أي أبعاد للانتخابات الطالبية في الجامعات: حضور و"بروفة" للاستحقاقات النقابية والنيابية
في كل مرة تجرى انتخابات طالبية، يسارع كل حزب إلى إعلان نفسه رابحا. ولكن، ما هو أبعد من النتائج، هل تعتبر الانتخابات مجرد تنافس طالبي أم أنها مؤشر سياسي تتعامل معه الأحزاب على هذا الأساس، فيخوضونها ومن ثم يقرأون نتائجها ضمن سياق سياسي – حزبي؟
لا تنظر "القوات اللبنانية" إلى الاستحقاق الطالبي على أنه منفصل عن المسار السياسي العام، ولاسيما بعد كل التحولات في الأعوام الأربعة الأخيرة.
يرى رئيس مصلحة الطلاب في حزب "القوات اللبنانية" عبده عماد أن "الفوز القواتي يعتبر عامًّا وشاملاً. من الجامعة الأميركية إلى الجامعة اللبنانية – الأميركية ومروراً بجامعة القديس يوسف، فإن الهيئات الطالبية تثبت حضور القوات، الطالبي كما السياسي".
وإذ يتوقف عماد عند قوة "القوات" الذاتية، يرى أن " 90 في المئة من هذا الحضور هو حضور قواتي محض، بمعنى أنه لم يتكل على حليف ولا على شبكة تحالفات".

من هنا، يصبح لقياس نتائج الانتخابات الطالبية أهمية في السياق السياسي، هي ليست دعاية بقدر ما هي تأكيد لاستمرار هذا الحضور السياسي.
يرى حزب "القوات" أنه لا يختبئ وراء التنافس الطالبي للترويج لخطاب سياسي، وإنما يخوض الاستحقاق الطالبي بعباءة قواتية علنية، أي أنه لا يتلطى ولا يسعى إلى تذويب جسمه مع جسم الآخرين، حتى ولو كان حليفاً.
ويؤكد أن "أبلغ دليل على ثبات هذا الخط أننا لا نزال ومنذ الـ2008 نحصد خطاً تصاعدياً للفوز"، كاشفاً أن "الزيادة هي ما بين 40% إلى 50%".
كل هذه القراءة تصل إلى أعلى القيادات في " القوات" لدرس المعطيات والانتقال منها إلى الحيز السياسي والحزبي.
في المقابل، لا تبدو نظرة حركة "أمل" إلى الاستحقاق الطالبي مختلفة. يعتبر المسؤول عن مكتب الشباب والرياضة المركزي في الحركة الدكتور علي ياسين أن "تشويهاً مقصوداً وجّه إلى معظم الأحزاب، منذ 17 تشرين الأول، وكانت نتيجته أن عدداً من الأحزاب انكفأ عن الانتخابات الطالبية. إلا أن القرار المركزي عند "أمل" كان التأكيد على عدم مقاطعة أي انتخابات".
هذا القرار يأتي من النظرة التي تعطيها الحركة إلى الاستحقاق الطالبي لكونه مؤشراً للجيل الشبابي في الانخراط السياسي. يقول ياسين: "هي تجربة نخوضها لأنها تعطي رسالة وعلامات للحضور المستقبلي. ليس المقياس عندنا من فاز أو من أخذ الأكثرية، إنما هذا الثبات في الحضور والتمدد الشبابي الذي يتجدد ولا ينكفئ، وقد تبين أن الحركة تشكل الرقم الصعب وأقوى الأحزاب، لاسيما عند من يعتبر أنها من الأحزاب التقليدية والتي "تشظّت"، إن كان من خلال الحراك الشعبي أو من خلال الأزمة الأخيرة".
ويتدارك: "لعل انتخابات الجامعة الأميركية شكلت الدليل الأبرز على هذا الحضور، إلى جانب الجامعة اللبنانية – الأميركية في بيروت، بحيث ان 43% من الأصوات كانت لحركة أمل. هذا السياق ليس مفصولاً عن أي سياق سياسي".
نبض