عودة يستذكر جبران تويني: الحقّ مهما غاب سيظهر والعدالة مهما تأخّرت آتية
أكد متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة، خلال ترؤسه خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس الأحد، أن "اليوم، في أحد الأجداد، تطالعنا الكلمة الإلهية التي تشرق علينا من إنجيل لوقا ومن رسالة الرسول بولس إلى أهل كولوسي، فتكشف لنا معنى الدعوة وعمق التجدد وخطر التراخي وكرامة الإنسان الذي يخلقه الله جديداً في المسيح".
وقال: "نحن في زمن يحتاج أمثال الأجداد الذين سبقونا. العالم يحتاج مسيحيين حقيقيين يحملون نور الإنسان الجديد، ولا يحتاج جماعات مسيحية تشوّه صورة المسيح والمسيحية وتبث الأحقاد والخلافات والأفكار المضللة. المسيحية لا تحزّب فيها إلا للمسيح. والمسيحي ليس فقط المنتمي لطائفة، بل هو إنسان يحيا الملكوت في قلب العالم. إنسان غفر له الله فيغفر، أحبه الله فيحب، دُعي فلبى الدعوة".

وتابع عودة: "وإذ نتكلم على الدعوة نتذكر ابناً لنا لبى دعوة وطنه ولم يتوانَ عن الدفاع عنه حتى التضحية بحياته. جبران تويني دافع بالكلمة، بالفكر، بالحبر والقلم. حمل قضية لبنان ولم يحمل سلاحاً أو حقداً بل جرأة في قول الحق في وجه الظلم والتسلط والخبث والتحريض والقتل والإرهاب واستباحة الحريات. قتلوه وظنوا أنهم تخلصوا منه، لكن التحولات الكبرى الحاصلة في لبنان والمنطقة تؤكد أن الحق مهما غاب سيظهر وأن العدالة مهما تأخرت آتية. رحم الله جبران وكل من مات شهادة للحق".
وختم: "فيما نحتفل اليوم بتذكار الأجداد، علينا أن نتأمل في سيرتهم ونقتدي بإيمانهم. هم قبلوا الدعوة بلا تردد، وخلعوا الإنسان العتيق وساروا نحو وعد الله. فلنصلّ كي يفتح الرب عيوننا فنرى مأدبته، وقلوبنا فنسمع دعوته، وإرادتنا فنقبل أن نتجدد فيه. هكذا، يكون لنا نصيب مع الذين دخلوا العشاء، لأنهم عرفوا حاجتهم، ولم يعطوا أعذاراً واهية".
نبض