تستمر الترتيبات لاستقبال البابا لاوون الـ14 في لبنان. ومن المحطات البارزة اللقاء المسكوني الذي سيعقد في وسط بيروت، الرابعة بعد ظهر الإثنين 1 كانون الأول المقبل.

فمن هم المدعوون؟ وما أهميته الوطنية - الروحية؟ وأيّ دلالات له؟

هو اللقاء المسكوني عبر الحوار بين الأديان، اختيرت ساحة الشهداء مكانا رمزيا لإقامته، قبالة مسجد محمد الامين وعلى مقربة من كاتدرائية مار جرجس للموارنة وكاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الارثوذكس وكاتدرائية مار الايس للروم الكاثوليك وكاتدرائية مار غريغوريوس المنور للارمن الكاثوليك وكنيسة مار منصور للاتين، وفي قلب ساحة العاصمة الشاهدة على الكثير من التحديات، والانفجارات، ولكن على مساحة من التلاقي أيضا.

من هنا، اقيمت خيمة "اللقاء المسيحي – الإسلامي" لإعادة تجديد الرسالة التي سبق أن أكدها البابا يوحنا بولس الثاني، ومؤداها أن "هذا البلد الصغير، كبير في معانيه وعيشه الواحد بين مختلف الطوائف".

المؤتمر الصحافي في المركز الكاثوليكي للإعلام. (النهار)

من هذه الرمزية، بدأ التنظيم لدعوة الشخصيات المشاركة. هو لقاء خاص ليس مفتوحا أمام الشعب، بل ستشارك فيه 330 شخصية فقط، وفق بطاقات دعوات خاصة.

تشرح الإعلامية ليا عادل معماري، عضو لجنة التنظيم أن "البرنامج حضّر، وقد جهزّنا البطاقات لتسليمها قريبا إلى أصحابها، وكل التحضيرات والترتيبات اللوجيستية اكتملت".

ومن المعلوم أن شركة "سوليدير" هي التي تتولى تحضير المكان وإطاره العام، وتنظيم المقاعد وبعض الترتيبات المتعلقة بالخيمة والمسرح.

وعلمت "النهار" أنه سيتخلل اللقاء غرس لشجرة زيتون تعبر عن السلام او التوق اليه.

كل هذه المعاني تكمل المشهدية، وستركز الكلمات على البعد الروحي والتلاقي الوطني الجامع الذي يجسده لبنان. 

ومن المفارقات أنها المرة الثالثة يستضيف وسط بيروت حبرا أعظم، حيث تجتمع الكنائس والجوامع، ويكرّم الوطن من خلال ساحة شهدائه، الشاهدة على أكثر من حدث وتحدّ وواقع.

وكان سبق أن عقد مؤتمر صحافي في المركز الكاثوليكي للإعلام شُرحت فيه تفاصيل اللقاء. وركز رئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي – الإسلامي في لبنان منسق اللقاء المطران شارل مراد على أن الحدث "ليس مجرد مناسبة رمزية بل هو فعل إيمان وحوار، واللقاء الصادق يستطيع أن يبني سلاما حقيقيا لا يقوم على المصالح بل على الاحترام المتبادل والاعتراف بالكرامة الإنسانية".

سيستمر اللقاء نحو ساعة، تتخلله أكثر من محطة، وتشارك فيه جوقات عدة، من بينها جوقة "بيروت ترّنم"، وجوقة مؤسسة الإمام موسى الصدر وجوقة دار الأيتام الإسلامية لتقديم أناشيد وتراتيل أعدّت خصيصا للمناسبة والزيارة التاريخية.

توضح معماري أن "هذا اللقاء المسكوني الوطني سيجمع قادة الطوائف المسيحية كلها، والمرجعيات الإسلامية، إلى جانب فاعليات تهتم بالحوار بين الأديان والحوار والتلاقي".  

في البرنامج الذي يحضرّ بدقة، ستعكس الكلمات، وفق معماري، أن "الكنائس كلها موحدة، والأديان كلها تلتقي في الروح والجوهر. والأهم أن لبنان، على الرغم من كل الصعوبات والعوائق والتحديات التي عاشها، وشهدت له تلك الساحة، يبقى أرض الانفتاح والإيمان والرجاء والتلاقي، لأنه يعيش بتعدديته وغناه الديني - الروحي العميق".

وتختم: "بتوجيه من اللجنة المركزية في الفاتيكان، تعمل اللجنة المنظمة للقاء مع كل الفريق المعني على تنظيم هذا الحدث المسكوني الوطني على أرفع المستويات. وعلى الرغم من أن اللقاء سيكون محصورا بدعوات خاصة، يطال انعقاده وعمقه مساحة الوطن كله".