إطلاق برنامج "جيل المواطنية"... اللبنانية الأولى: المشروع يربط لبنان من شماله إلى جنوبه

مجتمع 31-10-2025 | 17:21

إطلاق برنامج "جيل المواطنية"... اللبنانية الأولى: المشروع يربط لبنان من شماله إلى جنوبه

تابعت: "أما للشابات والشبان، فأتوجّه إليكم بكثير من الصدق. نريدكم أن تكونوا أفضل منا... لتكون أيامكم أفضل من أيامنا".
إطلاق برنامج "جيل المواطنية"... اللبنانية الأولى: المشروع يربط لبنان من شماله إلى جنوبه
نعمت عون في إطلاق برنامج جيل المواطنية في قصر بعبدا. (الرئاسة اللبنانية)
Smaller Bigger

أطلقت اللبنانية الأولى نعمت عون قبل ظهر اليوم الجمعة في القصر الجمهوري في بعبدا برنامج "جيل المواطنيّة"، الذي تندرج في إطاره مبادرة "مدرسة المواطنيّة" كأولى ركائزه، وذلك بحضور رسميين ودبلوماسيين وممثّلين عن الجسم التربوي، ووسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية.

حضر الحفل عقيلة رئيس مجلس النواب السيدة رنده بري، ونائب رئيس الحكومة طارق متري، والوزراء: ريما كرامي، عادل نصار، لورا الخازن لحود، جو عيسى الخوري، حنين السيد، كمال شحاده، نورا بيرقداريان،  فادي مكي، محمد حيدر، بول مرقص، وتمارا الزين، والنواب: إدكار طرابلسي، حسن مراد، وأنطوان حبشي.

وحضرت عقيلة الرئيس تمام سلام السيدة لمى سلام، والوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة وعدد من السفراء ورؤساء الجامعات ورؤساء النقابات التعليمية، وممثلي المدارس، وعدد من المدراء العامين وممثلي قادة الأجهزة الأمنية، وداعمي المشروع، وجمعيات غير حكومية وجامعية.

 

الحضور في إطلاق برنامج
الحضور في إطلاق برنامج

 

بعد النشيد الوطني، ألقت السيدة عون كلمة جاء فيها: "الحضور الكريم، لقاؤنا اليوم هو أكثر من محطة مفصلية، لأنّنا نطلق مشاريع عدة. نُطلِق نداءً للمصالحة بين المواطنين والدولة، ونداءً لكسر الحواجز بين اللبنانيين، نداءً للمواطنية. نضع حجر الأساس لبرنامج "جيل المواطنية" الذي يُشكِّل رؤية تتخطى الازمات وتعلو على الانقسامات، وتخطط للمستقبل بشجاعة. واليوم نبدأ بمشروع مدرسة المواطنية، الذي هو أول ركيزة من برنامجنا".

وتابعت: "اعتدنا القول في كل أزمة، إن شبان وشابات لبنان هُم الأمل، ولكن ماذا قدَّمنا لهم فعلياً ليتمكنوا  من أن يكونوا على قَدْر هذا الأمل؟ عندما نُفكِّر في جيلٍ يتربّى على أُسُس صلبة، نُفكِّر بشكل تلقائي بالمؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة، التي هي فخر لبنان برسالتها التربوية التي تحملها منذ مئات السنين. ولكن هل ندرك فعلاً قدرة هذه المؤسسات على ترسيخ مفهوم المواطنية؟ وفي انتظار تحديث المناهج وتطويرها، الذي تواكبه وزارة التربية ومركز البحوث والإنماء مشكورين، وهدفه تطوير النظرة العامة لطريقة التربية، أحببنا أن نُطلِق "مشروع المواطنية" ليكون جسر تواصل بين الدولة والشباب، من خلال المؤسسات التربوية".

وأضافت: "هذا المشروع، الذي ستتعرَّفون إلى كل تفاصيله من خلال فريق العمل، شكّل رابطاً للبنان من شماله إلى جنوبه، ويمكن أن يعتبره الكثيرون حُلماً أو شعارات. لذلك، لا أرغب في التوجّه إلى العقول فحسب، بل إلى القلوب ايضاً. أُخاطبكم من قلب أمٍّ واكبت أولادها وهم يكبرون في بلدٍ تتغلَّب فيه الأزمات على الآمال. أُخاطبكم من قلب مواطنة ضاع أكثر من نصف عمرها، وهي تشاهد أجيالًا تتحدّث عن الطائفية والمناطقية بدلًا من التحدّث بلغة وطنية. أُخاطبكم أيضاً من قلب سيدة لديها إيمان بكل واحد منكم، لأنّها تعلم ما يحقق الشباب اللبناني في العالم، وقدرته على إعطاء بلده".

