أسماء الأسد: من "وردة الصحراء" إلى "سيدة النظام"

أسماء الأسد: من "وردة الصحراء" إلى "سيدة النظام"
أسماء الأسد
Smaller Bigger

في 18 كانون الأول (ديسمبر) 2000، احتفلت أسماء الأخرس بزواجها من بشار الأسد، وصارت أسماء الأسد، سيدة سوريا الأولى. وحين شارف كانون الأول (ديسمبر) الحالي على الانتصاف، جرت الرياح بالنسبة إلى أسماء وزوجها الرئيس بما لم تشتهه سفنهما. وللمرة الأولى، يحتفل الشعب السوري في قصر الشعب بالمهاجرين، فيما هي وزوجها وأولادها مهاجرون، لا تُعرف لهم وجهة.

 

 

من لندن إلى دمشق
وُلدت أسماء الأخرس في لندن في 11 آب (أغسطس) 1975، نشأت في أسرة سورية تعيش في المهجر. كان والدها فواز الأخرس استشارياً في أمراض القلب، ووالدتها سحر ديبلوماسية في السفارة السورية، وترعرعت في حي أكتون بلندن.

حصلت على شهادة في علوم الكمبيوتر من "كينغز كولدج" بلندن في عام 1996، والتحقت بالعمل في مصارف دولية مرموقة، مثل دويتشه بنك وجيه بي مورغان في نيويورك وباريس. تعددت لغاتها، فأجادت الإنكليزية والفرنسية والإسبانية، إلى جانب لغتها الأم، العربية.

 

 

حبٌ فزواج
التقت أسماء ببشار الأسد صدفة، وكان حينها شاباً طموحاً في لندن. جاء بشار إلى لندن في عام 1992 للتدرّب طبيباً للعيون، وكان والدها فواز هو من عرفها عليه. في عام 1994، وبعد وفاة باسل، شقيق بشار الأكبر، بحادث سيارة في دمشق، عاد الأسد الابن إلى دمشق ليبدأ مساراً سياسياً جديداً تحت إشراف والده الراحل حافظ الأسد، الذي كان يجهز نجله لتولي السلطة من بعده.

 

 

بعد فترة قصيرة، في عام 2000، تزوج بشار وأسماء، فصارت سيدة سوريا الأولى. لم يكن هذا الزواج خطوة شخصية فحسب، بل كان علامة فارقة في حياة سوريا السياسية. دخلت أسماء في الحياة العامة سريعاً، وسجلت سريعاً حضوراً بارزاً في المناسبات الرسمية، حتى باتت تعرف بأنها "الوجه العصري للنظام السوري".

أثمر زواجهما ثلاثة أولاد: حافظ (23 عاماً) الذي دافع عن أطروحته في جامعة موسكو الحكومية وأصبح مرشحاً في علوم الفيزياء والرياضيات، بحسب ما أفادت وسائل الإعلام الروسية، وزين البالغة من العمر 21 عاماً، والابن الأصغر كريم (19 عاماً)، ونادراً ما يسجّلون حضوراً إعلامياً.  

 

 

 

من "وردة الصحراء" إلى "سيدة النظام"

في عام 2010، كانت أسماء الأسد محط أنظار العالم بعد نشر مقال في مجلة "فوغ" بعنوان "وردة الصحراء"، أبرَزَ حياتها العصرية ونمط حياتها الفاخر. لكن، مع اندلاع الثورة السورية في عام 2011 وتصاعد العنف ضد المعارضة، سرعان ما تحول ذلك المديح الذي كيل لها إلى هجاء، ما دفع "فوغ" نفسها إلى سحب المقال، والاعتذار عن نشره.

 

 

 

 

حياة باذخة

عُرفت أسماء الأسد بحبها للموضة، وكانت شديدة الولع بالأزياء الفاخرة التي تحمل توقيع كبار المصممين ولعلّ مصمم الأحذية كريستيان لوبوتان كان على رأس قائمة خياراتها. كما كانت تزين حياتها بالتحف الفنية، ومنها لوحة شهيرة لدافيد هوكني اشتراها زوجها الرئيس بأكثر من 27 مليون يورو. لكن تلك الحياة البراقة كانت تتناقض مع الواقع القاسي الذي كان يعيشه الشعب السوري في تلك الأوقات.

