سمير جعجع: حزب الله" أكبر مصيبة في تاريخ لبنان الحديث

لبنان 29-12-2025 | 12:37

سمير جعجع: حزب الله" أكبر مصيبة في تاريخ لبنان الحديث

سمير جعجع دعا إلى عدم التصويت لمحور الممانعة أو "التيار الوطني الحر"
سمير جعجع: حزب الله" أكبر مصيبة في تاريخ لبنان الحديث
رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع.
Smaller Bigger

أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن لا عقدة تجاه "حزب الله"، ولا دوافع سياسية أو انتخابية ضيّقة للحديث عنه، إلا أن  السبب الوحيد لتكرار التصويب عليه في التصريحات هو الضرر الكبير الذي ألحقه بلبنان، فوجوده خرّب البلاد، مشدّداً على أنّ القوات ستستمر في مواجهة "حزب الله" سياسياً، وفي قول الحقيقة من دون خوف أو مساومة، لأنّه طالما هناك سلاح خارج الدولة فلا دولة فعلية في لبنان.

 

 

واعتبر جعجع أنّ "حزب الله" أكبر مصيبة في تاريخ لبنان الحديث، لأنه عطّل الحياة السياسية، ومنع قيام الدولة، وأدّى إلى الانهيار الاقتصادي والمالي والثقافي.

 

وشدّد على أنّ استمرار دعم إيران لـ"حزب الله" ليس مجاناً، بل لخدمة أهداف إقليمية، وللاستخدام كورقة تفاوض دولية، على حساب استقرار لبنان وأمنه.

 

أما في موضوع الانتخابات النيابيّة، فقد رأى جعجع أنها هي المدخل الأساسي للخلاص، وأنّ على اللبنانيين أن يدركوا أنّ مصيرهم يتحدّد بالصوت الذي يضعونه في صندوق الاقتراع، منتقداً ثقافة التصويت على أساس عائلي أو مناطقي أو خدماتي، ومعتبراً أنّها أحد الأسباب الرئيسية للانهيار الحالي.

 

 

عشاء لمهندسي الاغتراب في القوات اللبنانية.
عشاء لمهندسي الاغتراب في القوات اللبنانية.

 

 

وأكّد أنّ مركز السلطة الفعلية في لبنان هو مجلس النواب، وأنّ امتلاك أكثرية واضحة فيه كفيل بحسم المواجهة. ودعا إلى عدم التصويت لمحور الممانعة أو "التيار الوطني الحر"، معتبراً أنّ التصويت لهما خطأ فادح أثبتت التجربة نتائجه الكارثية على البلد، كما حذّر من التصويت "غير المفيد" أو ما يُعرف بـvote inutile، أي انتخاب نوّاب بلا تأثير سياسي فعلي، لأنّهم يشغلون المقاعد من دون قدرة على التغيير.

 

وأوضح بأنّ إدارة الدولة تحتاج إلى كتل وأحجام سياسية كبيرة ورؤية واضحة، وليس إلى نوّاب أفراد بلا تنظيم أو قرار ولو كانوا أصحاب نوايا جيدة، معتبراً أنّ شلل مجلس النواب الحالي دليل على خطر الأصوات غير المفيدة، داعياً إلى انتخاب نوّاب قادرين على المواجهة واتخاذ القرار.

 

كلام جعجع جاء خلال عشاء لمهندسي الاغتراب في "القوات"، أقامته مصلحة المهندسين في الحزب، في المقر العام في معراب.

