امتناع مالك "روسوس" عن الإدلاء بإفادته لن يغيّر موعد صدور القرار الظني

سياسة 27-12-2025 | 16:50

امتناع مالك "روسوس" عن الإدلاء بإفادته لن يغيّر موعد صدور القرار الظني

امتناع مالك سفينة النيترات عن الإدلاء بإفادته يفقد التحقيق معطيات أساسية لكنه لن يمنع صدور القرار الظني.
امتناع مالك "روسوس" عن الإدلاء بإفادته لن يغيّر موعد صدور القرار الظني
انفجار مرفأ بيروت. (أرشيف)
Smaller Bigger

لم يتوقع لبنان أن ينتهي انتقال المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار إلى بلغاريا من دون أي معلومات تساعد في إماطة اللثام عن خريطة طريق سفينة النيترات وما تسببت به لاحقا من كارثة ضربت البلاد. 

 

هذا المشهد الضبابي ارتسم بعد امتناع مالك السفينة "روسوس" الروسي - القبرصي إيغور غريتشوشكين عن الإدلاء بإفادته أمام البيطار. فكيف ينعكس ذلك على القرار الظني المرتقب؟

باستثناء تدوينة لوزير العدل عادل نصار على موقع "إكس"، لم يصدر أي تفصيل عما شهده التحقيق بين المحقق العدلي ومالك "روسوس" في العاصمة البلغارية صوفيا. وكتب نصار: "يُسجل للقضاء اللبناني أنه للمرة الأولى في تاريخه، يتمكن قاضٍ لبناني هو الرئيس طارق البيطار، من الاستحصال على حق استجواب موقوف خارج البلاد، وذلك بمعزل عن تصرف الموقوف". وتابع: "يستعيد القضاء اللبناني دوره ويمارسه بالكامل".

قبل انتقال المحقق العدلي إلى صوفيا للاستماع إلى إفادة غريتشوشكين، برز الإعلان البلغاري رفض تسليم الأخير إلى السلطات اللبنانية على الرغم من التعهد اللبناني بعدم تنفيذ حكم الإعدام في حق المواطن الروسي - القبرصي في حال إدانته بعقوبة تستحق الإعدام، وذلك بعد زيارات قضائية لبنانية للعاصمة البلغارية وتقديم كل الضمانات بعدم تنفيذ حكم الإعدام في حق صاحب السفينة التي نقلت النيترات إلى مرفأ بيروت عام 2012. ولكن هل ينعكس ذلك سلبا على صدور القرار الظني، ولاسيما أن البيطار استكمل تحقيقاته في بيروت؟

 

إهراءات المرفأ. (أرشيف)
إهراءات المرفأ. (أرشيف)

 

مصادر قضائية تؤكد أن التحقيق في قضية انفجار المرفأ قد استكمل من خلال الاستماع إلى المدعى عليهم والشهود في الفترة الماضية، وأن المحقق العدلي، على الرغم من عدم مثول أكثر من مدعى عليه في القضية، سيصدر قراره الظني وخصوصا بعدما تكون لديه الاقتناع الأولي من خلال الاستماع إلى عدد كبير من المعنيين بالانفجار، سواء من السياسيين أو الإداريين وغيرهم.

 

فخلال مراحل التحقيق، تكون اقتناع أولي لدى المحقق العدلي لإماطة اللثام عن الكارثة التي ضربت لبنان مساء الرابع من آب / أغسطس 2020 وأدت إلى استشهاد 220 شخصاً وإصابة آلاف المواطنين، فضلاً عن حجم تدمير لم تشهده العاصمة منذ سنوات الحرب.

 

هذا الاقتناع سيكون الأساس للقرار الظني المرتقب، علماً أن البيطار لم يحدد موعداً لصدوره نظراً إلى ضرورة استكمال المعطيات، قبل أن تعلن بلغاريا توقيف مالك السفينة، وأدى ذلك إلى استهلاك أكثر من شهرين ونصف شهر بين المراسلات والزيارات القضائية لصوفيا قبل انتقال المحقق العدلي إليها، وما سبق ذلك من رفع منع السفر عن البيطار في ظل دعوات المخاصمة التي رفعتها ضده أكثر من جهة قضائية وسياسية وحتى بعض أهالي ضحايا الانفجار.

 

والواقع أن عدم الحصول على معلومات إضافية من غريتشوشكين، باستثناء ما كان قد أدلى به في قبرص خلال التحقيق الأولي معه، لن يكون حاجزاً أمام صدور القرار الظني.

 

غياب المعلومات الجديدة من مالك السفينة يبقي الشكوك قائمة حوال السبب الذي دفع في اتجاه اعتماد مرفأ بيروت وجهةً دون سواه. وفي السياق، تم تداول معلومات من قبطان السفينة الروسي الذي أبدى "استغرابه لاستمرار تخزين النيترات في مرفأ بيروت على الرغم من خطورة ذلك".

 

بيد أن القضاء، وضع منذ الأسابيع الأولى لبدء التحقيق، مالك السفينة تحت المجهر لمعرفة سبب وصول المواد التي انفجرت وتسببت بالكارثة، ولمصلحة من كانت تلك الشحنة، ولماذا اختيار بيروت محطة ترانزيت قبل التوجه إلى الدولة التي اشترت تلك المواد؟ تلك الأسئلة كانت ولا تزال في حاجة إلى إجابات لتبيان حقيقة شحنة النيترات، ومن ثم محاسبة من أهمل تلك المواد ومن امتنع عن تنفيذ قرارات قضائية وطلبات من أجهزة أمنية تظهر خطورة تخزينها وتحذر من كارثة محتملة.

 

ويبقى الحكم للمجلس العدلي صاحب الصلاحية في إصدار الأحكام وفق المرسوم الصادر عن مجلس الوزراء في آب 2020 والذي أحال الجريمة على المجلس العدلي.

   

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/27/2025 12:32:00 AM
جريمة عائلية مروّعة في حماة حيث عُثر داخل أحد المنازل على جثث زوجين وأطفالهما الثلاثة، في حادثة هزّت المدينة.
المشرق-العربي 12/27/2025 12:53:00 AM
وحدات حرس الحدود تلقي القبض على 12 شخصا مرتبطين بالنظام السابق على الحدود السورية – اللبنانية، وسيُحالون إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
كتاب النهار 12/26/2025 5:20:00 AM
ظل التعايش قائماً على وسائل التواصل الاجتماعي حتى نشر أحد المعلمين في مدرسة طرابلسية فيديو لطفلة من عائلة مسلمة، تقول فيه إنها لا تحتفل بـ"الكريسماس"، لأنه عيد للكفار، فانقلب التعايش فجأة إلى حرب استخدمت فيها كل مفردات التكفير والشيطنة.
اقتصاد وأعمال 12/26/2025 4:10:00 PM
تبدو المصارف اللبنانية، وكأنها تنتقل قسراً من نموذج الانتشار الواسع والاعتماد على الرساميل المتدفقة، إلى نموذج مصغر يعتمد على تقليص التكلفة وتقديم خدمات محدودة