بعد ساعات على توغّل قوة إسرائيلية مؤلّفة من آليات وجيبات عسكرية فجر اليوم الخميس داخل الحدود اللبنانية، ودخولها مبنى بلدية بليدا في الجنوب وقتلها موظف البلدية إبراهيم سلامة الذي كان يبيت في المبنى، توالت ردود الفعل المندّدة من بلدات وبلديات جنوبية حدودية.

وقال الجيش اللإسرائيلي إنّ  "بنى بلدية بليدا تم استخدامه من قبل حزب الله لنشاط إرهابي تحت ستار البنية التحتية المدنية".

قطع أهالي بلدة بليدا الطريق بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على التوغّل الإسرائيلي الذي استهدف البلدة فجر اليوم pic.twitter.com/Aw63N6p0aJ

— Annahar النهار (@Annahar) October 30, 2025

وأصدرت بلدية عيناثا بياناً أدانت فيه "بأشد العبارات الجريمة المروّعة التي ارتكبتها قوة إسرائيلية معادية بعد توغلها إلى مبنى بلدية بليدا وإقدامها على إعدام موظف البلدية أثناء نومه"، معتبرة أنّ ما جرى "انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية واستهداف مباشر للمؤسسات المدنية الآمنة"، مؤكدة تضامنها الكامل "مع بلدة بليدا وأهلها وذوي الشهيد".

مبنى بلدية بليدا.

من جهتها، استنكرت بلدية عيترون "بأشدّ العبارات التوغّل العدواني الذي أقدمت عليه قوات العدو الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية"، ووصفت ما جرى بأنه "اعتداء سافر على السيادة الوطنية واستباحة للحرمات"، معتبرة أن "قتل موظف بلدي أثناء تأدية واجبه الوطني يعكس العقلية الإجرامية التي يمارسها العدو بحق أبناء الجنوب".

ودعت البلدية الجيش اللبناني والقوى الأمنية إلى تحمّل مسؤولياتهم في حماية الحدود والمؤسسات المدنية، وناشدت المنظمات الدولية والإنسانية إدانة هذا العدوان ومحاسبة مرتكبيه.

وفي سياق متصل، دعت بلدية بليدا إلى وقفة استنكارية أمام مبنى البلدية اليوم الخميس عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً، رفضاً لـ"الاعتداء السافر على السيادة والكرامة الوطنية"، وتنديداً بـ"غياب الدولة اللبنانية وتقاعسها عن حماية الأرض والشعب"، إضافةً إلى "الاعتراض على غياب دور قوات اليونيفيل ولجنة الإشراف على تطبيق قرار وقف إطلاق النار". 

وقطع عدد من أهالي بلدة بليدا الطريق بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على التوغّل الإسرائيلي وأجبروا دورية تابعة لقوات "اليونيفيل" على التراجع.

وأوضح عدد من الأهالي لـ"النهار" أنّ هذه الخطوة جاءت اعتراضاً على ما وصفوه بـ"تلكؤ اليونيفيل في مؤازرة الجيش اللبناني خلال عملية التوغّل".

الصورة من عيترون (أحمد منتش)

وأكّد رئيس الحكومة نواف سلام أنّ "التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهدافها المباشر لموظّفٍ في البلدية أثناء تأدية واجبه، هو اعتداءٌ صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها".



وقدّم سلام "التعازي الحارّة إلى عائلة الشهيد إبراهيم سلامة الذي اغتيل أثناء قيامه بواجبه". 

ودانت بلدية ميس الجبل "الاعتداء الإجرامي الجبان الذي اقترفه العدو الإسرائيلي فجر اليوم، من خلال توغله داخل أحياء بلدة بليدا وقيامه بقتل وإعدام الموظف البلدي والمواطن اللبناني والعامل الجنوبي؛ الشهيد المظلوم إبراهيم سلامة خلال مبيته داخل مبنى البلدية".

كما دانت بلدية كفرشوبا "الاعتداء على بلدية بليدا وقتل احد موظفيها ، هذا الاعتداء على مؤسسة مدنية رسمية يعتبر اعتداءً على الدولة اللبنانية وسيادتها الوطنية".

المدخل الجنوبي لبلدة بليدا جنوب لبنان. (أحمد منتش)

واستنكر تجمع علماء جبل عامل "بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الآثم الذي استهدف فجر اليوم بلدة بليدا، حيث توغّلت قوة معادية داخل نطاق البلدة واقتحمت مبنى البلدية وهي مؤسسة رسمية تمثل سيادة الدولة على أراضيها، وارتكبت جريمة قتل بدم بارد بحق مواطن. إنّ هذه الجريمة النكراء تُضاف إلى سجلٍ طويل من الخروقات والاعتداءات التي تستهدف سيادة لبنان وحياة أبنائه".

وبحسب معلومات "النهار"، فإنّ القوة الإسرائيلية انسحبت من البلدة بعد نحو ساعتين ونصف الساعة من التوغّل، وذلك عقب قتلها موظفاً في البلدية كان مناوباً في المركز الذي اقتحمته خلال العملية.

وأفادت المصادر أنّ البلدة شهدت استنفاراً للجيش اللبناني بالقرب من مكان التوغّل.