عقيص يؤسّس من بلدية زحلة نواة لتجمّع رؤساء بلديات كاثوليك
استضافت بلدية زحلة- معلقة وتعنايل لقاء ضمّ 13 رئيس بلدية من طائفة الروم الملكيين الكاثوليك من البقاع والجنوب، بمبادرة من النائب عن أحد مقعدي دائرة زحلة الكاثوليكيين عضو تكتل "الجمهورية القوية" جورج عقيص وحضوره.
وقد شرح عقيص منطلقه لهذه المبادرة، وتحدث عن "صراع بين لاطائفيتي وبين بلد طائفي كل مجموعة فيه غير قادرة على إيصال صوتها إلا اذا كانت موّحدة". لافتاً الى "افتقار الطائفة الكاثوليكية لأي تجمّع يتحدث باسمها، على خلاف باقي الطوائف المسيحية، في ظل تعطلّ دور المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك، وغياب الوحدة في مجالات عديدة بين النواب الكاثوليك الذين ينتمون إلى كتل سياسية مختلفة، على الرغم من محاولات مستمرة"، ذاكراً في هذا السياق مبادرة له لم تنضج مع النائب السابق نقولا الصحناوي.
ولفت الى محاولته طرح الفكرة على الكنيسة مع كل من البطريرك يوسف العبسي ومطران الفرزل زحلة إبرهيم إبرهيم، بأنه "اذا لم نتفق بالسياسة فلنحاول عبر البلديات، من خلال إنشاء نواة صلبة من البلديات حيث للطائفة وجود في المتن، والبقاع، والجنوب، والشوف"، إلا أن الردّ تأخر. فكانت مبادرته مع رئيس بلدية زحلة - معلقة وتعنايل سليم غزالي التي أثمرت تجاوب 12 رئيس بلدية ممن وجّهت لهم دعوات وهم رؤساء: قاع الريم غسان صليبا، مغدوشة غدي الشباب، الفاكهة جديدة محبوب عون، تربل كابي فرج، أبلح ربيع سمعان، رأس بعلبك سليم نصرالله، عين الدلب داني جبور، مجدليون بطرس صليبا، الصالحية جوزف دندن، القاع بشير مطر، حيتولي - وادي الليمون طوني ديب، وشتورا ميشال مطران.

وقال عقيص إن دوره ينتهي اليوم، آملاً أن يكون الاجتماع منطلقاً "لخلق مجموعة تجتمع وتستمر، ليست موجهة ضد أحد، من دون طابع سياسي، هدفها إفادة أبناء الطائفة والإنماء". طارحاً ثلاثة عناوين: "أولها العلاقة مع الدوائر الرسمية، ومنها تسهيل تواصل رؤساء البلديات مع النواب الكاثوليك سواء للمساعدة في حلّ مشكلات أو طرح مقترحات لتطوير القوانين، كون رؤساء البلديات على تماس مباشر مع الناس وحاجاتهم فيكون النواب صوتهم، ثاني العناوين مسألة بيع الاراضي، وثالثها شبكة لتبادل الخبرات والمعرفة".
وكان الاجتماع قد استهل بكلمة لرئيس بلدية زحلة سليم غزالة أشار فيها الى التحديات التي تواجه المجالس البلدية المنتخبة حديثاً. وتوقف عند مجموعة مبادئ، قائلاً إن "وحدتنا تمنحنا قوة وتأثير، فعندما يتحدث أكثر من 15 رئيس بلدية بصوت واحد لا أحد يستطيع أن يتجاهلنا، ونستطيع أن نحمي مصالح بلداتنا ومجتمعنا، والمطالبة بحقوقنا، والتأثير في القرارات التي تمسّنا جميعاً". وتابع: "يتيح لنا تعاوننا أن نعمل أسرع وبكفاءة أكتر، فكل بلدية تملك نقاط قوة معيّنة وتبادل الخبرات والنماذج الناجحة يمنع تكرار الأخطاء، ويسرّع التطور بكل بلدة. دورنا ليس إدارياً فحسب بل هو دور قيادي، تنتظر منا مجتمعاتنا الثبات والرؤية والطمأنينة، وعندما نجتمع ونتعاون، نعطي رسالة واضحة: أن الحضور الكاثوليكي منظّم، وموحّد، وفاعل".
وعرض لرؤيته لهذا التجمّع وقوامها: "شبكة تعاون بين البلديات الكاثوليكية تعمل باستمرار، تتشارك المعرفة، وتدعم بعضها. مقترحاً خطة تعاون تهدف الى تعزيز التنسيق بين البلديات، تبادل الخبرات والنماذج والقرارات، توحيد المواقف عند الحاجة تجاه الوزارات أو الهيئات الرسمية، وإطلاق مشاريع مشتركة كلما أمكن".
ولما أعطي الكلام لرؤساء البلديات تبيّن أن من تريد منه شبراً يريدون منه فدراً، وكلما تعاقب رئيس بلدية على الكلام زادت الصورة قتامة لطائفة في تراجع على كل المستويات، من دون مرجعية، في شتات، تقضم حقوقها وتعاني من التهميش. بحيث عجز الحضور عن تذكّر الكاثوليك اسماء من وزراء ونواب ورؤساء عامين لوضع لائحة بهم، بل إن الدعوة اقتصرت على 15 رئيس بلدية لعدم معرفة أسماء كل رؤساء البلديات الكاثوليك وعدم توافر قاعدة معلومات عنهم.
ويتبين أن التهميش يزداد كلما كان هذا الوجود من الأطراف، أي حيث الأصوات الانتخابية للطائفة لا وزن لها. قرى دفعت ثمن الحرب تهجيراً وبيعاً للأراضي، وغياب حوافز سواء للعودة أو البقاء في غياب الإنماء وفرص العمل، كاثوليكيوها قيود نفوسهم في مكان وسكنهم في مكان آخر. بيع الأراضي والتغيير الديمغرافي هاجسان حاضران يزدادان خطورة عندما يتعلق الأمر بالمشاعات وبالنزوح الداخلي والسوري معاً، سيما بعد موجة نزوح جديدة خصوصاً في البقاع الشمالي إثر المتغيرات الأخيرة في سوريا.
باستثناء ملاحظتين أكدت إحداهما على "عدم الانطواء وعلى ضرورة تكامل البلديات مع محيطها"، وأخرى متحفظة على "اللقاءات ذات الطابع الطائفي" مع الإقرار بالحاجة الى "لمّ الشمل"، كان ثمة ترحيب مبدئي بفكرة إلاستمرار باللقاء وتوسيعه، وانعقاده بشكل دوريّ، لأهداف منها التقنية البحتة المتعلقة بالعمل البلدي وتبادل الخبرات ومنها باستعادة موقع الطائفة ومكانتها أو أقلّه اتخاذ موقف موّحد عندما يحتاج الأمر.
وعليه خلص اللقاء إلى مجموعة مقررات سيجري العمل عليها منها: إنشاء مجموعة تواصل بين رؤساء البلديات الحاضرين، وتوسيعها لتشمل باقي رؤساء البلديات الكاثوليك، الاتفاق على موعد مقبل وتحديد مكانه وجدول أعماله وإنشاء لجنة تنسيق وارتباط تعنى بالملفات التقنية المتعلقة بالعمل البلدي.
نبض