لايف ستايل 20-07-2025 | 13:00

لابوبو... حكاية الهوس و"اللعنة" ولويس فويتون على الخط

الظاهرة لم تتوقف عند حدود الشهرة، بل انعكست على أرباح مذهلة و"لويس فيتون" تستوحي منها!
لابوبو... حكاية الهوس و"اللعنة" ولويس فويتون على الخط
لابوبو.
Smaller Bigger

منذ لحظة ظهورها، أسرت دمية "لابوبو" القلوب بملامحها الطفولية الغريبة وشخصيتها المشاكسة. هذه الشخصية، التي أطلقها الفنان والرسّام الصيني كاسينغ لونغ عام 2015، لم تكن مجرّد لعبة، بل تحوّلت خلال سنوات قليلة إلى ظاهرة عالمية اجتاحت الأسواق ومنصات التواصل الاجتماعي، وجذبت جمهورًا واسعًا من مختلف الأعمار.

ورغم ما يُقال عن سرعة انطفاء الترندات في العصر الرقمي، شكّلت "لابوبو" استثناءً نادرًا. فقد استمرت في تصدّر المشهد عاماً بعد عام، لتتحوّل إلى رمز معاصر في ثقافة البوب، منتقلة من رفوف الألعاب إلى أيدي المشاهير، ومن متاجر التجزئة إلى جلسات التصوير الفاخرة، حتى بات من النادر أن يخلو حساب مؤثر أو فنان على "إنستغرام" أو "تيك توك" من ظهورها.



كيف صنعت "بوب مارت" أسطورة "لابوبو"؟
التحوّل المفصلي في مسيرة "لابوبو" جاء مع دخولها عالم التسويق التجاري عبر عملاق صناعة الألعاب "بوب مارت" (POP MART)، الذي لم يشترِ الشخصية مباشرة، بل عقد اتفاقاً مع مبتكرها منح الشركة حقوق الإنتاج والتوزيع التجاري. ومن هنا بدأت الرحلة الجديدة لـ"لابوبو" نحو العالمية.

اتبعت "بوب مارت" استراتيجية تسويق نفسي ذكية، جعلت من الدمية عنصرًا أساسيًا في مفهوم "Blind Box" أو "صندوق المفاجآت"، بحيث يشتري المستهلك صندوقًا مغلقًا لا يعرف محتواه مسبقًا. هذا الأسلوب أثار الفضول والإدمان في آنٍ واحد، خصوصاً مع طرح نسخ محدودة ونادرة، زادت من قيمة الجمع والتنافس بين الهواة.

لم تكتفِ الشركة بذلك، بل وسّعت العالم القصصي لشخصية "لابوبو"، من خلال تقديم شخصيات فرعية وخطوط حكاية جانبية، مما عزّز الارتباط العاطفي بين الجمهور والعلامة، وأطال عمر الترند بطريقة مدروسة.

نجاح بالأرقام... وأرباح بمليارات
الظاهرة لم تتوقف عند حدود الشهرة، بل انعكست على أرباح مذهلة. ففي عام 2024، سجلت "بوب مارت" أرباحًا تجاوزت 1.8 مليار دولار، شكّلت سلسلة "Monsters" التي تضم "لابوبو" جزءًا كبيرًا منها.
وفي النصف الأول من عام 2025 فقط، قفزت أرباح الشركة بنسبة 350%، بينما سجّلت نموًا سنويًا تجاوز 204%، وهو ما اعتُبر مؤشراً على التحوّل النوعي الذي أحدثته "لابوبو" في سوق الألعاب الترفيهية والمنتجات الثقافية.

من لعبة إلى أيقونة موضة
النجاح اللافت جذب أنظار كبريات العلامات التجارية، ومنها دار الأزياء العالمية Louis Vuitton التي أطلقت سلسلة منتجات مستوحاة من "لابوبو"، مزجت فيها بين الروح المرحة للشخصية ولمسات فنية فاخرة.
من أبرز هذه الإصدارات:

Vivienne Fashionista: بسعر 1,390 دولاراً
Louis Bear: بسعر 1,270 دولاراً

 

تم تصميم هذه القطع باستخدام مواد راقية مثل الفرو، اللؤلؤ، وشعار Monogram الشهير للدار، لتدخل "لابوبو" رسميًا إلى عالم الموضة الراقية كرمز ثقافي معاصر

 

 

لعنة "لابوبو" 


بينما استمتع كثير من الناس بشخصية "لابوبو" اللطيفة والمشاغبة، انقلب المشهد فجأة، وتحولت اللعبة إلى مصدر توتر لبعض متابعيها على الإنترنت، الذين كانوا يربطونها بـ"لعنة" أو تأثيرات سلبية ملموسة في حياتهم اليومية كما أبلغت الصحف والمؤثرون الكبار عن حالات،  يعتقدون أن "لابوبو" تحمل طاقة شريرة، وقد بدأ البعض بالتخلص منها أو حتى حرقها كنوع من "التطهير الروحي". نشأت هذه الظاهرة بعد ظهور شائعات تقول إن شخصية "لابوبو" تشبه "بازوزو"، الشيطان البابلي الذي ظهر في فيلم "طارد الأرواح"، ما زاد من ربط الناس، وبخاصة المحافظين، بين الدمية والشر. 

ما بين طفولة مرحة وهوس جمع، وما بين شائعات "لعنة" وتفسيرات روحية، تبقى "لابوبو" أكثر من مجرد دمية. إنها مرآة تعكس تعقيدات عصرنا الرقمي، عصر تتحوّل فيه لعبة إلى رمز ثقافي، ثم إلى مادة جدل، في زمن تقود فيه المنصات الاجتماعية ذوق الجمهور، وتخلق واقعًا افتراضيًا لا يقل تأثيرًا عن الواقع الحقيقي.



ومع استمرار توسّع عالم "لابوبو" من الألعاب إلى الأزياء الفاخرة، ومن الهوس البريء إلى القلق الجماعي، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سنشهد موجة جديدة من "ألعاب الترند" التي تقتحم البيوت والقلوب والعقول؟ أم أن "لابوبو" بحلوها ومرّها، ستبقى ظاهرة لا تتكرّر؟


الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 9:32:00 AM
طقس الأيام المقبلة في لبنان