صناعة السينما في السعودية: نمو اقتصادي متسارع ورؤية محلية للحفاظ على الهوية الثقافية

لايف ستايل 13-08-2025 | 17:10

صناعة السينما في السعودية: نمو اقتصادي متسارع ورؤية محلية للحفاظ على الهوية الثقافية

 التوازن بين الأعمال الكبيرة وتحقيق الأصالة الثقافية يتحقق عبر تقديم قصص صادقة مهما كان حجم الإنتاج
صناعة السينما في السعودية: نمو اقتصادي متسارع ورؤية محلية للحفاظ على الهوية الثقافية
السينما السعودية (الذكاء الاصطناعي)
Smaller Bigger

 

شهدت صناعة السينما في السعودية خلال السنوات الأخيرة طفرة اقتصادية ملحوظة، انعكست على ارتفاع الإيرادات وتوسع البنية التحتية، مما جعل هذا القطاع واحداً من محركات التنويع الاقتصادي في المملكة.

في عام 2024، بلغت إيرادات السينما السعودية  نحو 225,42 مليون دولار، مع بيع 17,5 مليون تذكرة. ووصل عدد شاشات السينما إلى 618 شاشة موزعة على 66 دار عرض. وبين نيسان/أبريل 2018 وآذار/مارس 2025، تجاوز إجمالي الإيرادات 1,25 مليار دولار، وسط نمو سوقي غير مسبوق.

وإذ تتوقع هيئة الأفلام أن تصل إيرادات شباك التذاكر إلى 1,5 مليار دولار بحلول عام 2029، ما يعزز مكانة السعودية كقطب رئيسي لصناعة السينما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تؤكد المخرجة والمنتجة السعودية دانية الحمراني أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية في هذه المرحلة الحساسة من تطور الصناعة، من دون التركيز على الإيرادات وحدها، وتقول لـ "النهار": "إن الحفاظ على الهوية يبدأ من مرحلة تطوير الفكرة، بضمان أن تكون القصة متجذّرة في السياق المحلي من حيث الشخصيات واللغة والقيم والمكان".

تضيف: "الهوية ليست مجرد عناصر بصرية أو ديكور، بل طريقة تفكير وسلوك وسرد، وأيضاً نبرة الصوت المستخدمة ولغة الخطاب. ومهم أن نعكس التنوع الحقيقي في المملكة، وأن ندرك أن السعوديين لا يبدون أو يتحدثون جميعهم بالطريقة نفسها"، فهذه عوامل إضافية تعزز مكانة صناعة السينما في المملكة.


المخرجة والمنتجة دانيا الحمراني
المخرجة والمنتجة دانيا الحمراني


وبحسبها، يجب الابتعاد عن الصورة النمطية التي روّجت لها الإعلانات لعقود، ومعانقة التنوع الغني ليكون حاضراً في القصص والشخصيات، "وحتى في التعاون مع فرق إنتاج دولية، يجب أن يكون هناك حضور قوي لأصوات سعودية في الكتابة والإخراج، مع احترام دقيق لتفاصيل الثقافة المحلية، لأن هذا ما يصنع فيلماً سعودياً يتهافت السعوديون إلى حضوره في صالات السينما، فنحن في مرحلة اكتشاف ما يجذب الجمهور السعودي إلى شباك التذاكر، والذائقة السينمائية المحلية ما زالت تتشكل، وهناك تنوّع في الاهتمامات بين من يبحث عن قصص قريبة من حياته وتجربته، ومن ينجذب إلى أعمال خيالية".

في عام 2024، عُرض 17 فيلمًا سعوديًا، وحققت مبيعات بلغت 1,4 مليون تذكرة بإيرادات إجمالية تجاوزت 15 مليون دولار. وبصرف النظر عن حجم الإنتاج، تشدد الحمراني على أهمية التوازن بين الأعمال الكبيرة والأصالة الثقافية، "فهذا التوازن يتحقق بتقديم قصص صادقة مهما كان حجم الإنتاج، كبيراً كان أو صغيراً، وحتى في الأعمال الخيالية يمكن أن تكون الحكاية متجذّرة في التجربة المحلية وتعكس روح المكان وأصوات الناس.

تضيف لـ "النهار": المزج بين تقنيات الإنتاج العالمية والمعايير الفنية المتقدمة من جهة، وبين مضامين وأبعاد إنسانية وثقافية مرتبطة بالمجتمع السعودي من جهة أخرى، يضمن بقاء جوهر الحكاية حقيقياً ومعبّراً عن الواقع، من دون التضحية بالأصالة تحت ضغط الطموح الفني أو التجاري".

أبرز التحديات التي تواجه القطاع تتمثل في البنية التحتية الإنتاجية التي لا تزال في طور النمو، "مثل توفر فرق العمل المتمرّسة في جميع التخصصات، وبرأيي، الاستثمار الأهم لتطوير الكفاءات السينمائية المحلية يجب أن يركّز على التدريب العملي المكثّف، خاصة في التخصصات الفنية مثل الإخراج، التصوير، إدارة الإنتاج، والمونتاج، مع توفير فرص تدريب حقيقية داخل مواقع التصوير"، كما تقول، مشيرةً  إلى أهمية الجمع بين التدريب النظري والعملي.

وعن منصة "مَفلَم" التي أسستها، تشرح الحمراني أنها تقدّم برامج تعليمية عبر الإنترنت وورش عمل عملية بإشراف خبراء محليين ودوليين، بهدف تأهيل المواهب وتمكينها من دخول السوق بكفاءة عالية".

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/10/2025 8:28:00 AM
أثار الفيديو المتداول تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟
اسرائيليات 10/9/2025 3:20:00 PM
جلس في أحد المقاهي البيروتية واحتسى فنجان قهوة بين الزوار المحليين.