الحب، الشهرة، والإشارات الأدبية: ألبوم سويفت الجديد يكشف كل شيء

يبدو أنّ النجمة العالمية تايلور سويفت ماضية في تكريس مكانتها كظاهرة موسيقية استثنائية، إذ تستعد لإشعال جولاتها الغنائية المقبلة بما يشبه "هزة نانوية" واقتصادية، بعدما خطف الألبوم المؤلف من 12 أغنية "The Life of a Showgirl" (حياة فتاة الاستعراض) الأضواء محققاً انتشاراً كاسحاً في الأسواق وعلى مواقع التواصل الاجتماعي خلال أقل من 24 ساعة من طرحه.
سويفت، التي اعتاد جمهورها أن يجد في أغانيها حكايات تنبض بالعاطفة وتفاصيل الحياة اليومية، عادت هذه المرة محمّلة برسائل ذكيّة تتأرجح بين التحدّي والجرأة والحب اللامحدود. ومع ذلك، يبقى السؤال حاضراً: هل يعود هذا الزخم الفني إلى تأثير قصة الحب الصادقة التي تعيشها بعد إعلان خطوبتها من نجم كرة القدم الأميركية ترافيس كيلسي؟
فخلال ظهورها في برنامج "New Heights" الذي يقدّمه كيلسي في 13 آب/أغسطس، أي قبل أيام قليلة من إعلان خطوبتهما رسمياً في 26 من الشهر نفسه، صرّحت سويفت بثقة: "هذا هو الألبوم الذي رغبت دائماً في صناعته".
الألبوم، الذي وصفه متابعوها على "يوتيوب" بأنه "منعش" و"نسمة ربيع بطابع صيفي"، يستهل رحلته الغنائية بإشارة أدبية لافتة إلى شخصية "أوفيليا" في مسرحية وليام شكسبير هاملت، تلك الشخصية المأساوية التي عاشت نوبة جنون قبل أن تغرق حتى الموت. ورغم الطابع الحزين الذي يطبع الأغنية الافتتاحية، لا تخلو من لمسات رومانسية تربطها بكيلسي ومسيرته الرياضية، حيث تقول: "سمعتك تناديني بالمكبّر / تريد أن تراني وحدي"، قبل أن تعلن ولاءها له بعبارة: "ابقَ صادقاً مئة بالمئة على البرّ، والبحر، والسماء… أعلن ولائي ليديك، لفريقك، لروحك".
اقرأ أيضاً: تايلور سويفت رقم صعب في الانتخابات الأميركية
أما الأغنية الثانية فجاءت مفاجئة وغير متوقعة، وتُظهر مدى ذكاء تايلور سويفت الفني، إذ جسّدت فيها حياة النجمة السينمائية الراحلة إليزابيث تايلور، إحدى أشهر نجمات السينما في منتصف القرن العشرين. قورنت من خلالها حياة الشهرة التي عاشتْها الممثلة، حيث كانت حياتها الخاصة لا تقل شهرة عن إنجازاتها المهنية. ومن خلال هذه الإشارات، تتأمّل سويفت ألاعيب هوليوود وتحدّيات الحب تحت الأضواء، وهي أمور عاشتها تايلور بنفسها، لتؤكد أن الحب الحقيقي لا يختبئ من الأضواء بل يُشاركها، ما يعكس إصرارها على ترك بصمتها الفنية وعلاقتها العاطفية الناجحة مع خطيبها.
ولم تكتفِ سويفت بذلك، بل أهدت إلى كيلسي أغنية أخرى بعنوان "Opalite"، حملت دلالات شخصية عميقة، إذ ارتبطت بحجر الأوبالايت، وهو حجر الميلاد لشهر تشرين الأول/أكتوبر، شهر ولادة كيلسي نفسه. الأغنية بدت كرسالة حب شفافة، خاصة أنّ سويفت لطالما شوهدت ترتدي عقداً يحمل هذا الحجر خلال مباريات خطيبها، وكأنها تربط بين الحب والرمز في لفتة غنائية مميزة.
وهنا لا يسعنا إلا أن نقول: كيسلي أيها الفتى، يا لك من محظوظ! يقال عادة "واعد فتاة تحب القراءة"، لكنك واعدت فتاة غنّت لك العالم بأسره.
الألبوم الثاني عشر لتايلور سويفت "The Life of a Showgirl" لم يقتصر على الإشارات الأدبية والرومانسية، بل تضمّن أيضاً أغاني تحمل رسائل خاصة عن مستقبلها مع خطيبها ترافيس كيلسي.
الأغنية الثامنة، بعنوان "Wi$h Li$t"، تبدو كأنها تلمّح إلى "قائمة أمنيات" سويفت المستقبلية مع كيلسي بعد الزواج، حيث تعكس أحلامها ببناء حياة مشتركة مليئة بالحب والخصوصية، وتصور رؤية عائلية هادئة بعيداً عن أضواء الشهرة.
أغنية أخرى بعنوان "Wood" تأتي أكثر جرأة، وتحمل لمسات ذكية حول العلاقة الحميمة بين سويفت وشريكها، مع تلميحات رمزية تعبّر عن شغفها وحبها بطريقة مرحة ومبتكرة، تُظهر جانباً صريحاً من حياتها العاطفية دون تجاوز حدود الذوق العام.
من خلال "Wi$h Li$t" و"Wood"، تكمل سويفت نسج حكايتها الخاصة، حيث يختلط الحب بالمغامرة والخصوصية بالرومانسية، لتؤكد أن أغانيها ليست مجرد موسيقى، بل نافذة على حياتها الشخصية وعالمها العاطفي مع خطيبها.
ورغم تنوّع الآراء النقدية حول الألبوم، يبقى "The Life of a Showgirl" شهادة على قدرة سويفت على التجديد والتعبير عن مشاعرها بطرق فنية مبتكرة.