أسرار جديدة عن الديناصورات يكشفها أقدم مسار في بريطانيا... عمره 166 مليون عام

تم العثور على حوالي 200 أثر لأقدام ديناصورات محفورة في الحجر الجيريّ في أحد محاجر أوكسفوردشاير في بريطانيا، ويعود تاريخها إلى نحو 166 مليون عام، عندما كانت المقاطعة عبارة عن بحيرة موحلة.
من بين الوحوش الكبيرة، التي يُعتقد أنها تركت هذه الآثار ،ميغالوصوروس الذي يبلغ ارتفاعه 10 أقدام، وهو مخلوق من فترة العصر الجوراسي الأوسط، أشبه بتنين متقشّر بعينين كبيرتين؛ وكذلك الديناصور العملاق طويل العنق سيتوسوروس، الذي يعني اسمه حرفياً "سحليّة الحوت".
وقالت الدكتورة إيما نيكولز، عالمة الحفريات الفقارية في متحف التاريخ الطبيعي بجامعة أكسفورد لصحيفة "مترو": "بينما تم العثور على آثار أقدام فردية أو حفنة من الديناصورات في أماكن أخرى، فإن اكتشاف مثل هذه المنطقة الضخمة بشكل لا يصدق، والتي تغطيها آثار أقدام كاملة، أمر مثير للغاية".
وأضافت: "إنها واسعة للغاية، لدرجة أن هذا هو أكبر موقع لآثار أقدام الديناصورات في بريطانيا، وربما يكون ضمن أكبر خمسة مواقع في العالم أجمع".
وأوضحت: "نعلم أن الحيوان آكل اللحوم جاء بعد ذلك، إذ تسبب الجزء الخلفي من البصمة بإزاحة بعض الرواسب التي شكّلت بصمة سيتوصوروس الضخمة (...) قد يكون كلّ هذا دليلاً على الصيد، أو قد يكون مجرد مصادفة بالطبع. لا يمكننا أن نعرف على وجه اليقين".
وأشارت إلى أنه تم الحفاظ على المسارات المتحجرة بشكل مثالي، إذ يمكن تمييز الطريقة التي تم بها سحق الطين تحت أقدام الديناصور.
ووجد آري جونسون، الذي يعمل في مقلع مزرعة ديوارز، المسارات أثناء إزالة الطين، العام الماضي. لقد رصد "سناماً" اتّضح أنه المكان الذي وطأه ديناصور ذات يوم.
وقال لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي): "اعتقدت أنني أول شخص يراها. وكان الأمر سوريالياً للغاية، لحظة وخز صغيرة حقاً".
وقام أكثر من 100 عالم وطالب، من جامعتي أكسفورد وبرمنغهام، ومتطوعون بحفر الآثار في حزيران (يونيو). وبعد الحفر وإزالة الغبار، أنشأ الفريق نماذج ثلاثية الأبعاد لآثار الأقدام والمنطقة.
وقالت كيرستي إدغار، أستاذة علم الحفريات الدقيقة في جامعة برمنغهام، لصحيفة "مترو"، إن التوقيت كان مثاليّاً.
وأضافت: "كان ميغالوصوروس، وهو أحد الديناصورات التي تم العثور على آثارها في الموقع، أول ديناصور يتمّ وصفه وتسميته علمياً في عام 1824. وكان عام 2024 هو الذكرى المئوية الثانية للديناصورات".
وأردفت: "أشعر بالدهشة قليلاً لأنني أقف بالضبط حيث وقفت بعض أكبر الحيوانات التي عاشت على الإطلاق، وأحبّ محاولة التفكير في المكان الذي كانت تتجه إليه، ولماذا".
وأوضحت الأستاذة سوزانا مايدمنت، من مجموعة أبحاث الزواحف الأحفورية في متحف التاريخ الطبيعي، بأن آثار الأقدام هي وسيلة أساسية لفهم كيفية قضاء الديناصورات أيامها.
وتابعت: "آثار الأقدام مهمة لأنها تحافظ على السلوك المتحجّر، وهو شيء لا نستطيع الحصول عليه من عظام حيوان فقط. على سبيل المثال، أشارت آثار الأقدام المتحجّرة إلى أن بعض الديناصورات عاشت في قطعان. نعثر على آثار أقدام فردية بشكل شائع في المملكة المتحدة، وتحديداً على السواحل المحيطة بساسكس وجزيرة وايت ويوركشاير، ولكن المسار الكامل أكثر أهمية بكثير".
وعلى سبيل المثال، يقول الدكتور نيكولز إن الخبراء قد توصلوا بالفعل إلى أن الميغالوصور والسيتيوصور كانا يسيران بنفس السرعة تقريباً، على الرغم من أن حجم العاشب كان ضعف حجم المفترس، حوالي ثلاثة أميال في الساعة، وهو متوسط سرعة الإنسان".
لكن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف الديناصورات في أوكسفوردشاير. على مدى العقود، تم اكتشاف حفريات لمخلوقات مائية مثل الأصداف الملتوية للأمونيت ورأسيات الأرجل في المقاطعة التي كانت ذات يوم بحراً دافئاً وضحلاً.