مشاورات سياسية متسارعة في لبنان بحثاً عن تسوية في ملفّ مشاركة اللبنانيين غير المقيمين في الانتخابات النياببة المقبلة، وانهماك من المغتربين في أصقاع الانتشار بهدف الحصول على حقّ خوض الانتخابات مثل المقيمين والتصويت بحسب دوائر نفوسهم. وثمة محاولات اغترابية حثيثة للتواصل مع كثير من المنتشرين تأكيداً لأهمية تسجيلهم ولمساعدتهم في العملية. لا يزال عدد من تسجلوا ضئيلاً مقارنةً مع التعويل على تأثير المغتربين انتخابياً في حال أعطائهم حقّ المشاركة كالمقيمين. ولكن ماذا في تحضيرات الخارج بهدف توطيد أهمية التسجيل المغتربين؟.

الديبلوماسي السابق ورئيس منظمة "شراكة النهضة اللبنانية الأميركية" وليد معلوف يعنى مع مؤسّسات اغترابية متنوّعة بتوطيد أهمية أن يتسجّل المغتربون للمشاركة الانتخابية. ويقول ردّاً على أسئلة "النهار": "إننا نتابع مع المغتربين كيفية الاطلاع على الموقع الإلكتروني الخاص بمنصة التسجيل، ونسهّل التسجيل على كلّ اللبنانيين الموجودين في الخارج". 

صورة تعبيرية.

ويوضح رئيس منظمة "LARP" أنّ "المؤسسات اللبنانية الاغترابية لديها أعضاء وكلّ مؤسسة نظّمت فريقاً يتحدّث مع المنتشرين للتسجيل والاقتراع في الانتخابات النيايية المقبلة. وهناك تواصل مع المغتربين عند اللقاء بهم في الكنائس في الخارج. وثمة استمارات تملأ وترسل إلى السفارة اللبنانية في الولايات المتحدة لمساعدة المغتربين. الجهد قويّ من المؤسسات السيادية في الخارج. والتواصل قائم مع قيادات خارجية وديبلوماسية تأكيداً لأهمية احترام حقّ المغتربين الدستوريّ في الاقتراع مثل المقيمين". 

يعتبر معلوف أنّ "هناك خيبات وانتظاراً لمعرفة إن كان المغتربون سيحظون بالحق في الاقتراع كما يجب في الخارج أو سيضطرون إلى أن يزوروا لبنان لينتخبوا. ثمة تردّد، وهذا نمط رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يسبّب نوعاً من غياب أيّ قرار"، متمنّياً "تمديد مهلة تسجيل المغتربين للمشاركة في الانتخابات النيابية لأنّ كثراً منهم لم يتّخذوا قراراً نهائياً حتى الآن. وهناك سعيٌ من السياديين ليقترع المغتربون في لبنان إن لم يعطوا حقّ المشاركة في انتخاب 128 نائباً من الخارج".

ويستنكر "تعقيد الأمور وعدم السماح للمغتربين بالتصويت بحسب دوائرهم اللبنانية. عندما لا يكون هناك قرار نهائي، ويعيش الناس في حيرة. حصلت تجربة عام 2022 صوّت فيها كلّ من موقعه بحسب دائرته اللبنانية، فوجد محور "الممانعة" أنّ تصويت المغتربين كما المقيمين ليس جيّداً لقوى الممانعة. لا موافقة من "الثنائي الشيعي" على "الميغاسنتر" وسط محاولة للإبقاء على الستاتيكو الحالي بسبب الخوف من الخرق الانتخابيّ. إنّ وضع الثنائي صعب بعد خسارة "حزب الله" الحرب وخسارته الاجتماعية ونتيجة المواقف العسكرية والديبلوماسية. ويحاول "حزب الله" تجنّب الخسارة السياسية".

ويستطرد: "نشجّع المغتربين على أن يتسجلوا، لكنّهم في حيرة تشملنا أيضاً في الجاليات الاغترابية لأنّ المواطن قد يتسجل في الاغتراب ولا يستطيع المشاركة في لبنان. ولكن ليس من المنطقيّ تقسيم المغتربين جغرافياً وطائفياً".