 

وأوضح جعجع بأن "الناس يعتقدون أنّ لدينا عقدة، أو يسألون ما سبب أنّنا نتحدّث كلّ يوم عن "حزب الله". في الحقيقة لا، لا، لا. دعوني أُذكّر ببعض الأمور: للأسف، نحن في الحرب اللبنانية التي حصلت واجهنا كثيراً من الأفرقاء، إلّا الإخوة الشيعة، فلم نتواجه معهم ولا في أيّ مكان، وبالتالي لا توجد أيّ رواسب من الحرب، ولنبدأ من هنا. ثانياً، كمنافسة سياسية اليوم، بالكاد نتنافس معهم على مقعد أو مقعدين أو ثلاثة في الانتخابات النيابية، بالكاد. وبالتالي لا توجد منافسة سياسية. ثالثاً، لا أحد من القوات يطمح، برأيي، إلى أن يكون رئيساً لمجلس النواب، وهو المقعد الرئيسي للشيعة في لبنان، فإذن لا يوجد لدينا أيّ سبب عملي، ولا أي سبب على أرض الواقع، ولا أيّ سبب في حسابات سياسية ضيّقة يجعلنا نتحدّث باستمرار عن حزب الله".

 

وتابع: "الذي لدينا بالفعل هو أنّ "حزب الله" ألحق ضرراً كبيراً جداً جداً جداً بلبنان. لكن الأسوأ من ذلك أنّهم، وقد قيل: إذا ابتُليتم بالمعاصي فاستتروا على الأقل، أمّا هم فلا يسكتون ليلاً نهاراً، نهاراً وليلاً، ينهالون علينا بالتصريحات. اليوم، قبل أن نأتي إلى هنا بثلاث أو أربع ساعات، أسمعونا "الترجومة"، وهذه "الترجومة" ذاتها على ألسنة الكبار والصغار، وعلى ألسنة الشماليين والجنوبيين والبقاعيين، وجميع الناس الذين ينتمون إلى "محور الممانعة"، دفعة واحدة، ثم يريدون منك أن تصدّق. كيف يمكن أن تصدّق؟ أحيانًا تبدأ تشكّ بنفسك: أنا المخطئ أم الدنيا خطأ؟ أم أنّ هناك شيئاً ما خطأ؟".

 

 

وتوجّه إلى "حزب الله" بالقول: "يا شباب "حزب الله"، والله ما لدينا شيء عملي ضدّكم، ولسنا نحملكم على ظهورنا، وأهون شيء عندنا أن ننزلكم عن ظهورنا، هذا كان أهون شيء، لكن البلاد خربت، أي إنّ وجودكم خرّبها. تدّعون، وحين نسمعكم يظنّ المرء أنّه لولاكم لما كان هناك لبنان، كأنّ تاريخ لبنان بدأ معكم! روّقوا بالكم يا شباب، تعالوا أقول لكم من هنا: أيّ تاريخ للبنان لكم علاقة به أنتم؟ روّقوا بالكم؛ أنتم خربتم لبنان، وتاريخ لبنان لم يبدأ معكم. أوّلاً، تاريخ لبنان قبلكم ومعكم وبعدكم، ولبنان موجود، وهذا ما لا تستطيعون أن تغيّروا فيه شيئاً ثانياً. ليس صحيحاً ما تقولونه. تقولون: لولاكم لما تحرّر لبنان. تحرّر لبنان من ماذا؟ لو كنتم فعلًا حركة تحرّر، فلنفترض ذلك ولنسلّم جدلاً، بغضّ النظر عن أنّ هذه المقولة خطأ أصلاً، لأنّه في أي مجتمع إذا لم يُحترم الدستور ولم تُحترم القوانين، وتصرف كلّ واحد على هواه، ينهار المجتمع. ولكن لو افترضنا وسلّمنا جدلاً، فقد أقفلنا الحرب الأهلية على أساس معيّن اسمه الدستور، أي "اتفاق الطائف" والدستور. وانطلاقاً من "اتفاق الطائف" والدستور، معروف ماذا يجب على كلّ واحد منّا أن يفعل. الجميع طبّقوا "اتفاق الطائف" إلّا أنتم، ادّعاءً بماذا؟ بأنّكم تريدون تحرير الأرض. لا، ليس أنتم من تحرّرون الأرض! لو تركتم دولة لبنانية فعلية تقوم، هي التي تحرّر الأرض. هذه مسؤوليتنا جميعًا. لكن لنسلّم جدلاً، كما يقول المثل الشعبي اللبناني: "لحاق الكذّاب على باب داره". وصلنا إلى سنة ألفين وتحرّرت الأرض، فلماذا لم تحلّوا أنفسكم وتسلّموا سلاحكم للدولة لتبدأ الأمور من هناك فصاعداً؟".

