أيّ رسائل من استهداف تل أبيب للجيش اللبناني قٌبيل انتهاء حصر السلاح جنوب الليطاني؟

سياسة 24-12-2025 | 10:40

أيّ رسائل من استهداف تل أبيب للجيش اللبناني قٌبيل انتهاء حصر السلاح جنوب الليطاني؟

قبل ساعات من استهداف الرقيب عبد الله، تعمّد الإعلام الإسرائيلي الاستخفاف بما سيعلنه لبنان الرسمي عن انتهاء مهمة حصر السلاح جنوب الليطاني
أيّ رسائل من استهداف تل أبيب للجيش اللبناني قٌبيل انتهاء حصر السلاح جنوب الليطاني؟
استهداف سيارة على طريق القنيطرة – المعمرية (أحمد منتس).
Smaller Bigger

ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها تل أبيب الجيش اللبناني بشكل مباشر خلال عدوانها على لبنان، ولكنها المرة الأولى التي يُصدر فيها الناطق باسم جيشها بياناً يزعم فيه تعاون الرقيب الأول، الشهيد علي عبد الله، مع "حزب الله"، في إشارة خطيرة عمّا تضمره إسرائيل للجيش، قبل الإعلان رسمياً عن انتهاء تنفيذ خطته لحصر السلاح جنوب نهر الليطاني.

 

لا يمكن فصل استهداف الشهيد، الرقيب الأول عبد الله، في غارة إسرائيلية، الإثنين، على طريق القنيطرة – المعمرية،  قرب الغازية (قضاء صيدا)، عن مسلسل الاستهداف للجيش اللبناني، الذي تصاعد في الفترة الأخيرة، وسجّل استشهاد 65 ضابطاً ورتيباً وجندياً منذ تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023.
بيد أن الاستهداف الأخير كان الأكثر وضوحاً، عدا عن استمرار الدعاية الإسرائيلية ضد الجيش، والتي تصاعدت في الأشهر الأخيرة.

 

قبل ساعات من استهداف الرقيب عبد الله، تعمّد الإعلام الإسرائيلي الاستخفاف بما سيعلنه لبنان الرسمي عن انتهاء مهمة حصر السلاح جنوب الليطاني، خصوصاً بعد كلام رئيس الحكومة نواف سلام عن أن المرحلة الأولى من ‍خطة حصر السلاح المتعلّقة بجنوب نهر الليطاني باتت على بعد أيام من الانتهاء"، وكرّرت تل أبيب تشكيكها بالأمر، على الرغم من الإشادة الأممية بما يقوم به الجيش.

 

 

الجيش اللبناني (أرشيفية).
الجيش اللبناني (أرشيفية).

 

لكن مسلسل استهداف الجيش لم يبدأ في ظل تنفيذ خطة الحكومة لحصر السلاح، بل سبقه بأشهر، سواء خلال الهجوم على لبنان او بعد بدء سريان اتفاق وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2024.

 

فالاحصاءات تشير الى استشهاد 19 عسكرياً من الجيش في الفترة التي تلت اعلان وقف الاعمال العدائية، مع استمرار تل ابيب بخرق الاتفاق. وسجلت احداث خطيرة موجهة ضد الجيش في اكثر من منطقة، خصوصاً في الجنوب والضاحية الجنوبية، قبل وبعد اعلان الحكومة خطتها لحصر السلاح، ومنها استهداف عناصر من الجيش بمسيرة مفخخة في الناقورة  نهاية آب/ اغسطس الفائت، ما ادى الى استشهاد ضابط وعسكري واصابة اثنين اخرين.

 

سبق ذلك تهديد مباشر بالنار في الضاحية الجنوبية لبيروت في 5 حزيران/ يونيو الفائت، عندما كان يكشف الجيش على مبان هدّدت اسرائيل بقصفها في حي القائم (حارة حريك)، ودخلت قوة من الجيش الى احد المباني للكشف عليها بالتنسيق مع لجنة الاشراف على تنفيذ الاتفاق. وخلال عملية الكشف اطلقت المسيرات الاسرائيلية الصواريخ على المبنى، ما اضطر الجيش الى ايقاف عملية الكشف، قبل أن تدمرها الطائرات الحربية.