 

 

في عام 2012، كشفت وثائق ويكيليكس عن مراسلات خاصة بأسماء الأسد، أظهرت أنها أنفقت 350 ألف دولار على أثاث القصر، وسبعة آلاف دولار على أحذية مرصعة بالكريستال.

 

 

معركة جديدة ضد السرطان

في عام 2018، أعلنت أسماء عن إصابتها بسرطان الثدي، ما أثار تعاطفاً واسعاً معها داخل سوريا وخارجها، لكنها خرجت منتصرة من هذه المعركة بعد عام من العلاج، وقالت: "رحلتي انتهت الحمد لله، خلصت، انتصرت على السرطان بالكامل". لكن، في عام 2024،  وفيما كان العالم منشغلاً بصدمة إعلان أميرة ويلز كيت ميدلتون عن إصابتها بالسرطان، عاد اسم أسماء تحت هاشتاغ  "ياسمينة الشام" من قبل مؤيّدي النظام، فور إعلان عن إصابتها بالسرطان مرة أخرى، وكان هذه المرة سرطان الدم. ورغم هذا التحدي الكبير، أكدت استعدادها لخوض هذه المعركة من جديد، متسلحة بالأمل والإيمان.

 

 

خلال الحرب، زاد دور أسماء داخل نظام الأسد، خصوصاً بعد تشخيص إصابتها بسرطان الثدي في عام 2018. أصبحت محورية في الاقتصاد السوري، حيث كانت تسيطر على توزيع المساعدات وتنفيذ سياسات، وصفها منتقدوها بأنها استغلالية. وأدى تورطها إلى مقارنتها بشخصية ليدي ماكبث في مسرحية شكسبير، بحسب ما أفاد تقرير صحيفة "ديلي ميل".

 

دور اقتصادي مهيمن

خلال سنوات حكم بشار الأسد، أدت أسماء دوراً مهماً في الاقتصاد السوري، حيث كانت تتحكم في العديد من القطاعات مثل البنوك والاتصالات والعقارات. أسست في عام 2005 مجموعة "مسار" التي تعنى بتطوير قدرات الشباب السوري، وكان لها دور رئيسي في بناء شبكة من المتاحف والمؤسسات الثقافية التي كانت تخدم سياسات النظام. لكن هذا الدور الاقتصادي لم يكن خالياً من الانتقادات.

 

 

المستقبل الغامض: الانهيار والتحديات
اليوم، مع التحديات الصحية والاقتصادية التي تواجهها، ومع انتهاء دورها داخل النظام السوري، فإن مستقبلها محاط بالكثير من الغموض. وبعدما كانت أسماء في نظر البعض تجسد رمزاً للحداثة والعصرية، تجد نفسها الآن في مواجهة حرب جديدة، لا تختلف عن تلك التي خاضتها في سنوات حياتها السياسية الطويلة.

 

 

الأكثر قراءة

الخليج العربي 12/8/2025 2:59:00 PM
روبوت يتولّى دور المذيع معتمداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي
المشرق-العربي 12/8/2025 6:32:00 AM
تلقّى اتصالاً من قيادته الإيرانيّة في الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2024، أي قبل ثلاثة أيام من سقوط الحكم السابق، طلبت منه فيه التوجّه إلى مقرّ العمليات في حيّ المزة فيلات شرقية في العاصمة صباح الجمعة في السادس من كانون الأول/ديسمبر 2024 بسبب "أمر هام".
المشرق-العربي 12/8/2025 10:41:00 AM
فر الأسد من سوريا إلى روسيا قبل عام عندما سيطرت المعارضة بقيادة الرئيس الحالي الشرع على دمشق
المشرق-العربي 12/8/2025 5:03:00 PM
تُهدّد هذه الخطوة بمزيد من التفكك في اليمن.