"عتب سياديّ" على السلطات: ناقوسٌ أو تباعد استراتيجيّ؟
في التباين بين القوى الحليفة لإدارة السلطة التنفيذية أو المساندة المستحثّة الرئاسة الأولى، ملاحظات متصاعدة الوتيرة في الآونة الأخيرة تكاد تظهر انحسار الآمال المعقودة من قوى سيادية على طريقة إدارة السلطات لملفّات هامّة، رغم أنّ القوى نفسها كانت أكثر من وضعت تمنّياتها الوطنية في عهدة متبوّئي واجهة الحكم. ثم بدأ يكتشف أثر بدء عتب قوى سيادية من أداء الحكومة ورئاسة الجمهورية جهراً في إفشاءات عدّة، أوحت أنّ الأمور ليست على ما يرام. انتقد رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع الحكومة اللبنانية، في قوله إنها "لم تظهر مثابرة على نزع سلاح "حزب الله" وإن غالبية الوزراء غير جديين في مسألة السلاح. وانتقد أيضاً رئيس الجمهورية جوزف عون.
ما أسباب هذا العتب السياديّ وفحواه؟ وماذا بعد العتب الصريح؟ يقول النائب الياس اسطفان، ردّاً على أسئلة "النهار"، إنّ "ليست مصلحة لبنان التباطؤ في تنفيذ حصر السلاح. مهلة حصر السلاح وضعت حتى نهاية هذه السنة لكن الأوضاع على حالها رغم أنّ سنة 2025 شارفت على الانتهاء. ما يفعله الجيش اللبناني لا يزال خجولاً وإلغاء زيارة قائد الجيش رودولف هيكل لواشنطن رسالة أميركية موجّهة إليه وإلى الدولة اللبنانية فيما الولايات المتحدة الأكثر مساعدة للجيش اللبنانيّ". ويستطرد أنّ "كلام رئيس "القوات" جرس إنذار موجّه منه ومهمّ التطلّع نحو الأمام. ليس لدى حزب "القوات" ما يخبّئه ولسنا بحاجة أن نحرّض أيّ شخص على آخر وتهمّنا مصلحة اللبنانيين بكامل طوائفهم. نحاول الوعظ ونشجب تدمير لبنان من جديد".

ملاحظات "القوات" لا تشكّل تباعداً استراتيجياً عن العهد الرئاسيّ ورئاسة الحكومة اللبنانية، في تأكيد اسطفان، لكنه يقول أنّ "من المهمّ أن نرى لبنان قادراً أن يستعيد سيادته وأن تقدر دولته على خوض مفاوضات ديبلوماسية كما يلزم. حصر السلاح مطلبٌ داخلي من غالبية اللبنانيين وتتقاطع مصالحنا مع المجتمع الدوليّ". ويستنكر "المماطلة في حصر السلاح التي لا يجب أن تبقى لأن الخطر محدق ويجب القيام بالمستحيل ليخرج لبنان من دائرة الخطر. كلٌّ يجب تحمّل مسؤوليّته. ما نقوله في الخفاء نقوله علناً، ويهمّنا عيش الشعب اللبناني بكرامة. نحن جزء من الشعب اللبناني، نتحدّث واقعيّاً. نمثّل شريحة كبيرة من الشعب اللبنانيّ مسلمين ومسيحيين، وليس هناك من يسعى أن يرى لبنان مدمّراً".
بدوره، يقول مستشار رئيس حزب الكتائب اللبنانية ساسين ساسين لـ"النهار" أنّ "الكتائب إلى جانب رئيس الجمهورية والحكومة رغم المآخذ لكنّ الثقة لم تتزعزع. الانتقادات الحاصلة، في جزء منها صحيح. لكن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يعملان وفق أجندة لتجنيب البلاد انتكاسة تؤدّي إلى مواجهة في الداخل". في مقترح الكتائب، "على القرار السياسي قياس المخاطر من شتّى الاتجاهات ليعرف ما يجب تنفيذه لأنّ كما أن ثمة مخاطر من المواجهة في الداخل هناك مخاطر من الخارج قد تؤدي إلى تدمير البلاد".
ويعتبر ساسين أنّ "كلّ فريق له وجهة نظر، لكن لا افتراق استراتيجيّ بين السياديين وقوى الحكم. ثمة وحدة والحكومة متضامنة ولا مشكلة رغم التأخير. المسألة تحتاج وقتاً ولا مخاوف من حصول تباعد استراتيجي مع أعضاء الحكومة والعهد الرئاسيّ. يتحمّل المسؤول السياسي مسؤولية التأخير وعلى الجيش اللبناني أن يباشر أكثر بمداهمات لمخازن الأسلحة
نبض