 

بعد ذلك، كان التهديد لمبنى سكني  في بلدة كفردونين (بنت جبيل)، يبعد نحو 200 متر عن ثكنة للجيش سبق وافتتحها قائد الجيش العماد رودولف هيكل قبل ايام من التهديد، وحينها اصر الجيش على البقاء في مواقعه، على الرغم من التهديد الاسرائيلي، ثم استهداف المبنى الذي تبين انه سكني بامتياز، وليس فيه أي منشأة عسكرية. وكان من الواضح ان التهديد للجيش هو من أجل تنفيذ الطلب الاسرائيلي بتفتيش المنازل السكنية، وهو ما ترفضه قيادة الجيش.

 

في السياق جاء التهديد لمنزل في بلدة يانوح، في 13 من الشهر الجاري. حينها، قرّر الجيش ان يكشف على المنزل، وظل متواجداً فيه، على الرغم من التهديد الاسرائيلي باستهدافه، قبل أن يتم تجميد الاستهداف.

 

لكن الاكثر خطورة يكمن في الادعاءات الاسرائيلية بخصوص تعاون بين الجيش وحزب الله، وصل الى حد التصويب على احد اعضاء الوفد العسكري في اجتماعات "الميكانيزم"، الامر الذي نفاه الجيش، واصدر بياناً يدحض الادعاءات الاسرائيلية، قبل أن يُستهدف الرقيب الاول عبد الله، الذي اتهمه البيان الاسرائيلي بالتعاون مع "حزب الله "، ما يدخل الاعتداءات على الجيش في منعطف خطير، بعد ان كان غالب الظن أن الشهيد عبد الله كان مصادفة برفقة من استهدفهم الجيش  الإسرائيلي بالسيارة، الإثنين، وان الامر من البديهي في لبنان ان ينتقل عناصر الجيش ورتبائه مع اهالي بلداتهم، سواء في طريقهم للوصول الى مكان خدمتهم، او الى اي مكان آخر.

 

فتل ابيب توجه سهامها ضد الجيش، ضمن تدرج واضح، يتخلّله الكثير من الاستفزازات، من خلال توغلاتها بالقرب من مراكز الجيش على الحدود وفي غير ذلك من اعتداءات مباشرة، مع استخفافها بما يقوم به الجيش لجهة حصر السلاح، وسط سعي دؤوب للايقاع بينه وبين الاهالي.

 

حلال:" استهداف الجيش تطور بالغ الخطورة "

يصف العميد الركن المتقاعد في الجيش بهاء حلال الاستهداف الإسرائيلي للجيش اللبناني، عن سابق إصرار، بالتطور  البالغ الخطورة، وانه  يحمل رسائل سياسية وأمنية. أما عن الرسائل التي ارادت تل ابيب ايصالها إلى الدولة اللبنانية فيوضح بأن "الجيش، رغم كونه مؤسسة رسمية، فهو ليس بمنأى عن الاستهداف، في محاولة لتقويض دوره، وخلق بلبلة داخل مؤسسات الدولة، تحديدًا في ظل محاولات دولية لتكليفه بمهام حساسة جنوبًا".

 

كذلك "تستهدف إسرائيل هيبة الجيش وصورته كضامن للوحدة والاستقرار، خصوصًا في وقت يحاول فيه الجيش النأي بنفسه عن الفتنة الداخلية، وحصر مهماته بحماية السيادة ". 

 

ويخلص حلال الى ان "الاستهداف يتزامن  مع حراك دولي وضغوط سياسية، منها اجتماع باريس الأخير، ليبدو كأنه جزء من الضغط العسكري لفرض تنازلات سياسية وأمنية".

  

الأكثر قراءة

العالم العربي 12/22/2025 6:32:00 PM
بيّنت الداخلية السورية أن هذه العملية تعكس مستوى التعاون الإقليمي المتين والجهود المتواصلة لمكافحة الشبكات الإجرامية المنظمة.
العالم العربي 12/23/2025 10:17:00 PM
أحد أبرز القادة العسكريين الذين قادوا مساعي توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وعززوا علاقاتها الإقليمية والدولية.
المشرق-العربي 12/22/2025 4:35:00 PM
انعكس الانقسام حيال حصر السلاح بيد الدولة العراقية في مواقف قادة فصائل بارزين، بينهم قيس الخزعلي (أمين عام عصائب أهل الحق) وشبل الزيدي (أمين عام كتائب الإمام علي)، اللذان أبديا موقفاً مبدئياً مؤيداً للطرح، في مقابل رفض صريح من "كتائب حزب الله" وحركة "النجباء".
المشرق-العربي 12/22/2025 1:39:00 PM
ضبط صواريخ "سام-7" في مداهمة أمنية بدير الزور