وأردفت: "هذا المشروع بسيط في فكرته، لكنه ثوري في طموحه. لأننا نُحوِّل مدارسنا إلى مختبرات تصنع الوطنية، ولأننا نجعل من مقاعد الدراسة منابر للقيم والمسؤولية، ولأننا نجعل من طلابنا سفراء للتغيير تحت راية مبادئ مشتركة".

وتوجّهت عون إلى جميع مُدراء المدارس، "الذين يحملون هَمَّ المؤسسات التربوية: أنتم بُناة المستقبل... وأنتم الذين تصنعون قادة الغد. إلى جميع المعلمين والمعلّمات، الذين، رغم كل مطالبهم المحقّة، سيكونون رُوّاد هذا المشروع. لكم كل التحية والتقدير، لأنّكم في كل صف وفي كل كلمة، تزرعون بذرة الفكر النقدي والاحترام والمسؤولية. والى الأهل أقول: أنتم والمدرسة تشكلون عامودين لهيكل واحد هو الوطن الذي نهدف الى تعزيز الانتماء إليه".

وتابعت قائلة: "أما للشابات والشبان، فأتوجّه إليكم بكثير من الصدق. نريدكم أن تكونوا أفضل منا... لتكون أيامكم أفضل من أيامنا. ولهذا السبب، نريد أن تجعلوا من هذا المشروع تجربة ناجحة، وتنضمّوا إلى جيل المواطنية لنصل إلى أن يتمتّع لبنان بوحدة أكبر، بعدالة أكثر، والأكيد... قوة أكبر".

وختمت: "هذا المشروع ليس باسم شخص أو مؤسسة أو جهة، هو نتيجة الشراكة المشكورة التي تشمل جميع الأطراف المعنيين الموجودين معنا اليوم، وهو نقطة انطلاق كان يجب إنجازها بعد الحرب لإعادة التواصل بين الناس، ولكن للأسف تغلّبت ظروفنا على إرادتنا. يمكننا أن نبقى على حالنا، انما يمكننا كذلك أن نبدأ، لان كل شيء مباح لنا جميعاً تحت سقف المواطنية."

عرض المشروع 
ثم قدّمت مستشارة السيّدة الأولى للبرامج الخاصة لينا قماطي، عرضاً مفصّلاً عن المشروع وتفاصيله، وعن المراحل التي سيمر بها من أجل تشكيل أكبر شبكة وطنية مترابطة لتنفيذ أهدافه، بالتعاون مع الشركاء والمدارس والجمعيات المعنية.

وقالت: "تشكّل مبادرة مدرسة المواطنيّة حجر الأساس في مشروع وطني طويل الأمد، يهدف إلى تخريج جيل يؤمن بدوره كمواطن فاعل ومسؤول في مجتمعه. وتسعى المبادرة إلى تحويل المدارس من مؤسسات تعليمية، إلى مساحات تخرّج مواطنين قادرين على المبادرة والتغيير. وترتكز على مؤشّر تربوي هو الأول من نوعه عالميًا تطوّره "اليونيسكو" حول المواطنيّة على صعيد المدرسة، ويُعدّ لبنان أول بلد يُنفَّذ فيه هذا المؤشّر."

وأضافت: "يُبنى مؤشّر المواطنيّة على 4 ركائز أساسية:
أولاً: المفاهيم التي تدعو التلاميذ إلى اكتشاف وفهم القضايا الكبرى في عصرهم  سواء كانت اجتماعية، ثقافية، بيئية أو متعلّقة بحقوق الإنسان مع تعزيز الانفتاح الذهني وروح العيش المشترك.
 ثانياً: المهارات التي يكتسبها التلاميذ في المدرسة، وتنمّي لديهم التفكير النقدي، والحوار، وروح التعاون، واحترام التنوّع، ليصبحوا مواطنين فاعلين ومسؤولين.

 ثالثاً: الحوكمة المدرسية التي تعزّز المشاركة الديموقراطية من خلال الانتخابات الطلابية، وتشجّع على التعاون بين المعلّمين والأهل والطلاب.
رابعاً: مشاريع الخدمة المجتمعية التي تشجّع الشباب على الانخراط في قضايا مجتمعاتهم، من خلال تحديد التحدّيات واقتراح حلول واقعية بالتعاون مع الجهات المعنيّة".

