يوتيوب
انستغرام
نبض
ثريدز
"صيّف ونص" في القبيات... مروان خوري لـ"النهار": لن نستسلم
شارك على
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
شارك على
هي المرّة الأولى التي أحطّ فيها رحالي في القبيات العكارية. هذه البلدة الشمالية التي تخبّئ كنوزاً ساحرة موزّعة بالتساوي بين أهلها وطبيعتها الخلابة. وفي قلب هذا الجمال وبين أشجار الأرز واللزاب، كانت مهمتي الصحافية تغطية واحدة من أبرز محطات الصيف اللبناني: مهرجانات القبيات الدولية التي حملت هذا العام شعار "صيّف ونص" التي تنظمها رئيسة المهرجانات سينتيا حبيش.
هنا في ساحة البلدة التي تحتضن معمل الحرير التراثي السياحي تحضيرات وحشود ومنظمين وحياة، لكن ذلك لم يمنع خبر سقوط شهداء للجيش أن يخرق المشهد ليدفع المنظمين إلى إعطاء حيز للجيش في كلامهم وتصريحاتهم.
انطلقت المهرجانات وكان واضحاً حرص حبيش على كل تفصيل، كاسرةً أي بروتوكول، فصحيح هي سيدة مجتمع وزوجة النائب السابق هادي حبيش، لكنها لا تترك فرصة لتكون بين "أهلها وناسها" وضيوف المهرجان. ومنهم الوزراء: لورا لحود، بول مرقص، ومحمد حيدر. والنائب أديب عبد المسيح، وكان لافتاً حضور المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وعقيلته منى.
حضور مروان خوري: الفن كجسر للحياة
الأمسية التي أحياها الفنان الشامل مروان خوري لم تفاجئني على الصعيد الشخصي، فالرجل قدّم مدى مسيرته نموذجاً للفنان المتكامل، شاعراً وملحناً ومطرباً. وقبيل صعوده إلى المسرح، أدلى بحديث الى "النهار"، عبّر فيه عن حزنه العميق على شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا تزامناً مع يوم الحفل.
وقال خوري: "كنّا في حالة نفسية جميلة جداً، مستعدين لتقديم الفرح للناس. لكننا لا نتفاجأ، فنحن دائماً نعيش في هذا الجو. ونحن، كفنّانين والمنظمين للمهرجانات، ومعنا الناس جميعاً، مصرّون على الاستمرار، لأننا لا نستطيع الاستسلام".
وتابع: "ليس لنا غير الجيش، وسأكررها مراراً: ليس لنا غير الجيش، لأنه يضم كل شرائح المجتمع اللبناني".
ورغم الحزن، يكمل خوري: "نحن مضطرون أن نكمل الأمسية ونقدّمها بالطريقة التي يجب أن تُقدّم. لا توجد حفلة تشبه الأخرى، لأن الجمهور يختلف، والتفاعل هو الذي يخلق الفرق الكبير. نحن لا ننسى الواقع، لكن إذا استطعنا أن نخرج منه لساعة أو ساعتين فهذا لا يعني أننا نتجاهله، بل نعيش لحظات جمال في مقابل كل هذا القبح الذي يحدث".
بين لبنان والسعودية… وألبوم جديد
وتطرّق إلى تجربته في الخارج قائلاً: "الغناء في الخارج يسعدني، لكن الغناء هنا بين أهلي له نكهة خاصة. الحفلة في السعودية كانت مميّزة جداً، إذ كانت حفلتين في الليلة نفسها وعلى المسرح نفسه، وكانت تجربة جديدة وجميلة جداً، بالتعاون مع شركة نظّمت كل شيء باحتراف. وسأذهب أيضاً إلى الخُبر في نهاية الشهر لأقدّم حفلة هناك".
أما عن ألبومه المقبل، فكشف: "في آخر تصريح لي، خيّبتُ آمال المحبّين الذين كانوا ينتظرون الألبوم، فقد تأخرت كثيراً بسبب ظروف متعدّدة. الأغاني تقريباً جاهزة، لكن أعتقد أنّ إصدار الألبوم سيتأجّل إلى نهاية الصيف، أي بعد شهر أو شهر ونصف شهر تقريباً".
رسالة المهرجان… الحياة رغم الألم
من جهتها، شدّدت رئيسة المهرجانات سينتيا حبيش على أن تنظيم الفعاليات هذا العام يأتي رسالة أمل، قائلة لـ"النهار": "نريد أن نعزّي عائلات شهداء الجيش اللبناني، فهذه حادثة مؤلمة للغاية، ونعلم أن عكار بمعظم أبنائها تنتمي إلى المؤسسة العسكرية. لكن الحياة يجب أن تستمر، ويجب أن نرى نافذة الضوء في مكان ما. المهرجانات التي نقيمها هي للتأكيد على رغبتنا في الاستقرار، وأننا نريد أن نصيف ونُظهر الوجه اللبناني الحقيقي".
ليلة لا تُنسى
على المسرح، بدأ خوري حفله على الموعد، مرحّباً بجمهوره ومؤكداً: "السرّ في الجمهور، هو من يعطي السحر والنفس المختلفين".
قدّم باقة من أجمل أغنياته، من "كل القصائد" إلى "معقول" و"اطلع فيي هيك" و"على دلعونا"، ولم ينسَ أن يحيّي الراحل زياد الرحباني بأغنية "بلا ولا شي".
القبيات في تلك الليلة لم تكن مجرّد بلدة شمالية، بل مسرح مفتوح للحب والفن، حيث التقت الطبيعة بالموسيقى، والفرح بالأمل، رغم الحزن الذي خيّم على قلوب اللبنانيين.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
