كافيه "سوسيت" حكاية حب... في طبق من متلازمة داون
كافيه "سوسيت" حكاية حب تروى في طبق من متلازمة داون وتقدّم بأياد كلها شغف وصدق.
هنا، كل طبق له طعم إنساني خاص، يحكي قصة حلم تحوّل إلى واقع بدعم من جمعية "جذور" التي آمنت بأن الدمج ليس شعارا يُرفع، بل أسلوب حياة يُعاش.
شباب وشابات ينتظرون طلب الزبائن ليقدموا لهم ما لذّ وطاب، بابتسامة أمل ومحبة وعطاء، بنكهة مميزة. من بين هؤلاء الشباب، تحدّث عبد الرحمن، أحد العاملين المصابين بمتلازمة داون، بثقة وابتسامة عريضة، قائلاً: "حلمي أن أفتح مطعما وأملك بيتا متل كل الناس، وتتحقق كل أحلامي. أشكر مطعم "سوسيت" باسمي وباسم رفاقي، وأشكر السيدة خلود من جمعية "جذور" على الدعم الكبير لنا".

أما إليسار، البالغة 21 عاما، فتقول بفخر: "أعمل في كافيه "سوسيت" وأقدّم للزبائن ما يطلبونه. أصنع عصير الفريز والكنافة والمعمول بالجبن، وعملي ممتع جدا. أحب رفاقي وعملي".

وتحدثت رهام أيضا بابتسامة لا تفارق ثغرها: "أنا مستعدة لكل الطلبات وسعيدة جدا. لدينا أكل شرقي وغربي، وأحب الطعام كتيرا. أشكر أمي لأنها سمحت لي بالعمل هنا، والسيدة خلود رئيسة الجمعية لأنها تركتنا نعمل في مطعم كله حب".

وتبادرنا هبا الجبّان، عضو مجلس إدارة جمعية "جذور": "سوسيت" هو المطعم الأول من نوعه في سوريا وعلى مستوى الوطن العربي، أخذ صدى عالميا، إذ يُعد مشروعا رائدا في التمكين المهني لذوي الإعاقة". وتضيف: "يعمل هنا نحو 35 شابا وصبية من ذوي الحاجات الخاصة، يوزعون على فترات، بحيث يشارك في كل دوام خمسة منهم. استطاعوا الاندماج في المجتمع ودخول سوق العمل بثقة، بدعم من أسرهم ومن الجمعية، فانتقلوا من التهميش إلى التمكين، وأثبتوا أنهم قادرون على صنع شيء جميل يستحق التقدير".
في "سوسيت"، لا يُقدَّم الطعام فحسب، بل تُقدَّم معه رسالة إنسانية كبيرة مفادها أن كل إنسان يستحق فرصة… فرصة للعمل، للحلم، ولأن يكون جزءا من الحياة.
نبض