رحيل الأميرة ديانا... كيف نقل الإعلام العالمي والعربي خبر الصدمة الكبرى؟

صباح 31 آب/أغسطس 1997، اهتز العالم بنبأ وفاة الأميرة ديانا، إثر حادث سير مروّع في نفق بونت دي لاما في باريس. كانت شخصية ديانا محبوبة عالمياً، وشكّلت وفاتها صدمة عميقة لبريطانيا وللعالم كله. في تلك اللحظة، كانت وسائل الإعلام الرسمية في حالة تأهّب لنقل الخبر وتغطية تفاصيل الحادث والجنازة المرتقبة.
جاء الإعلان الرسمي عبر "هيئة الإذاعة البريطانية" بلهجة صارمة وهادئة: "هنا تلفزيون "بي بي سي" من لندن. ديانا، أميرة ويلز، توفيت بعد حادث سير في باريس".
وقبل التأكيد الرسمي، تداولت الأخبار العاجلة معلومات عن إصابتها بجروح خطيرة: "الأميرة ديانا، أميرة بريطانيا، أُصيبت بجروح بالغة في حادث سيارة".
ثم جاءت التحديثات لتؤكد الوفاة: "ديانا، أميرة ويلز، توفيت عن عمر يناهز 36 عاماً".
وبحلول الساعة السادسة صباحاً، ظهر المذيع سير مارتن لويس على شاشة "BBC1" ليقرأ النبأ للعالم، مع قيام رئيس الوزراء آنذاك توني بلير بإلقاء خطاب مؤثر وصف فيه ديانا بأنها "أميرة الشعب".
أما في "Sky News"، فقد جاء الاتصال الداخلي للمراسل بالقول: "ديانا ماتت، ودودي مات، يريدونك أن تدخل البث". ثم بدأت التغطية المباشرة التي وصفت الحادث بأنه "ضربة مدمّرة لبريطانيا والعالم".
وفي الولايات المتحدة، ركّزت "سي ان ان" وقنوات أميركية أخرى على الجوانب الإنسانية، بحيث عرضت مقاطع من نشاطات ديانا الخيرية وحياتها العامة، مؤكدة مكانتها كرمز عالمي للعطاء والرحمة.
أما في فرنسا، حيث وقع الحادث، فتابعت القنوات المحلية الكبرى مثل "TF1" و"France 2" تفاصيله لحظة بلحظة، ووصفت الليلة بأنها "مأسوية"، مؤكدة وفاة الأميرة بعد ساعات قليلة من الحادث، مع الإشارة إلى التحقيقات الأولية حول السرعة الزائدة التي قاد بها السائق السيارة.
وفي العالم العربي، تابعت قناة "الجزيرة" الحدث عن كثب، ووصفت الحادث بأنه مأسوي، مشيرة إلى الحزن العميق الذي شعر به الجمهور العربي والعالمي على حد سواء.
وعلى الصعيد الرسمي، كان رد الفعل البريطاني بطيئاً، إذ تأخّرت الملكة إليزابيث الثانية في إصدار بيان، بينما أعرب الأمير تشارلز عن حزنه العميق، مشيداً بديانا كأم رائعة لأبنائه. أما الرئيس الفرنسي جاك شيراك فأعلن حداداً وطنياً، ووصف ديانا بأنها "رمز للأناقة والرحمة".
لقد شكّلت وفاة الليدي ديانا لحظة فارقة في الإعلام العالمي، لكن أثرها لم يتوقف عند حدود التغطية الإخبارية. فقد فتح رحيلها المفاجئ نقاشاً واسعاً حول علاقة العائلة المالكة بالشعب، وحول مسؤولية الإعلام في ملاحقة المشاهير والضغط على حياتهم الخاصة. ومع مرور السنوات، بقيت ديانا رمزاً للإنسانية أكثر من كونها أيقونة ملكية، امرأة كسرت القوالب الجامدة وأدخلت الدفء إلى صورة البلاط البريطاني.
ورغم مرور 28 عاماً على رحيلها، لا تزال ذكراها حاضرة في الوعي الجماعي، لا كخبر مأساوي تناقلته الشاشات فجر يوم صيفي، بل كحكاية إنسانية عميقة عن "أميرة الشعب" التي غيّرت ملامح التاريخ الحديث.