عون: لا شيء يبرر الإرهاب ومكافحته تتطلب فهم دوافعه وجذوره ووسائله

سياسة 28-10-2025 | 11:22

عون: لا شيء يبرر الإرهاب ومكافحته تتطلب فهم دوافعه وجذوره ووسائله

عون: الإرهاب هو استخدام واضح وعلني للعنف المادي أو المعنوي، غير المبرر وغير الشرعي، ضد أهداف مدنية بريئة
عون: لا شيء يبرر الإرهاب ومكافحته تتطلب فهم دوافعه وجذوره ووسائله
جوزف عون (نبيل اسماعيل).
Smaller Bigger

أكّد رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون، في المؤتمر الإقليمي حول "التعاون القضائي الدولي في مكافحة الإرهاب"، أنّ "الإرهاب هو استخدام واضح وعلني للعنف المادي أو المعنوي، غير المبرر وغير الشرعي، ضد أهداف مدنية بريئة"، مشدداً على أنه "وسيلة لتحقيق غايات أبعد، تتمثل في ترويع المدنيين وتطويعهم وانتزاع مطالب غير مشروعة"، لافتاً الى أنّ "موضوع مكافحة الإرهاب يتطلب دقة في التعريف وفهماً معمقاً لدوافعه وأسبابه وأساليبه".

 

وأوضح أن "الإرهاب إذن، هو في تعريفي هذا، سعي إلى غاية شنيعة بشعة، بوسيلة أشنع وأبشع. ولنتفق ثانياً على أن ما من شيء على الإطلاق يمكن أن يبرر الإرهاب. وأكرر، لا شيء مطلقاً إطلاقاً كاملاً نهائياً يمكن أن يبرر الإرهاب. لا ظلم سابقاً، ولا قهر حاضراً، ولا ثأر لماضٍ، ولا تحسّب لمستقبل، ولا ذريعة فكر، ولا مزاعم دفاع عن النفس… لا شيء إطلاقاً يبرر الإرهاب، بما هو استهداف لمدنيين أبرياء".

وأضاف: "لنتفق ثالثًا على أن مكافحة الإرهاب تقتضي معرفته، ومعرفة دوافعه وجذوره وأسبابه وطرقه ووسائله وكل ما يتعلق به".

وأشار إلى فئتين من الإرهاب: "أولًا، إرهاب يقوم به أفراد محدودون في العدد والمكان والأغراض الشخصية أو الفردية. وهو النوع الذي يستوجب منا فتح كل آفاق التعاون والتكامل في المعلومات والتحليل والتحرك والعمل من أجل القضاء على مخططات هذا النوع من الإرهاب وحرصاً على إنقاذ الأبرياء، ضمن حدود سيادة كل دولة، ومن دون التذرع بالسيادة بما قد يعرض المدنيين الأبرياء لخطر الموت أو الإيذاء الجسدي. ولن أدّعي تقديم لوائح شاملة بالخطوات المطلوبة، لكن ثورة الاتصالات والمعلومات والذكاء الاصطناعي والتواصل الإلكتروني، وكل ما يرتبط بعالم الرقمنة الذي نعيش فيه اليوم، يفترض أن يقدم لنا الإمكانات الكافية لمكافحة هذا النوع من الإرهاب".

 

جوزف عون (نبيل إسماعيل).
جوزف عون (نبيل إسماعيل).

 

 

وأضاف: "ما نراه كل يوم من مقدرات هائلة توضع في سبيل الحروب والصراعات وقتل البشر، يؤكد لنا أن وضع جزء منها في سبيل الأمن الوطني والسلام الأهلي قادر على تحقيق هذين الهدفين بنسبة قد تكون كاملة.

ثانياً، إرهاب تقوم به مجموعات كبيرة، في أماكن متعددة، وذلك بدافع أفكار أو إيديولوجيات متطرفة إلغائية لأي آخر أو حتى عدمية بالمطلق. وهذا مستوى أخطر من الإرهاب، لأنه أكثر تنظيمًا وتمدداً، والأهم أنه أشد تصميماً على الإرهاب والترهيب بدافع فكري أعمى. وحين يختلط هذا النوع من الإرهاب مع أفكار دينية مضللة، تصبح المعضلة أكثر خطورة وتعقيداً. مكافحة هذا النوع من الإرهاب تقتضي إمكانات مضاعفة، وهي تحتاج إلى وسائل مختلفة للمواجهة والمكافحة، تتوجه ليس إلى الأيدي المرتكبة فحسب، بل إلى الرؤوس المحرّضة وإلى الأفكار القائمة في عقول الجهات المجندة للأيادي الإرهابية".

