وزير الصحّة من بعلبك: استراتيجية الأولويات توسّع التغطية الصحية وترفع مستوى الخدمات للمحتاجين
أكد وزير الصحة العامة ركان نصر الدين، خلال لقاء في بعلبك في حضور النائب علي المقداد، مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر ومدراء مستشفيات بعلبك - الهرمل الحكومية والخاصة، أن العمل في الوزارة يركز على خدمة جميع اللبنانيين، مُشدداً على أن الاستراتيجية الحالية مبنية على أولويات صحية واضحة تهدف إلى مساعدة الناس الأكثر فقراً، وذلك في ظل التحديات المتمثلة في الحاجات الكبيرة والإمكانيات المحدودة للموازنة. وقد تم تخصيص جهد كبير لرفع مستوى الخدمة والجودة في كل من المستشفيات الحكومية والخاصة بشكل عام.
وفي سياق دعم القطاع العام، أعلن نصر الدين عن إنجاز ما يقارب 40% من خطة شاملة لدعم المستشفيات الحكومية بالمعدات والصيانة والمساهمات المالية خلال الأشهر الستة الأولى من العام، مشيراً إلى أن هذه الخطة ستستكمل في النصف الأول من عام 2026 باستثمار يفوق المئة مليون دولار. وتتويجاً لهذا التوجه، أشار إلى قرب وضع حجر الأساس الرسمي لمستشفى حربتا الحكومي (خلال شهر إذا تيسر الأمر)، ليكون دعامة إضافية تخدم منطقة البقاع بأكملها وتُقلص المسافات بين مستشفيات بعلبك والهرمل.
ولم يقتصر التحسن على البنية التحتية؛ اوضح نصر الدين ان ملف الاستشفاء والطبابة شهد توسعة ملحوظة، إذ أضيف نحو 40 عملية جراحية جديدة لتُغطى على نفقة الوزارة، منها عمليات بالغة الأهمية كانت تُشكل عبئاً على المرضى، مثل عمليات كسر الحوض مع البروتاز، والقسطرة (التافي)، وزرع الكلى ونقي العظم، وعمليات سرطانات الثدي والقولون والجهاز الهضمي. ولتأكيد فاعلية هذه التوسعة، كشف نصر الدين عن ارتفاع نسبة قبول الملفات المُقدمة لوزارة الصحة إلى 94%، حيث يتم الرفض فقط للحالات التي تخرج عن البروتوكولات العلاجية التي تضعها لجان علمية متخصصة.

وفي محور الأدوية، أشار نصر الدين الى انه شهد التوزيع نقلة نوعية، حيث تضاعفت كمية الأدوية المنفقة على المرضى المحتاجين أكثر من 3 أضعاف، وشملت التغطية قطاعات واسعة من المرضى، بما في ذلك مرضى الضمان الاجتماعي والأجهزة الأمنية. كما تم توسيع البروتوكولات العلاجية بإضافة أكثر من 56% أنواع أدوية جديدة، مما يعزز قدرة الوزارة على التعامل مع الأمراض المستعصية مثل التصلب اللويحي والروماتيزم. بالتوازي مع ذلك، اتخذت الوزارة خطوات إصلاحية وإدارية هامة، أبرزها إقرار المرسوم التطبيقي للوكالة الوطنية للدواء، وتعزيز الأجهزة الرقابية بتوظيف كوادر جديدة تضم أطباء صيادلة، بالإضافة إلى تفعيل آليات الدفع للمستشفيات، حيث تُسدد المستحقات حالياً بمدة أقصاها ستة أشهر، ما استعاد الثقة وحفز المستشفيات على استقبال مرضى الوزارة.
وفيما يخص الأسقف المالية، أكد نصر الدين تطبيق تقييم علمي للصرف لأول مرة، لضمان إنصاف المستشفيات، خاصة تلك التي قدمت تضحيات كبيرة خلال الأزمات، وعلى رأسها مستشفيات بعلبك-الهرمل. ونتيجة لهذا التقييم، تم رفع الأسقف المالية في المناطق الأكثر احتياجاً بنسبة تصل إلى 30%، لضمان استمراريتها في خدمة المرضى غير المضمونين الذين لا يملكون سوى تغطية الوزارة. وأشار أيضاً إلى أن لبنان استعاد حقه في التصويت والمشاركة في اللجنة المقررة لدى منظمة الصحة العالمية بعد تسديد متأخرات الخمس السنوات الأخيرة، كما تم تأمين التمويل لمشاريع حيوية كالمختبر المركزي الوبائي والمختبر الدوائي المركزي.
من جهته أثنى المقداد على جهود وزير الصحة، مُشيراً إلى أن هدف اللقاء كان توجيه كلمة شكر من القلب للمستشفيات في المنطقة على تضحياتها الجسيمة خلال الأزمات. وأشاد المقداد بالإنجازات الكبيرة التي حققها الوزير نصر الدين بـ نفس الموازنة التي كانت مرصودة سابقاً، لكن هذه المرة بتوظيف حكيم للأموال، ما رفع نسبة تغطية الأمراض السرطانية إلى ما بين 90% و 95%.
لكن النائب المقداد اغتنم الفرصة لتوجيه انتقاد لاذع لبعض الوزراء الآخرين في الحكومة، مشيراً إلى الفارق بين عمل وزير الصحة الذي يخدم كل لبنان، وبين من يتقاعس أو يعمل لحساب فريق ضيق وقال : إنه "يجب أن ننتقد الوزراء" مُستشهداً بملف الكهرباء والوعود بكهرباء 24 ساعة، ومُسلطاً الضوء بشكل خاص على وزير الخارجية، الذي اتهمه بالعمل كوزير لفريقه السياسي بدلاً من تمثيل لبنان في المحافل الدولية وعلى طاولة مجلس الوزراء، مُحذراً من أن هذا النهج "ليس مقبولاً نهائياً" ويساهم في تدمير البلد.
نبض