البناء على "مومنتوم" زيارة البابا لهدنة طويلة

سياسة 26-10-2025 | 08:50

البناء على "مومنتوم" زيارة البابا لهدنة طويلة

التحذيرات التي أطلقها الموفد الاميركي توم براك مجدداً من أن فشل لبنان في نزع سلاح الحزب سيؤدي الى تولي إسرائيل ذلك هزّ قواعد هذا الاطمئنان
البناء على "مومنتوم" زيارة البابا لهدنة طويلة
البابا لاوون. (أ ف ب)
Smaller Bigger

على رغم الاطمئنان الذي أبداه المسؤولون في لبنان في الأسابيع الماضية لجهة عدم حصول تصعيد إسرائيلي أكبر ضد " حزب الله"، وأن إسرائيل مرتاحة الى استمرار وتيرة ضرباتها وكذلك الأمر بالنسبة الى الحزب، فإن التحذيرات التي أطلقها الموفد الاميركي توم براك مجدداً من أن فشل لبنان في نزع سلاح الحزب سيؤدي الى تولي إسرائيل ذلك هزّ قواعد هذا الاطمئنان، وخصوصاً ربطاً بالزيارة المرتقبة للبابا لاوون الرابع عشر الى لبنان أواخر الشهر المقبل. فلبنان أمام محطة تاريخية وفرصة مفصلية تشكلها الزيارة الحدث التي قد لا تتكرر بسهولة في المدى المنظور إذا تم تأجيلها بسبب عدم انتهاء حال الحرب بين لبنان وإسرائيل.

 

يتصاعد القلق من وتيرة التصعيد الإسرائيلي المتواصل حتى لو كان الاستهداف في البقاع أو الجنوب، علماً أن المسيرات الإسرائيلية تكاد ألا تغادر الأجواء في العاصمة على ضوء تساؤل كبير عما اذا كانت اسرائيل قد تزيد من وتيرة تصعيدها قبل موعد هذه الزيارة أو بعده. ومع أنه لم يصدر ما يثير الشكوك ازاء احتمال تصعيد اسرائيلي، فإن معلومات تتحدث عن تواصل متعدد الاتجاه من لبنان وخصوصاً مع الولايات المتحدة، من أجل ضبط إسرائيل عن أي تصعيد أو لجمها كلياً بما يعني امتناعها عن اي استهداف جديد لأي منطقة في الأسابيع المقبلة، بما يتيح للبنان واللبنانيين الاستفادة من هذه الزيارة وضمان نجاحها.

 

وثمة من يتحدث عن اتصالات للفاتيكان نفسه الذي يحرص عادة على السعي الى ضمان نجاح الزيارة وتأمين الظروف الملائمة لها، اذ انه مع الاعتقاد لدى البعض أن اسرائيل التي اغضبت جداً الكرسي الرسولي إبان الحرب في غزة لن تعمد الى مواصلة تجاوزاتها ضد لبنان مع اقتراب زيارة البابا او في مرحلة التمهيد لها، فان الحذر يبقى قائماً بقوة لدى مختلف الجهات المعنية . والمؤشر الابرز لذلك هو ان الاجواء في لبنان لم تتحرك بعد على نحو كاف في اتجاه التفاؤل الذي يجب ان يصاحب الاستعدادات للزيارة.


ولكن مع ذلك، ثمة خشية كبيرة من تعطيل مفاعيل الزيارة وعدم اتاحة استثمار نتائجها ومفاعيلها، على رغم ان المخاوف المبدئية من النقطة الاخيرة تتصل بواقع ان الحاجة الماسة للبنان الى زيارة مماثلة للحبر الاعظم والمرتقبة منذ وقت طويل، لا تسقط احتمال عدم قدرة لبنان على تثميرها كما يجب وفق ما حصل سابقاً لاسباب داخلية وليس فقط لاسباب اقليمية. وكثر من الذين يطمحون الى تحقق هذه الزيارة يخشون ان يسقط حصولها، في التوقيت الراهن، آخر الامال في أن حصولها يمكن ويجب ان يشكل محطة تغيير مفصلية مهمة للبنان. اذ ان الاخير يقف في النتيجة على ابواب هذه الفرصة التي يتم تجاهل او نسيان عناصرها في الوقت الذي تكبر فيه الخشية من ان تعنت " حزب الله" لن يفيد سوى في اطالة محنة اللبنانيين بمن فيهم بيئته في الجنوب والبقاع، وتأخير التعافي لان ثمة قراراً في المنطقة لا عودة عنه.