 

 

رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع.
رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع.

 

 

واستطرد جعجع: "قد اخترعوا اختراعاً وغيّروا خرائط. للأسف كانوا مسيطرين على الدولة اللبنانية، خرائط لدى الجيش وفي الدوائر وفي كلّ مكان، ليقولوا: لا، ما يزال عندنا أرض غير محرّرة وهي مزارع شبعا. فتّشنا وبحثنا وقلبنا الأمور، فظهر أنّ مشكلة مزارع شبعا بيننا وبين سوريا، وليست المشكلة مع إسرائيل. إسرائيل تحتلّها الآن، صحيح. وإسرائيل اتخذت قراراً سنة ألفين بتطبيق القرار 425 وخرجت. وبمجرّد أن نثبت أنّ مزارع شبعا لبنانية وليست سورية، فالإسرائيليون حُكماً مضطرّون للخروج منها، لأنّهم أصلاً اتخذوا القرار. مزارع شبعا في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن مسجّلة على أنّها مزارع سورية وليست لبنانية. فإذا كنّا فعلاً نريد استرجاع مزارع شبعا، فعلينا أن نتفاهم نحن والسوريين، وأن نذهب لتسجيلها على أنّها لبنانية، وعندها فعلاً نسترجعها. لكن جماعة "حزب الله" ليس هذا المقصود لديهم؛ كل المقصود كان أن يجدوا حجّة ليبقوا موجودين بسلاحهم".

 

ورد جعجع على التساؤل "لماذا يريدون أن يبقوا موجودين؟"، قائلاً: "أتظنّون أنّ إيران منذ أربعين سنة تضخ مليار دولار في السنة لحزب الله مجّاناً، حسنة لوجه الله، وشعبهم المسكين هناك يموت من الجوع؟ انظروا الآن ماذا يحدث: حتى العاصمة كلها يضطرّون إلى نقلها لأنّهم لم يعودوا قادرين على تأمين المياه لها، ومع ذلك يقدمون مليار دولار لحزب الله في لبنان. الإيرانيون يقدمون مليار دولار  لحزب الله في لبنان سنوياً، إضافةً إلى ما يجنيه حزب الله من التجارات غير المشروعة، لأنّهم وضعوه هنا لهدف معيّن، وقد بدأ هذا الهدف يتظهّر أكثر منذ أن حصلت عملية ٧ تشرين، ويتأكد أكثر كل يوم".

 

وسأل جعجع: "بعد كل ما حصل، لماذا لا يزالون متمسّكين إلى هذا الحدّ بقصّة حزب الله؟ لأنّه ربما في وقت من الأوقات—وأقول ربما—يجلسون هم والأميركيون، فتكون لديهم ورقة إضافية على طاولة المفاوضات. فقط ليكون لديهم ورقة إضافية للتفاوض. انظروا كم من مآسٍ ومخاطر وحروب ودمار يتسببون بها للبنان".

 

 

وتابع: "يا شباب حزب الله، كفاكم تقولون لنا كلاماً كأنّنا جئنا من الصين أمس أو من إسطنبول أوّل أمس، إنّكم هنا حركة مقاومة. أي مقاومة هذه؟ في إيران إذا قالوا لكم الآن "سكّروا" تسكّرون، وعندها لا تعود هناك حاجة إلى مقاومة في لبنان. والمقاومة في لبنان ليست مهمتكم، بل هي مهمة الدولة اللبنانية".

 

وأضاف جعجع أنه "بناءً على كل ما تقدّم، السبب الذي يجعلنا نتحدّث كل يوم عن حزب الله بسيط: لأنّ حزب الله كل يوم يتحفنا بنظرياته، ونحن مضطرّون إلى أن نُبيّن الحقيقة للناس، لأنّ ليس جميع الناس مضطرّون إلى أن يفتّشوا في التاريخ والوقائع ليعرفوا ما هو الصحيح وما هو غير الصحيح. نحن مضطرّون إلى أن نعيد طرح الأمور كما هي، وأن نضعها في نصابها الصحيح".

