أطفال لبنان يستحقّون مستقبلاً تصنعه الفرص… لا المصاعب

مجتمع 20-11-2025 | 08:38

أطفال لبنان يستحقّون مستقبلاً تصنعه الفرص… لا المصاعب

إلى أطفال لبنان: أنتم تستحقون حياةً آمنة وكريمة، مليئةً بالفرص. تستحقّون تعليماً لا ينقطع، وبيوتاً آمنة، وشوارع ومساحات وحدائق ترحّب بكم، وبيئةً تُحترم فيها أفكاركم ويُصغى فيها إلى أصواتكم.  
أطفال لبنان يستحقّون مستقبلاً تصنعه الفرص… لا المصاعب
"النهار" و"اليونيسف" تحتفلان بيوم الطفل العالمي. (نبيل اسماعيل)
Smaller Bigger

بمناسبة اليوم العالمي للطفل، كتب ماركولويجي كورسي، ممثل اليونيسف في لبنان:

 

في كل عام، يشكّل اليوم العالمي للطفل مناسبةً نعيد فيها تأكيد التزامنا بحقيقة أساسيّة: لكلّ طفل حقوقٌ يجب حمايتها وصونها وتحقيقها، لا في المبادئ فحسب، بل في الممارسة اليوميّة. وهذا العام، تبدو هذه الحقيقة أكثر إلحاحاً منها في أيّ وقت مضى.

يكبر الأطفال اليوم وسط ظروف صعبة يطغى عليها عدم اليقين. حقوقهم، ورفاههم، ومستقبلهم كلها تقف عند منعطف حاسم. وعلى مدى سنوات، حمل الأطفال النصيب الأكبر من الأزمات المتداخلة التي يشهدها البلد، من الضائقة الاقتصادية، إلى النزوح، إلى تراجع الخدمات الأساسية، ما أعاد تشكيل طفولتهم بطرق مثيرة للقلق وتستوجب اهتمامنا جميعاً.

تظهر آثار هذه الأزمات جليّةً في حياة كلّ أسرة نلتقي بها. كثيرٌ من الأطفال يواجهون الفقر المتزايد، ما يحدّ من حصولهم على أبسط حقوقهم: طعام مغذٍّ، تعليم جيّد، رعاية صحّية، مساحات آمنة للّعب، وفرص للنموّ والازدهار. بعضهم فقد منزله، وآخرون عُلّقت صفوفهم الدراسيّة، وكثيرون يعيشون قلقاً متصاعداً في عالم يزداد ضبابية. هذه التحديات لا تقيّد حاضرهم فحسب، بل تلقي بظلال طويلة على مستقبلهم.

ورغم قسوة هذه الظروف، تبقى حقيقة ثابتة: الأطفال ليسوا مجرد متأثرين بالظروف. ففي كل منطقة من لبنان، نرى أطفالاً وشباباً يرفعون أصواتهم، ويدعم بعضهم بعضاً، ويتطوّعون، ويبتكرون حلولاً، ويقودون مبادرات بإصرار وشجاعة. أصواتهم تذكّرنا بأنّ حقوق الطفل التزامٌ حيّ يتطلّب منّا جميعاً عملاً مستمراً.

ولأنّ حقوق الطفل عالميّة وثابتة، فهي تعتمد على الخيارات التي نتّخذها نحن الراشدين، اليوم.

إلى أطفال لبنان: أنتم تستحقون حياةً آمنة وكريمة، مليئةً بالفرص. تستحقّون تعليماً لا ينقطع، وبيوتاً آمنة، وشوارع ومساحات وحدائق ترحّب بكم، وبيئةً تُحترم فيها أفكاركم ويُصغى فيها إلى أصواتكم. صمودكم ملهمٌ... لكنّ الصمود وحده لا يكفي. فواجبنا أن نحميكم وندعمكم، ونمكّنكم.

وتحقيق ذلك لا يقع على عاتق الأسر وحدها، بل يتطلب خيارات شجاعة ورؤية بعيدة المدى تضع الأطفال في صميم الأولويّات الوطنيّة اللبنانيّة. يتطلّب سياسات تحمي رفاههم، وميزانيّات تصون الخدمات الأساسيّة، واستثماراً مستداماً في التعليم والصحّة وأنظمة الحماية. ويتطلّب تعزيز البرامج التي توفّر للأطفال مساحات آمنةً للتعلّم واللعب والنموّ، وشراكات تضمن استمرار الخدمات التي يحتاجون إليها، خاصّة عندما تشتدّ الأزمات. يحتاج أيضاً إلى التزام جماعي بتقوية المؤسّسات حتى تستطيع تلبية حقوق كلّ طفل، في كلّ مكان.

وبرغم الإمكانيّات المحدودة، والجهود الكبيرة التي تبذلها جهات عديدة، من أفراد ومنظّمات، في جميع أنحاء البلاد، فإن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي. الأطفال بحاجة إلى قرارات تُترجم إلى أفعال ملموسة، إلى إصلاحات تنعكس على يومياتهم، وإلى موارد تُوجَّه حيث الحاجة الأكبر، وإلى سياسات تستجيب للواقع الذي يعيشونه. فعندما تُحمى الاستثمارات الطويلة الأمد ويُصان تمويل الخدمات الأساسية، يصبح مستقبل الأطفال أقرب إلى الأمل منه إلى المعاناة.

في هذا اليوم العالمي للطفل، دعونا نجدّد التزامنا الجماعي بوضوح:

أن نضع الأطفال أولاً. أن نصغي إليهم. أن نحمي حقوقهم. أن نتحرّك بتعاطف وجدّية. وأن نبني لبناناً يستطيع فيه كلّ طفل أن ينمو ويزدهر ويشارك في تشكيل المستقبل الذي يستحقه.

مستقبل لبنان يبدأ بأطفاله.

وهم لا يستطيعون الانتظار أكثر.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

سياسة 11/18/2025 10:10:00 PM
استهداف إسرائيلي في عين الحلوة... وعدد كبير من الضحايا.
سياسة 11/19/2025 1:59:00 PM
مصادر في المتحف توضح في اتصال مع "النهار" تفاصيل صنع التمثال
سياسة 11/19/2025 7:27:00 PM
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي:  تم تقديم بلاغات بشأن بعض الأهداف الموجودة داخل القرية خلال الأشهر الأخيرة عبر الآلية المخصصة لتنفيذ التفاهمات، لكنها لم تعالَج
مجتمع 11/18/2025 10:59:00 PM
أثناء استكمال المداهمة لمنزل شقيقه المطلوب حسين عباس جعفر، انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة في بوابة المنزل...