افتتاح شارع الشهيد محمد شطح في طرابلس (صور)
افتتحت بلدية طرابلس شارع الشهيد (الوزير السابق) محمد شطح في حضور عدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وفاعليات سياسية واجتماعية، إلى جانب عائلة شطح وحشد من أبناء المدينة.
ويأتي افتتاح الشارع تنفيذاً لقرار مجلس بلدية طرابلس الرقم 212 الصادر بتاريخ 14 آذار/مارس 2016، خلال ولاية رئيس البلدية السابق المهندس عامر الرافعي.
واعتبر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أنّ الهدف من اغتيال محمد شطح كان "قطع طريق البحث عن الحقيقة، لإرهابنا جميعاً وقتل الأمل في التوصل إلى حقيقة المجرمين الذين اغتالوا الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء الأبرار".

وأضاف: "لقد كان محمد شطح، ابن هذه المدينة البارة، وابن مدينة العلم والعلماء والمفكرين والمناضلين، من أجل الحرية والحق والعدالة والمساواة، والسيادة والكرامة الوطنية. محمد شطح، صاحب العقل المنفتح والمستنير، الذي كان صادقاً مع نفسه ومع محيطه، يحلُمُ بلبنان وطناً حضارياً أساسُهُ الدولةُ المدنيةُ، مستنِداً إلى مفهوم المواطنة والمساواة في إطار النظام الديموقراطي. كان محمد رجل حوار وتواصل مع الآخر، والأهم من ذلك كلِّه، أنه كان رجلاً يحب الاطّلاع والمتابعة على ما يجري في العالم الأوسع من جديد على مختلف الصعد الاقتصادية والمالية والسياسية والثقافية، ويوظف هذه المعارف الجديدة في خدمة لبنان".
وتابع: "لقد آمن محمد شطح بلبنان الدولة الحضارية، دولة القانون والنظام والمؤسسات، دولة احترام الدستور، واستكمال تطبيق اتفاق الطائف باعتباره اتفاق إعادةِ صياغةِ ميثاقنا الوطني وتمتينه. وطن العيش الواحد معاً، وطن المحبة والتسامح، الضامن للحريات العامة والخاصة، والقائم على المناصفة والعدالة والتشارك في الحقوق والواجبات. وطنٌ تحكمُه دولةٌ ديموقراطية مدنية، دولةٌ تكون سيدةً حرة على كامل أراضيها، وعلى مؤسساتها من دون منازع أو مضارب وتحظى بثقة أبنائها ودعمهم. دولةٌ تعيش متناغمة ومتكاملة مع محيطها العربي ومع المجتمع الدولي، تحترم قراراته وتعمل على تنفيذها. وهذا ربما لم يكن ليروق من أراد استباحة الدولة والمؤسسات وانتهاك القرارات الدولية ويريحه".

وذكّر بأن "محمد شطح تمسّك حتى آخر أيام حياته بالمرتكزات التي قام عليها لبنان وقامت عليها انتفاضة الاستقلال والسيادة والحرية، انتفاضة الشعب اللبناني في الرابع عشر من آذار عام 2005، أي قِيَمِ لبنان الرسالة، رسالة العيش المشترك الإسلامي- المسيحي، والنظام الديموقراطي وقيام الدولة المدنية، دولة تطبيق دستور الطائف والقانون، دولة المواطنة. وهو قد عمل من أجل هذه المرتكزات والمبادئ وناضل في سبيلها ودفع حياتَهُ ثمناً لها ودفاعاً عنها من دون تراجُعٍ أو مساومة".
ورأى أن "مبادرة بلدية طرابلس والقيمين عليها تسمية شارع من شوارعها باسم الشهيد محمد شطح، هي مبادرة مشكورة ومقدَّرة، وفي مكانها الصحيح. تخلد ذكرى هذا المناضل ضد الطغيان والمجرمين الذين ارتكبوا الجرائم بحق لبنان وشعبه ومؤسساته، الذي لا بد من أن ينهض مجدداً وينطلق نحو غد أفضل".
نبض