اهتمام مصر في لبنان يعود لسنوات، وكان هناك انخراط مصري في لبنان منذ سنوات بهدف استقرار البلد.

وفي السياق، أشار سفير جمهورية مصر العربية في لبنان علاء موسى في حديث لبرنامج "حوار مسؤول" في "النهار" إلى ان مصر تركز اليوم على تهدئة حدة الصراع وتخفيف احتمالات المواجهة، ومن ثم البحث بتسوية المشكلة بشكل كامل.

ولفت إلى أن "المسؤولين المصريين على تواصل مع الدولة اللبنانية على مختلف مستوياتها، ومصر على علاقة متميزة مع مختلف دول العالم في الاقليم وما بعد الاقليم، فنستمع إلى الأفكار الخارجية وأفكار الدولة اللبنانية ونبحث عن المساحات المشتركة للخروج بإطار حل".

وأوضح أن المقاربة اللبنانية مبنية على اتفاق وقف الأعمال العدائية وجود التزامات من كلا الطرفين اللبناني والاسرائيلي، ولبنان قام بجزء كبير منها، بينما الطرف الإسرائيلي لم يقم بهذه الالتزامات.

وعن الموقف المصري من عملية حصر السلاح مع مهلة زمنية لحلّه، قال موسى: "مصر بشكل حاسم مع مبدأ الدولة اللبنانية ان تفرض سيادتها على كل أرضها، والسلاح لا يتم تداوله إلا وفق القرارات الشرعية المعمول بها ولا يجب أبدا التعامل بالسلاح أو حيازته بعيداً عن إشراف الدولة، وبالتالي عملية حصر السلاح بيد الدولة أمر تتفق فيه مصر تماماً مع الدولة اللبنانية سواء ما ورد في خطاب القسم لرئيس الجمهورية جوزف عون أو ما ورد في البيان الوزاري، وهو أمر ليس محلا للنقاش والجدل، وبالتالي لابد من تطبيق مبدأ حصر السلاح بيد الدولة ولا بد للدولة اللبنانية أن تبسط سيادتها على كل أراضيها، واستكمالا، لابد للأطراف الأخرى في الاقليم كما الحال الدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية أن تؤدي هي أيضاً التزاماتها وواجباتها".

أضاف: "في الموازة، هناك اعتداءات إسرائيلية مستمرة على لبنان، وهناك نقاط لم تنسحب منها إسرائيل إضافة إلى مسألة الأسرى. واتفاق 27 تشرين الثاني تحدث عن عملية حصر السلاح لكنه تحدث أيضاً عن انسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية، وبالتالي عليه وقف خروقاته، من هنا، نحن نطالب الطرفين الالتزام بما تم الاتفاق عليه"، مجدداً التأكيد أن "مبدأ حصرية السلاح لا جدال فيه، ولابد من تطبيقه ولا يصح إلا تطبيقه". 


وعن المهلة الزمنية لحصر السلاح، قال السفير موسى: "هناك قرار اتخذته الدولة اللبنانية، وهناك خطة تقدم بها الجيش وأقرتها الحكومة، وبالتالي نؤيد ما أقرته الدولة اللبنانية، اذ يجب أن يكون هناك إطار زمني وعملي وآلية قابلة للتطبيق للوصول إلى الهدف المنشود، وبالتالي المدى الزمني وآلية التطبيق ليسا بيد مصر، بل بيد الدولة ونحن نساعدها وندعمها".

وأشار إلى أن "مصر اليوم في حالة تشاور مع الأطراف الإقليمية والداخلية اللبنانية والاستماع إلى وجهة نظر الدولة اللبنانية وعندما تنتهي جولة الاستماع والتقييم، يمكن عندها تكوين إطار من الأفكار قابلة للتطبيق. وما نبحث عنه مقترحات يمكن ان تؤدي إلى نتيجة، ويصبو إليها الجميع، وعندما أتحدث عن الجميع، أقصد الجميع في الإقليم".

واعتبر أنه اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، فخطورة الانزلاق إلى الأسوأ أمر وارد، ونحن نسعى إلى تجنب هذا السيناريو، وإلى تخفيف حدة التوتر، وايجاد مخرج، وهذا يحتاج إلى تشاور مستمر مع الأطراف اللبنانية والاقليمية".

وأكد أن أي تحرك مصري يحظى بترحيب لبناني وبآخر عربي وغربي، وتحديداً المملكة العربية السعودية والإمارات.

وأوضح أن التواصل مع إيران مستمر وواضح في العديد من الملفات الاقليمية، وكذلك في الشأن اللبناني. كما أكد ان هناك تواصلا مع "حزب الله".

ورداً على سؤال، أشار إلى أن خيار التفاوض مع إسرائيل أمر أعلنت عنه الدولة اللبنانية، وبالتالي اذا كان هذا خيارها فسوف نعمل معها ونساعدها، خصوصا أن التفاوض مع إسرائيل ليس أمرا مستجدا ووليد اللحظة، بل هناك فرص سابقة أثبتت نجاحها كفكرة ترسيم الحدود البحرية، كما ان "الميكانيزم" يشكل آلية معينة للتفاوض. اما اذا كان مباشرا ام غير مباشر فنحن لا نقف أمام هذه التوصيفات بل نبحث عن النتيجة النهائية".

ورأى أن الجيش اللبناني يقوم بعمل جيد وفقاً لإمكانياته ووضعه، وبمعنى آخر، من يريد من الجيش اللبناني أن يقوم بمهام أكبر وأكثر فعالية عليه أن يدعمه وفوراً. وهذه رسالة للجميع".

لمشاهدة الحلقة كاملة