مستشفى دار الأمل الجامعي يفتتح "مركز الشهيد علي علام الطبي" لعلاج السرطان بتكنولوجيا متطوّرة في بعلبك
شهدت منطقة بعلبك - الهرمل حدثاً صحياً بارزاً مع افتتاح مبنى "مركز الشهيد علي ركان علام الطبي" لعلاج مرضى السرطان في مستشفى دار الأمل الجامعي، ليصبح أحدث وأهم صرح متخصص في المنطقة. ويأتي الافتتاح بمناسبة "الذكرى السنوية لاستشهاد المدير العام للمستشفى علي ركان علام".
جرى حفل الافتتاح تحت رعاية وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين، وحضور حشد كبير من الوزراء، النواب، المطارنة، القيادات الأمنية والعسكرية، رؤساء الاتحادات والبلديات والمخاتير، ممثلي الأحزاب والقوى السياسية، الفاعليات الاجتماعية، والكوادر الطبية.
في كلمته، هنأ ناصر الدين إدارة المستشفى على هذا "الصرح" واعتبره عملاً يُبارك للبنانيين بالتزامن مع ذكرى عيد الاستقلال، مشدداً على أن "الاستقلال لن يبقى إذا ما تكاتفنا وتوحدنا واجتمعنا في عنوان وطني واحد"، داعياً إلى تضافر كل الجهود لاستكماله، لاسيما في ظل الظروف الراهنة. كما دعا الحكومة إلى التزام حضورها كاملاً في كل بقاع لبنان، وتبني آلية واضحة لإعادة الإعمار.

وختم بالقول إن "لبنان أكبر وأغلى من أن يُقسّم، سيبقى موحداً"، مؤكداً أن الوزارة تعمل بمنأى عن أي سياسة أو طائفية لخدمة جميع اللبنانيين، داعياً الجميع إلى هذه الممارسة لبناء لبنان مجدداً.
قدّم البروفسور يوسف أبو رجيلي عرضاً تقنياً شاملاً أبرز فيه الإمكانات الهائلة للمركز في مواجهة التحديات الصحية لمرض السرطان، مشيراً إلى أن المركز يضم "نخبة من الأطباء والموظفين في مجال الأورام السرطانية".
واوضح ان المركز يتميز بتبنيه أحدث التقنيات العالمية في مجال الأورام، ما يجعله صرحاً رائداً على مستوى لبنان والمنطقة. ويأتي في مقدمة هذه التجهيزات آلة العلاج الإشعاعي ELEKTA Versa HD، التي تُعد الأحدث في لبنان، وتُمكن من محاصرة الورم السرطاني والقضاء عليه بدقة عالية ومتناهية عبر تقنيات متطورة مثل SBRT، SRS، VMAT، وغيرها، دون التسبب بأضرار كبيرة للخلايا السليمة المحيطة. كما يدعم المركز التشخيص الدقيق بوجود أجهزة الطب النووي PET.CT و GE Santigraphy التي لا تُستخدم فقط للكشف المبكر وتقييم العلاج، بل لتقديم خدمة علاج سرطانات الغدة الدرقية باليود المشع. وبالإضافة إلى توفير 30 وحدة علاج كيميائي مجهزة بأحدث معايير المراقبة والرعاية، يضم المركز أحدث آلة CT Scanner للتشخيص الإشعاعي بتقنية الأبعاد الثلاثية 3D لدعم خطط علاج الأورام والأوعية الدموية، والعلاج المناعي، والعلاج الهرموني.
ألقى أحمد شيرازي كلمة إدارة المستشفى، طالب فيها ناصر الدين بضرورة إعفاء مرضى السرطان من الفروقات المترتبة على المرضى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وذلك بالتعاون مع الجهات الضامنة.
في ختام الحفل، عُرض شريط مصور لمدير مستشفى دار الأمل الشهيد علي ركان علام، الذي كان يحمل حلماً بإنشاء مركز للبحث العلمي والوطني، وهو الحلم الذي تسعى إدارة المستشفى لتحقيقه من خلال مشروع الأبحاث الذي يُستكمل مع نهاية عام 2025 بالتعاون مع الجامعة الإسلامية في لبنان.
وحول أهمية المركز لمنطقة بعلبك الهرمل يمثّل المركز نقطة تحول حاسمة في الرعاية الصحية بمنطقة بعلبك الهرمل التي تواجه تحديات صحية كبرى، خاصة في ما يتعلق بمرض السرطان. وتم تأسيس المركز لتلبية الحاجة المُلحة لتوفير خدمات صحية متكاملة ومتفردة لمرضى السرطان محلياً، ما يُخفف عنهم وعن عائلاتهم عبء وتكاليف السفر إلى العاصمة أو مناطق أخرى لتلقي العلاج.
ويُعزز المركز الخدمات من خلال توفير أحدث التقنيات عالمياً لضمان أعلى مستويات الدقة والفعالية في محاصرة الأورام، وتقديم رعاية شاملة لا تقتصر على العلاج الفيزيائي، بل تشمل الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى وأسرهم، كذلك تشجيع البحث العلمي من خلال اتفاقية مع الجامعة الإسلامية لدعم الأبحاث في مجال الأورام، والسعي لإنشاء مركز وطني للبحث العلمي، وتجهيز مركز متخصص للعناية بالأطفال المصابين بالسرطان.
نبض