 

وشدّد جعجع على أن "أكبر مصيبة وقع فيها لبنان في تاريخه الحديث اسمها "حزب الله". حزب الله لم يترك مجالاً للدولة أن تقوم، ولا يمكن لدولة أن تقوم بوجوده. الدولة تعني سياسة، ومجرّد وجود حزب الله عطّل كلّ اللعبة السياسية الفعلية، وبالتالي لم يعد لدينا دولة فعلية، بل فساد كما تلمسون، وكلّ الباقي من تدهور على المستويات كلها. الجميع يعرف ماذا كان لبنان، وأين أصبحنا، وأين نحن وأين العالم، وكل هذا بسبب حزب الله. لم يعد لدينا اقتصاد، ولم يعد لدينا فن، ولم تعد لدينا ثقافة، ولم يعد لدينا شيء، لأنّ السياسة أولاً. أي مجتمع لا تستقيم فيه السياسة يستحيل أن يستقيم فيه أي شيء آخر. الزراعة لا تستقيم إذا لم تستقم السياسة، لأنّ كل ذلك يتطلّب إدارة وتمويلاً وموازنات وتخطيطاً، وكلّ هذا يستحيل أن يوجد إذا لم تكن هناك دولة جدّية موجودة. إذا لم يفعل حزب الله شيئاً سوى تعطيل قيام دولة فعلية، فهذا وحده يكفي لتكون أكبر جريمة بحقّ الشعب اللبناني".

 

وخلص جعجع إلى أنه: "ومع ذلك، بعد كل ما مررنا به، يعودون كل يوم ليعطونا محاضرات عن أنّه لولاهم لوصل الإسرائيليون إلى بيروت! يذكّرونني بنكتة كنّا نسمعها ونحن أولاداً صغاراً بعد حرب الـ 67: يُقال إنّ سورياً قال لصاحبه: رأيت نتيجة الحرب كيف غلبنا إسرائيل؟ فسأله: كيف هذا الكلام وقد احتلّوا القنيطرة؟ فأجابه: نعم، كانوا يريدون الوصول إلى الشام، لكنهم لم يتمكّنوا سوى من احتلال القنيطرة فقط. حزب الله يقول لنا إنّه منع الإسرائيليين من الوصول إلى بيروت. من قال لكم إنّهم يريدون الوصول إلى بيروت؟ معروف أنّه حتى غزة، بحجمها الصغير، وحدودها المحدودة، ومع مصالحهم المباشرة فيها، رأينا كيف كانوا يدخلون إليها ويخرجون. جماعة "حزب الله" يضحكون على الناس كما يشربون الماء، ليل نهار. يقولون إنّهم منعوا الإسرائيليين من الوصول إلى بيروت، قبل أن يمنعوا الإسرائيليين ليفكّوا هم عن بيروت، وعندها الإسرائيليون مسؤوليتنا جميعاً".

 


الأكثر قراءة

العالم العربي 12/29/2025 6:20:00 PM
القادة هم: أبو عبيدة ومحمد السنوار ومحمد شبانة ورائد سعد وأبو عمر السوري.
اقتصاد وأعمال 12/29/2025 5:34:00 AM
"بات من مصلحة المكلفين التصريح عن مداخيلهم وتسديد الضرائب ضمن المهل القانونية، تفاديا لرفع السرية المصرفية عن حساباتهم"
الولايات المتحدة 12/28/2025 10:20:00 PM
رجل  يقتل تسعة أشخاص، بينهم خمسة أطفال، طعنا بالسكين ليل السبت الأحد في شرق باراماريبو، عاصمة سورينام الدولة الصغيرة الناطقة بالهولندية في شمال أميركا الجنوبية
لبنان 12/29/2025 12:37:00 PM
سمير جعجع دعا إلى عدم التصويت لمحور الممانعة أو "التيار الوطني الحر"