تباين سياسي وتحالفات انتخابية... فماذا عن علاقة الاشتراكي والقوات؟
تشهد علاقة حزب القوات اللبنانية بالحزب التقدمي الاشتراكي استقراراً سياسياً، وتواصلاً على كل المستويات وتحديداً في الجبل ، ربطاً بالمصالحة التاريخية التي أرساها البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وقيادات سياسية، ولكن في الوقت عينه قد يكون هناك بعض التباينات حول مسائل عديدة من قانون الانتخاب إلى التباين حول حضور هذه الجلسة النيابية وتلك على خط معراب وكليمنصو، وهذا لا يخلو منه الأمر في إطار عدم تطابق وجهات النظر في كثير من الملفات السياسية والانتخابية وغيرها.
أما السؤال الأبرز، فإن الانتخابات النيابية أصبحت على الأبواب دون النظر إلى تمديد تقني أو تمديد لسنتين وكل ما يقال من قراءات ومتابعات واستنتاجات في هذا السياق، فهل من تحالف اشتراكي- قواتي في الاستحقاق الانتخابي المقبل جرياً على العادة في الاستحقاقات الماضية؟ وإن كان كلٌ لا يجير للآخر بحكم قانون الانتخاب الحالي، إنما نكهته أنه ثمة توافقاً على المرشحين وخصوصاً المسيحيين، وبمعنى أوضح الحزب التقدمي الاشتراكي إذ ما بعد الطائف، كان يأتي بالنواب المسيحيين في عاليه المارونيين والأرثوذكسي، وهذا ما كان يحدث في الشوف، لكن الأمور تبدلت وتغيرت منذ عودة الرئيس ميشال عون من المنفى وخروج رئيس حزب القوات اللبنانية من المعتقل، وبالتالي فإن معظم النواب المسيحيين باتوا في عهدة التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية في الشوف وعاليه، وإن كان النائب الماروني في عاليه في اللقاء الديمقراطي نتيجة ظروف و معطيات معروفة، لذا هل تم التوافق بينهما على المقعد الماروني ومقعد الروم في عاليه ؟ وكيف هو شكل التحالف الانتخابي وصولاً إلى السياسي في هذه المرحلة؟ فهل يرشح الاشتراكي سامر خلف نجل نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في حقبة كمال جنبلاط الوزير السابق عباس خلف؟ وترشح القوات أمينها العام الماروني إميل مكرزل في عاليه؟
مسؤول الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور ، الذي يواكب هذه المسألة ، يقول لـ"النهار" ، علينا أن نحدد طبيعة العلاقة التي تجمع حزب القوات اللبنانية بالحزب التقدمي الاشتراكي، وقد جمعتهما العلاقة في مصالحة الجبل و 14 آذار وطي صفحة الماضي والاتفاق على عنوان الدولة ولبنان أولاً.
ويتابع جبور ، لا شك ثمة حق لكل فريق أن يكون لديه مقارباته السياسية، وعلى مستوى الانتخابات النيابية فقد حصل أن تحالفنا لأربع دورات متتالية بعد خروج الجيش السوري من لبنان في العام 2005 و2009 و2018 و2022، أما ماذا يمكن أن يحصل الآن؟
انطلاقاً من طبيعة القانون الحالي والواقع الموجود، فقنوات التواصل موجودة بين الجانبين وأطراف سياسية أخرى، لكن لا يمكن الكلام عن بتّ التحالفات لغاية اللحظة ، لأن القوات اللبنانية لم تنجز ترشيحاتها، وبعد أن تقدم على هذا الخيار ، عندها نبدأ بالكلام عن التحالفات، إنما الاتصالات موجودة وقنوات التواصل أيضاً، و إلى الآن ليس ثمة أي بتّ بموضوع التحالفات، بانتظار أن يحصل ذلك، أي أن تنتهي القوات اللبنانية من مسألة الترشيحات، عندها يخلص جبور بالقول، ندخل في المرحلة الثانية المتعلقة بموضوع التحالفات، لذلك طالما لم ننجز موضوع ترشيحاتنا، فإن قضية التحالفات أكان مع الاشتراكي أو سواه، لم تتم إلا بعد تسمية مرشحي حزب القوات.
نبض