كذلك أشار  الى أن "المطلوب هنا ليس مجرد قطع الإصبع الموضوعة على زناد التفجير الإرهابي، بل وأد الفكرة التي جنّدت صاحب الإصبع وغسلت عقله بضلال أن ما يقوم به من جريمة بشعة هو أمر صالح. وهذا المستوى من المكافحة لا يعود من اختصاص الآليات القانونية والقضائية والجنائية، بل من اختصاص أصحاب الرأي والفكر، ولاسيما منهم  المسؤولين عن الجماعات الروحية أو الدينية أو الحزبية التي يخرج منها وعليها هؤلاء المضللون والمضلَلون. على أولئك المسؤولين في المجتمع أن يتجنّدوا، تماماً مثل تجند الإرهابيين ومجنّديهم، من أجل مكافحة هذا الخطر بالفكر والقول والفعل، ومن أجل إخراج هؤلاء من بيئاتهم وعزلهم ونبذهم، وتوضيح مخاطرهم المهلكة لأهلهم قبل خصومهم. وهذه مهمة علينا جميعاً ألا نتساهل فيها".

 

وتابع عون: لماذا تلتقون لبحث هذه القضايا، في لبنانَ بالذات؟ بكل بساطة، لأننا بلد ملتزم، حكومةً ومؤسساتٍ وشعباً ومجتمعاً وأفراداً، بذلِ كلِ جهدٍ ممكن، لمكافحة كلِ إرهابٍ مُحدِق. ولأننا جسّدنا ذلك على أرضِ الواقع وعلى أرضِنا. فالجيشُ اللبناني، كما القوى المسلحة اللبنانية كافة، بذلت تضحياتٍ كبيرةً في مواجهةِ الإرهابيين، وفي مكافحةِ إرهابِهم. وانتصرت عليهم كلَ مرة. انتصرنا عليهم في المواجهاتِ العسكرية، كما في المواجهاتِ الأمنية. وخصوصاً، انتصرنا على الإرهاب بالمواجهة الفكرية والثقافية والأهلية". 

 

وأردف: "لأننا  بلدُ سماحٍ وتسامحٍ وحوارٍ وتعددٍ وتنوّعٍ وحريةٍ وحداثة... وفي بيئةٍ كهذه، لا مكانَ ولا مجالَ لحضانةٍ بنيويةٍ للإرهاب. لا بل يمكنُ القول أنّ بيئةً كهذه، هي من أبرزِ شروط مكافحة الإرهاب. فالإرهاب جرثومةٌ لا تنمو إلا في الظلمِ والظلام. وبالتالي فأنوارُ العدالة وأضواءُ الحداثة، عاملٌ حاسمٌ في القضاءِ عليها. وهو ما نتعاون لتحقيقِه مع كلِ أصدقائِنا في محيطنا وفي العالم. منوِّهين بالجهودِ المبذولة عربياً في هذا المجال. من أجل تعاونٍ قضائيٍ وأمنيٍ ومعلوماتيٍ شامل، يعززُ قدراتِنا جميعاً، في مواجهةِ الأساليب المبتكرة للإرهاب السيبراني والبيولوجي وغيرِها.  وهو ما يقتضي مزيداً من المأسسة العربية والدولية، في آليات تبادل المعلومات وتقديمِ المساعدة القضائية وتسليم الملاحَقين وتنفيذِ الأحكامِ القضائية. فالإرهابُ اليوم باتَ مُعَولماً. وهذا يقتضي منا عولمةَ مكافحتِه أيضاً".

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/25/2025 1:09:00 PM
تأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه العديد من المدارس السورية نقصاً حاداً في المقاعد الدراسية
شمال إفريقيا 10/27/2025 7:36:00 AM
بحسب اعترافاته، فقد قرر التخلص من الأم بعد أن "اكتشف سوء سلوكها"
مجتمع 10/27/2025 9:13:00 AM
نقتبس من كلام براك في الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال جبران تويني: "وفي عز موسم الحاجة الى أحياء يسيرون في وداع السابقين".
الولايات المتحدة 10/27/2025 8:47:00 AM
 أجهزة إنفاذ القانون ترجّح أن منفذ الهجمات هو الشخص نفسه