 

والبعض يعتبر أن الكرة في هذا الاطار لم تعد ترمى في خانة الحزب وحده فحسب بل أيضاً في خانة رئيس مجلس النواب نبيه بري. والرسائل الاسرائيلية التي تكثفت في الايام الاخيرة واستهدافها المصالح من جهة او تحليق المسيرات، كما تردد لدى زيارة بري الاخيرة الى القصر الجمهوري من جهة اخرى، تشكل مؤشراً لا يجب تجاهله في هذا الاطار . فالاتصالات التي سيجريها المسؤولون في لبنان مع المسؤولين الاميركيين في اطار الحرص على عدم تعكير اسرائيل الزيارة المرتقبة أو إطاحتها او اجهاض مفاعيلها لاحقاً، يجب آلا تقل، وفق مصادر ديبلوماسية، عن وجوب بذل اللبنانيين الجهد المطلوب لعدم اهدار فرصة الزيارة وما تقدمه الى لبنان سواء من فرصة لتظهير الفاتيكان للخارج معاناة لبنان والحاجة الى الدعم الخارجي، او لجهة البناء على اهمية الزيارة وقوتها من اجل الانتقال بلبنان الى مكان آخر بعدما ظهر انه بات اسير جمود يصعب خروجه منه، من دون دعم خارجي واضح او قوة قاهرة تفرض عليه التزامات جديدة، وفق ما يخشى من التصعيد الاسرائيلي الذي تكثف خلال الاسابيع الاخيرة على مواقع الحزب او عناصره.


الأهم في هذا السياق، هو اذا كان يمكن البناء على "المومنتوم" أو الزخم الذي ستحدثه زيارة البابا وما يفترض ان تشكلها هدنة قسرية تحول دون مواصلة اسرائيل استهدافاتها، من اجل اطلاق مسار تفاوضي يقر الجميع بحتميته في ظل اختلاف على التوقيت والظروف. البعض يعول بقوة على ذلك على خلفية انه اذا كانت الرسائل الاميركية ثقيلة على قلب الحزب ولا يرغب في تقبلها بل ينحو في اتجاه رفضها، او ربما التفاوض على نزع سلاحه ومحاولة تحصيل في مقابل إلقائه، فإن الرسالة الابلغ التي لم يتم تسليط الضوء عليها جاءت من السفير الروسي المعتمد في لبنان الكسندر روداكوف الذي قال في حديث صحافي اخيراً "ان القضية الجوهرية اليوم تتمثل في كيفية تنفيذ قرار نزع السلاح في ظلّ استمرار الاعتداءات الإسرائيلية. وإننا نرى أن السبيل الأساسي لمعالجة هذا الملف المعقد يتمثل في الالتزام الصارم من جميع الأطراف للاتفاقات السلمية المبرمة بين إسرائيل ولبنان، استناداً إلى القرار 1701"، لافتاً الى ان هذا القرار "حظي بدعمٍ من جميع اللبنانيين، بمن فيهم قيادة "حزب الله" نفسها، التي لا بدّ لها من أن تقطع طريقاً طويلاً من التحوّل من حركة ذات طابع عسكري إلى قوة سياسية بحتة". وهو كلام نادر يأتي من جانب روسيا بالذات ، الحليفة لايران.

rosannabm @hotmail.com



 

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/25/2025 6:14:00 AM
حكم بالسجن المؤبّد من دون إمكانية الإفراج المشروط على الجزائرية ذهبية بنكيرد (27 عامًا)، بعد إدانتها باغتصاب وتعذيب وقتل الطفلة الفرنسية لولا دافيت
لبنان 10/25/2025 8:33:00 PM
وُلد حمدان في 19 كانون الثاني (يناير) عام 1944، في قرية عين عنوب، قضاء الشوف في لبنان.
لبنان 10/25/2025 10:39:00 AM
وحش بشري أقدم على اغتصاب فتاة قاصر في جبل البداوي