات الأعمال السعوديات، وتحتل المرتبة الرابعة في تصنيف "فوربس" لأكثر 200 امرأة عربية نفوذاً في العالم لعام 2014 في الإدارة التنفيذية. 

في يوم المرأة العالمي، تتحدّث المديرة التنفيذية للموارد البشرية في "أرامكو" السعودية هدى الغصن عن التحوّلات التي شهدتها المرأة السعودية في مشاركتها المهنية. فعندما بدأت مسيرتها المهنية قبل أربعين عاماً، كانت مشاركة المرأة في الشركة وسوق العمل منخفضة للغاية نظراً للعديد من التحديات الثقافية والاجتماعية والمؤسسية. واقتصرت فرص العمل المتاحة لها على وظائف محدودة جداً ما خلق نوعاً من التردّد عند أرباب العمل في الاستثمار في تدريبها ومنحها مسؤوليات أكبر، و"هذا ما حدث معي في البدايات"، تقول الغصن.

تروي أنّ أجواء العمل كانت ذكورية تنافسية حادة، وكانت جميع المراكز المحورية للرجل، وكذلك التدريبات، وكان له القسم الأكبر من الترقيات والمكافآت. "حين ارتقيت إلى مناصب قيادية بدأت أشكل تهديداً أكبر لبعض الذكور في العمل، فوجودي في مثل هذه المناصب خلق صدمة نفسية هائلة عند البعض وزعزع هوياتهم الذكورية ومعتقداتهم التي تعكس عقدة التفوّق الذكوري، والتي لطالما حارَبت المساواة". 

 

رحلتها المهنية لم تكن سهلة، وطريقها كان مليئاً بالتحديات التي تطلبت الصمود والنضال، "ما جعلني أكافح حتى تمكنت من تهشيم الجدران الزجاجية التي تميل إلى حبس النساء في المهن النمطية"، بحسب الغصن. وكان من أهم أهدافها آنذاك إثبات القدرات الذهنية والمهارات القيادية للمرأة، التي تمكنها من الوصول إلى أعلى المناصب، إلى جانب خلق بيئة عمل متنوّعة، وتحقيق المساواة بين جميع سياسات الموارد البشرية، وإنشاء برامج لتدريب ودعم السيدات.

وجود الغصن كامرأة في مركز رفيع المستوى في شركة عملاقة عالمية مثل "أرامكو" أمر مميز وهام في الوقت نفسه، نظراً إلى أن المناصب القيادية، خاصة في قطاع النفط والطاقة، كانت غالباً ما تقتصر على الرجال. لذلك، شكّل نجاحها محفزاً مهمّاً للسيدات في الشركة، إذ "رسّخ منصبي القيادي القناعة بأنّه ليس من المستحيل وصول المرأة إلى مناصب قيادية حتى في القطاعات التي تطغى عليها النزعة الأبوية وترتكز علـى السلطة الذكورية"، وفق الغصن.

كانت إنجازات الغصن المتكررة ملهمة للكثيرات من النساء وبثت الأمل في نفوسهن، ورسّخت ثقتهن بقدراتهن، وكانت مسيرتها شاهداً على أنّ المثابرة والتفاؤل والشجاعة في مواجهة التحديات، تؤتي ثمارها ولو بعد حين.

بحكم وجودها في مواقع تنفيذية وقيادية رفيعة، تورد الغصن أنّه نظراً إلى التحديات التي تواجهها المرأة في بيئة العمل، فهي تبذل ضعف المجهود الذي يبذله الرجل لتثبت جدارتها وتجذب انتباه المديرين وصناع القرار إلى إنجازاتها، ما يجعلها تسعى لإرضاء الآخرين وتقبّل الضغوط والمهمات الصعبة بدون تذمّر. تستخدم المرأة ذكاءها العاطفي في بناء العلاقات والتعاون مع فريق العمل، وتسعى إلى تقديم حلول إبداعية، وغالباً ما تكون أكثر تنظيماً في إدارة الوقت والمهام.

