تصميم جمالي متحرّر من القيود… كيف تطبّق الـDopamine decor؟
في زمن غزته صور المنازل "المثالية" على إنستغرام، باتت قواعد التصميم أكثر صرامة من أي وقتٍ مضى. ألوان محدَّدة، أثاث معياري، زوايا محسوبة… مع هذا الضغط المتزايد نحو الكمال البصري، فقد التصميم أحد أهم معانيه: أن يكون بيتك مكاناً يُشبهك أنت.
من هنا جاء اتجاه Dopamine Decor ليفكّ هذه القيود. أسلوب تصميم يحتفي بالفرح الشخصي بدلاً من المثالية، ويضع مزاجك قبل قواعد الديكور. مساحة تمنحك راحة وبهجة حقيقية، في المكان الذي تقضي فيه معظم وقتك: بيتك.
ما هو ومن أين أتى؟
هو تصميم مساحاتك بطريقة تُوقظ متعتك البصرية وتنعش مزاجك، ويصبح بيتك شحنة طاقة يومية تمنحك سعادة صغيرة كلّما نظرت حولك. وقد وُلد هذا الاتجاه على غرار اتجاه dopamine dressing أو ارتداء الدوبامين الشهير على منصة تيك توك (ارتداء ملابس تُشعرك بالسعادة)، والذي يشجع على تصميم المساحات بالتركيز على السعادة الشخصية بدلاً من جماليات المُحددة. ورغم أن الأمر قد يبدو مجرد اتجاه أو مقاربة مستحدثة في عالم الديكور، إلّا أنّ هناك أدلة علمية دامغة تدعم منافع وجوده النفسية في منزلك.
لماذا يحب دماغك ديكور الدوبامين؟
بحسب دراسة " Toward A Brain-Based Theory of Beauty"، التي أجراها عالما الأعصاب سمير زكي وتوموهيرو إيشيزو، عندما ننظر إلى فنٍّ جميل، يُنشّط مركز المكافأة في أدمغتنا، وهي المنطقة نفسها التي تُنشّط عندما نقع في الحب. ولا يقتصر الأمر على الدوبامين فحسب، بل هو مزيجٌ مُعقّد من النواقل العصبية، بما في ذلك السيروتونين لتنظيم المزاج، والأوكسيتوسين لمشاعر الراحة والانتماء، والنورإبينفرين للإثارة، والإندورفين للرفاهية العامة.
كذلك، وجدت دراسة " CROSSMODAL AND MULTISENSORY INTERACTIONS BETWEEN VISION AND TOUCH"، أنّ البيئات النابضة بالحياة يمكن أن تُعزز تجارب حسية أخرى، ما قد يجعل كل شيء، من تذوق النبيذ إلى ملامسة الأقمشة، أكثر متعة.
يشرح المهندس ظافر سليمان، أستاذ محاضر في كلية العمارة والتصميم في جامعة الروح القدس الكسليك في حديث لـ"النهار"، أنّ تسمية هذا النوع من التصميم بديكور الدوبامين جاءت لأنه مريح من الناحية الوظيفية والنفسية.
على عكس قواعد التصميم الجامدة التي تُملي ما يتناسب معًا، بعيداً من راحة الشخص، يُعلي هذا النهج من شأن المعنى الشخصي على حساب الكمال، ويمكن تطبيقه في جميع أقسام البيت. بالتالي، يمنح هذا الديكور الحرية والثقة بالحدس وخلق مساحات لا تبدو جميلة على إنستغرام، بل تُشعرنا براحة حقيقية ومتعة لا تُضاهى.
يتّسم ديكور الدوبامين بالدرجة الأولى بأن تشعر بالسعادة فيه، وأن يكون كل ما فيه متناسقاً مع تفضيلاتك. وبشكل أساسي، يتّسم بالبساطة والراحة النفسية والبصرية، بحيث لا يؤدي إلى ضغط ذهني لدى الشخص لتحليل المساحة الموجود فيها، لا بل يدخل الى الدماغ والذهن مباشرة ويريح النفسية. الألوان بحد ذاتها ليست مقياساً لهذا التصميم انما تناسقها هو أحد المقاييس بحيث أن يكون هذا التناسق مريحاً.
كما يتسم هذا الديكور أيضاً بكمية الإنارة الطبيعية التي تدخل خلال النهار من نوافذ هذا البيت.

كيف تصمّم ديكور الدوبامين في منزلك؟
- اختر ألواناً دافئة ومتناغمة فيما بينها دون تناقض.
- أحط نفسك بالأثاث والفنون والأشياء التي تجعلك سعيداً وتشبهك لا التي تشعرك بعظمتها وكِبر حجمها عنك، إنّما بالراحة.
- زيّن منزلك بما تحتاجه وتحبّه فقط.
- فكّر في ما يرسم البسمة على وجهك عند الاستيقاظ صباحاً.
- تجوّّل في مساحتك ولاحظ العناصر التي تُفرحك حقاًّ، فهي تُشكل أساس تصميمك، بغض النظر عما إذا كانت متناسقة تقليدياً أم لا.
- أضف لمسات شخصية مثل المقتنيات العائلية الثمينة، أو تذكارات السفر، أو الأعمال الفنية المُفضلة.
- ضع في اعتبارك الوظائف العملية، فالسعادة تنبع أيضاً من خلق مساحات تجعل الروتين اليومي أكثر متعة وسهولة بالاستخدام.
- إذا كنت تجب الألوان الفرحة القوية مثل الأصفر أو البرتقالي أو الأخضر، فلا بأس بلمسات بسيطة على الخزائن أو طلاء المساحات بهذه الألوان فهي تخلق مساحة مبهجة.
- استكشف مفروشات وستائر ذات طبعات هندسية، أو زهور...
- إذا كان السقف يهمك، فيمكنك أن تزيّنه بما يحلو لك.
نبض