إيفون عبد الباقي تستعدّ لسباق الأمانة العامة للأمم المتحدة… هل يكفي دعم ترامب؟
تزداد المؤشرات حول دخول الدبلوماسية الإكوادورية – اللبنانية الأصل إيفون عبد الباقي إلى سباق الأمانة العامة للأمم المتحدة، في خطوة قد تعيد رسم موازين النفوذ داخل المنظمة الدولية قبيل الاستحقاق المقبل.
وتشير معلومات متقاطعة إلى أنّ عبد الباقي بدأت فعلياً جسّ نبض عواصم مؤثّرة حول فرصها في الترشّح، وسط معطيات عن دعم غير معلن من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما قد يفتح الباب أمام خلط أوراق كبير في وجه القوى التقليدية المؤثّرة داخل مجلس الأمن.

عبد الباقي، وهي أولى النساء اللواتي شغلن منصب سفيرة الإكوادور في الولايات المتحدة وفرنسا وقطر، تحمل خلفية سياسية ودبلوماسية تمتدّ على أكثر من أربعة عقود.
وإيفون هي ابنة مهاجرين لبنانيين، ولدت في غواياكيل عام 1951، وانتقلت إلى لبنان بعد زواجها في سنّ السابعة عشرة، لتعيش سنوات الحرب الأهلية عن قرب قبل أن تتوجّه إلى باريس ثم الولايات المتحدة للدراسة والعمل الدبلوماسي. وهي حاصلة على شهادات في الفنون من السوربون وفي الإدارة العامة من هارفارد.
خلال مسيرتها، أدارت عبد الباقي ملفات حساسة في الوساطة وتسوية النزاعات، أبرزها المشاركة في إنهاء حرب سيّنيبا بين الإكوادور وبيرو (1998)، كما لعبت دوراً بارزاً في اتفاقيات التجارة مع واشنطن خلال تولّيها منصب وزيرة الصناعة والإنتاجية، لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب.
كما رسّخت حضورها على الساحة الدولية عبر تأسيس مؤسسة غالاباغوس البيئية بدعم مباشر من ترامب.

ومع أنّ مصادر ديبلوماسية تتحدث عن دعم أميركي محتمل لترشيحها، إلّا أنّ الوصول إلى منصب الأمين العام يتطلب تفاهمات معقدة داخل مجلس الأمن وتحديداً بين القوى الخمس الدائمة العضوية، ما يجعل أي ترشيح قيد الاختبار.
كما لا يزال غير محسوم ما إذا كانت ستخوض الاستحقاق باسم الإكوادور التي تمثلها رسمياً منذ سنوات، أم باسم لبنان انطلاقاً من جذورها العائلية.
وترشيح عبد الباقي – إن تكرّس – سيكون الأول من نوعه لامرأة من أصول عربية إلى الموقع الأعلى في الأمم المتحدة، لكن الطريق إلى نيويورك محفوف بتوازنات دولية دقيقة وأسئلة حول مدى قدرة دعم ترامب، إن تأكد علناً، على ترجمة فرص فعلية داخل مجلس الأمن.
ويبقى السؤال: هل تكون إيفون عبد الباقي الاسم المفاجأة في السباق الدولي المقبل؟ أم أنّ التعقيدات الجيوسياسية ستعيد خلط المشهد من جديد قبل أن يصل السباق إلى خط النهاية؟
نبض