 

جلسة حوارية بعد إطلاق البرنامج في قصر بعبدا. (الرئاسة اللبنانية)
جلسة حوارية بعد إطلاق البرنامج في قصر بعبدا. (الرئاسة اللبنانية)

 

 وأردفت: "تنقسم المبادرة إلى 5 مراحل رئيسية بفترة عمل تمتدّ على 5 سنوات لضمان ديمومتها وتأثيرها الوطني: 
أولاً: التسجيل عبر اختيار أول 150 مدرسة ثانوية من القطاعين الرسمي والخاص في السنة الأولى التجريبيّة على أساس تمثيلها للمناطق ومع مراعاة النسبة بين الرسمي والخاص.
ثانياً: تدريب الإدارات والأساتذة بواسطة المركز التربوي للبحوث والإنماء وبالتعاون معه.
ثالثاً: تطبيق الإصلاحات داخل المدارس وفق مؤشر مدرسة المواطنيّة.
رابعاً: الانخراط المدني عبر تنفيذ مشاريع مجتمعية بقيادة التلامذة.
خامساً: التتويج وإصدار تقارير تقييمية وتكريم المدارس المتميزة ضمن المؤتمر الوطني للتربية على المواطنيّة".

ولفتت قماطي إلى أن "تنوّع الشركاء التزاماً وطنياً ودوليّاً جماعياً بنجاح المبادرة، وأهمها وزارة التربية والتعليم العالي اليونيسكو، المركز التربوي للبحوث والإنماء، الجامعة الأميركية في بيروت، شبكة جمعيات محلية ودولية وجامعية وغير حكومية، شبكات المدارس ونقابات المعلمين، ومؤسسات مانحة تدعم التمويل والبنية التشغيلية لمدة خمس سنوات".
وتابعت: "تأتي مدرسة المواطنيّة اليوم استجابة لضرورة وطنية ملحّة، هدفها بناء الهوية والانتماء، تعزيز التواصل بين المدرسة والمجتمع، تهيئة التلامذة للمشاركة في الشأن العام، نشر الوعي بالقضايا المحلية والإقليمية والعالمية المرتبطة بالمواطنيّة الفاعلة. فالشباب، ومن خلال مشاركتهم في مشاريع حقيقية، يصبحون صانعي التغيير لا متلقّين له".

وختمت: "سيرافق فريق التواصل المبادرة طوال العام الدراسي لتغطية الإنجازات وزيارات اللبنانية الأولى إلى المدارس المشاركة في ختام كل دورة سنوية. وسيُقام مؤتمر وطني للتربية على المواطنيّة لتبادل الخبرات وتكريم المدارس المتميزة وفق المؤشر".

جلستان حواريتان
في السياق، أدارت مستشارة اللبنانية الأولى للتواصل نادين نجيم جلستين حواريتين بشأن المشروع، الأولى بعنوان "شركاء استراتيجيون لمدرسة المواطنيّة"، بمشاركة وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي، القائمة بالأعمال واخصائية أولى للبرامج في مكتب اليونيسكو الإقليمي في بيروت ميسون شهاب، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء هيام إسحاق والسيد مؤسس جمعية Arcenciel بيارعيسى.

 

والجلسة الثانية بعنوان "متبرعون وداعمون لمدرسة المواطنيّة" بمشاركة السيدة رئيسة مؤسسة CMA-CGM والمديرة التنفيذية لمجموعة CMA-CGM تانيا سعادة الزعني، رئيس جمعية فيليب جبر ورئيس مجلس إدارة ألمازا فيليب جبر، الشريك المؤسس لمجموعة موركس فيليب حلو وعضو مجلس إدارة "باتشي" هالة شقير.

الأكثر قراءة

ثقافة 10/30/2025 10:50:00 PM
بعد صراع طويل مع المرض...
صحة وعلوم 10/29/2025 2:06:00 PM
أنقذ الطبيب اللبناني الدكتور محمد بيضون طفلاً من الموت بجراحة غير مسبوقة أعاد فيها وصل رأسه بجسمه، بعدما كان الأمل مفقوداً في نجاته.
مجتمع 10/30/2025 3:01:00 PM
فتحت القوى الأمنية تحقيقاً في الحادثة للوقوف على ملابسات جريمة الطعن