أكد أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في تأبين القيادي هيثم الطبطبائي أنّ اغتيال الاخير من قبل إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت  "اعتداء سافر وجريمة موصوفة"، وأن الردّ على إسرائيل "حقّ مشروع تحدده المقاومة في التوقيت المناسب". وشدّد قاسم على أنّ الاغتيال لم يحقق هدفه في ضرب المعنويات ولا في إرباك بنية المقاومة. واعترف بوجود خروقات وعملاء يستفيد منهم العدوّ في ظل "التنسيق الدولي والاستخبارات الأميركية والإسرائيلية"، لكنه ربط ذلك بضرورة المعالجة وتصحيح الأخطاء. وأعاد التأكيد أن المقاومة "ولّادة" وقادرة على ترميم صفوفها مهما اشتدت الضربات. ورأى أنّ المواجهة مستمرة وأن الاستهداف الأخير لن يغيّر مسار حزب الله ولا خياراته.

وشدد قاسم على حق الرد: "سنحدد التوقيت لذلك". وأضاف: "هدف الاغتيال لم يتحقق ولن يتحقق، ونحن على الخط مستمرون وسنتابع بشكل طبيعي"، مضيفاً أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى "معالجة الأخطاء والتنبه للثغرات وأخذ الدروس والعبر". وأشار إلى أنّ "الشهداء الخمسة اجتمعوا للتحضير للعمل القادم، وهم بالنسبة إلينا مفخرة عظيمة".

نعيم قاسم في حفل التأبين

وتحدث قاسم عن السيرة الجهادية للطبطبائي ورفاقه، كاشفاً أنّ "الشهيد مصطفى برو طلب خلال مراسلاته أن يخاطبه بعبارة "من ابنكم حسن"، واعتبر أن هذه التفاصيل "تعكس روحاً عظيمة". كما استذكر دور الشهيد برجاوي "الشجاع الحاضر دائماً في الميدان"، ودوره في "ملف اليمن وقسم الدعم والتجهيز في معاونية الأركان".

وأشار قاسم إلى أنّ الهدف الإسرائيلي من الاغتيال كان "ضرب معنويات حزب الله وإحداث بلبلة نظراً لموقع الطبطبائي ومسؤولياته"، لكنه أكد أنّ المقاومة "ستبقى متماسكة وأن الشهادة مكسب".

وأضاف: "قد يكون هناك عملاء، وبسبب التغطية الدولية والتنسيق الأميركي يحصل العدو على معطيات، لكن هذا لا يبرر الأخطاء التي يجب أخذ العبرة منها".

وكشف: "أدار الطبطبائي مشروع قوات النخبة منذ عام 2008 إلى 2012. ومع السيّد أبو علي استُشهد أربعة من الإخوة: الأخ مصطفى ابن الاستشهادي أسعد برّو، لقبه واسمه الجهادي الحاج حسن، هو في الحقيقة كان أمين سرّ المجلس الجهادي منذ بداية 2025، أي بعد معركة "أُولي البأس". 

وأضاف: "الشهيد الثالث هو الأخ قاسم حسين برجاوي، "ملاك"، هذا الشجاع الحاضر دائمًا في الميدان، كان مدير مكتب المسؤول العسكري كذلك في سنة 2025، لكن له تاريخ في ملفّ اليمن. ساعد السيّد أبو علي، وكذلك كان له دور في قسم الدعم والتجهيز في معاونية الأركان، وكانت لديه مهمّات عديدة. شخصية فذّة، معطاءة، شجاعة، أُصيب عدّة إصابات، والحمد لله تعالى كان في مرتبة الشهداء. أما الشهيد الرابع إبراهيم علي حسين، "أمير"، وهو أمين سرّ مكتب القائد، وهو أيضًا من المتفانين".

ورحب قاسم بزيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان و"كلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا".

وقال: "فلتُرنا الحكومة كيف تردع العدوان. أليس هناك عدوان على الجيش وقيادته؟.. أليس هناك عدوان على الاقتصاد؟..ألا ترون المسيّرات فوق القصر الجمهوري وفوق السرايا؟ اليوم هناك احتلال إسرائيلي جوي فوق لبنان".

وقال: "الأعمار بيد الله لكن قرار العزة بيدنا.. جاهزون للحديث بالاستراتيجية الدفاعية، لكن ليس تحت الضغط أو سعياً اتفاق جديد أو تنازل عن قوتنا لاتفاق آخر أو التملص من الاتفاق الحالي".

وتابع: "من عام 2023 حتى اليوم نحن نواجه إسرائيل عبر منع العدو من الاستقرار، وما زلنا نمارس هذا الدور بمشاركة الدولة. وعلى الحكومة أن تستثمر في قدرات شعبها لتحقيق منع الاستقرار وصولاً إلى طرد العدو. ولا تفويض لأحد بالتخلي عن قوة لبنان، بل التفويض هو للتحرير واستعادة الأرض والأسرى… فاستثمروا بإرادة شعبنا. إن مسيرة شارع الحمرا، بكل تنوّعها، رفعت شعار طرد العدو والاستقلال، ما يؤكد أن هذا الهدف جامع وعابر لكل الانتماءات ورافض لإسرائيل".

وختم: "أقول للحكومة لا تستطيعين أخذ الحقوق من دون القيام بأهم واجب وهو حماية المواطنين".