مع هذا، لا تزال تواجه المرأة بعض التحديات في التوافق بين التقاليد القديمة والتطلعات الحديثة، وفي التوازن بين الأسرة والعمل. وفيما هو تحدٍّ تواجهه النساء في جميع أنحاء العالم، لكن التوقعات المجتمعية في منطقتنا تجعله أصعب، والموارد المساندة للمرأة أقل. أيضاً، تواجه المرأة تحيزات ذكورية في المناصب والمهمات المحورية نظراً إلى الاعتقاد الغابر بعدم كفاءتها وضعف قدراتها الذهنية ومهاراتها القيادية، إذ لا يزال الكثير من الرجال ينظرون إلى النساء على أنهن أدنى منهم فكرياً وعلمياً واجتماعياً. فهم علناً وتحت ضغط القوانين والمعايير الاجتماعية الجديدة، يجارون التيار الجديد، لكن سراً، يحاولون إحباط جهود المرأة، وتقويض فرصة تعزيز قدراتها واستقلالها، و"أعتقد أنه سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن تتمكن المرأة من تولي أيّ مهنة لا سيما القيادية، دون أن يُلقي جنسها بظلاله على جهودها وإنجازاتها"، تفيد الغصن.

في إحصاء لـ"الهيئة العامة للإحصاء"، ارتفع معدل مشاركة السعوديات في القوى العاملة إلى 36.2 في المئة. في هذا الإطار، تؤكد الغصن أنّ ذلك يعود إلى أنّ المرأة السعودية أخرجت الإحباط من قاموسها لتحقق ذاتها وتثبت جدارتها وتشارك في تطوير مجتمعها، وخرجت عن صمتها لتطالب بحقها في المنافسة والمشاركة في المناصب والأعمال المحورية، وأصبحت أكثر وعياً بحقوقها وبأهمية استقلالها المالي، و"هذا تحوّل منعش ومدهش ومبهج بعد معاناتها من قيود استعبدتها وقمعتها لعصور طويلة".

وفي السنوات الأخيرة، تغيّرت كثيراً نظرة المجتمع السعودي تجاه النساء اللواتي يدخلن مجالات كانت تقليدياً يهيمن عليها الرجال، تقول الغصن، نتيجة الإصلاحات ومن أهمها التغييرات القانونية لدعم حقوق المرأة وتمكينها في مختلف مجالات سوق العمل، ما شجع النساء على الدخول في مهن غير نمطية، والحصول على مناصب قيادية في الشركات والمؤسسات الحكومية.

وعامةً، خلال السنوات القليلة الماضية، نجحت المرأة السعودية في الحصول على حقوقها الأساسية والمساواة في الفرص والامتيازات. وبحلول عام 2030، "ستكون المرأة السعودية قد حققت تطورات كبيرة في مختلف المجالات تماشياً مع رؤية المملكة، الهادفة إلى تعزيز دورها ومشاركتها الفعالة في جميع جوانب الحياة، ومساهمتها في تقدم وازدهار الوطن ولا سيما في القرارات التنفيذية والتشريعية في مختلف شؤون الدولة. 

     

الأكثر قراءة

العالم العربي 12/16/2025 3:18:00 PM
الرئيس اليمني حمّل حركة "حماس" مسؤولية استمرار الغارات الإسرائيلية والمجازر بحق الشعب الفلسطيني
المشرق-العربي 12/16/2025 5:26:00 PM
ترى باريس أن "حزب الله" يسيء فهم اتفاق وقف إطلاق النار ، مدعياً  أنه يتضمن نزع سلاحه في جنوب الليطاني فقط، في حين أنه يقوم الاتفاق على نزع سلاح الحزب في كل لبنان، وهذا مكتوب "أسود على أبيض" في الاتفاق
الولايات المتحدة 12/17/2025 8:59:00 AM
أوضحت جامعة MIT أن لوريرو كان أستاذاً في قسم العلوم والهندسة النووية وقسم الفيزياء، كما شغل منصب مدير مركز علوم البلازما والاندماج التابع للمعهد