طبلة مصنوعة من النفايات تطرب قصر لانكستر هاوس في لندن
قبل عامين، لم يكن لوكاس كانتيرو يفقه شيئا في الموسيقى، لكنّ الفتى البالغ 16 عاما والمتحدر من باراغواي قدّم مساء الأحد عرضا موسيقيا في موقع لندني مرموق هو قصر "لانكستر هاوس" الفخم، مستخدما طبلته المصنوعة من النفايات.
وقال المراهق العضو في أوركسترا الآلات المصنوعة من مواد معاد تدويرها في كاتيورا، المنطقة التي يقع فيها مكبّ النفايات الرئيسي في أسونسيون عاصمة باراغواي "لم أتخيل يوما أن الموسيقى يمكن أن تولد من قطع الخشب والأشعة السينية".
وأمام 200 شخصية، من دبلوماسيين وبرلمانيين ورجال أعمال، قدّمت هذه الأوركسترا التي تضم شبابا من سكان كاتيورا ينتمون إلى فئات معوزة حفلة موسيقية الأحد في قصر يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر تابع لوزارة الخارجية البريطانية، يقع على بعد 300 متر من قصر باكنغهام الملكي.
وعزفت الفرقة بآلات كمان وغيتار وفلوت مصنوعة من غالونات الوقود أو الطلاء، وصناديق الفاكهة، وخراطيم الحدائق وسواها من النفايات...
50 دولة
وقال قائد هذه الأورسكترا فافيو تشافيز (49 عاما) لوكالة فرانس برس إن "إنشاء أوركسترا بهذه الآلات المصنوعة من مواد أعيد تدويرها لفتَ انتباه كثر، ليس فقط بسبب الآلات نفسها، ولكن أيضا بسبب موهبة هؤلاء الشباب في تحويل النفايات إلى موسيقى".
يمتد نطاق ما تعزفه الفرقة من مقطوعات موزار إلى أغنيات "كولد بلاي"، مرورا بفرقة "بيتلز" وفرانك سيناترا. وتأسست الأوكسترا عام 2007، وبلغ عدد أعضائها 60 وقدّمت عروضا في 50 دولة.
وافاد فافيو تشافيز بأن فكرة المشروع خطرت بباله قبل 18 عاما، خلال عمله كفني مسؤول عن معالجة النفايات في مكب كاتيورا.
وقال "أنا موسيقيّ أيضا، وبدأت بشكل عفوي بتدريس الموسيقى للأطفال" الذين يعيشون بالقرب من مكب النفايات، بهدف جذبهم إلى الموسيقى تفاديا لوقوعهم في العنف.
وأوضح لوكاس كانتيرو أنها "منطقة خطرة حيث يمكن لأحداث عدة أن تدفع الشخص إلى الجانب الخطأ".
وروى تشافيز: "لقد بدأنا بصنع آلات موسيقية بسيطة وتعليمية، ولم نكن نعتقد حينها أنها ستُستخدم في الحفلات الموسيقية".
وتأسست أوركسترا ومدرسة موسيقية. وبعد ذلك بدأ أعضاء الأوركسترا وسكان كاتيورا أنفسهم يصنعون الآلات.
"ميتاليكا" و"ميغاديث"
ويتولى وليام ويلسون لوبيز، أحد أعضاء الأوركسترا العشرة الذين شاركوا في حفلة لندن، إدارة الفريق المسؤول عن صنع الآلات الوترية.
وشرح أن كمانه الأجهر (الكونترباس" يتكوّن "من برميل نفط وبقايا سرير قديم وفرشاة أحذية".
وتضم مدرسة الموسيقى نحو 450 طفلا مؤهلين للانضمام إلى الأوركسترا، مثل لوكاس كانتيرو.
وقال الفتى "لم تكن لدي أية معرفة موسيقية. تلقيت دروسا لمدة ست ساعات يوميا. وبعد أربعة أشهر قدمت أول حفلة موسيقية لي، وقد مرت سنتان على ذلك".
ويتأتى دخل الأوركسترا من الحفلات الموسيقية ويُستخدم جزء منه لمساعدة السكان المحليين.
وساهم بقوة في تسليط الأضواء على الفرقة فيلم وثائقي عنها أخرجه الأميركي غراهام تاونسلي عام 2014 بعنوان "لاندفيل هارمونيك" Landfill Harmonic. وتلقّت الأوركسترا طلبات للمشاركة في العزف مع فرق لموسيقى الميتال، من بينها "ميتاليكا" و"ميغاديث".
ومنذ ذلك الحين، أبدى موسيقيون مشهورون آخرون رغبتهم في التعاون مع المجموعة، على ما أكد فافيو تشافيز، لكنه لم يشأ الإفصاح عن تفاصيل إضافية.
نبض