ر.ع 

ينهي الجيش اللبناني المرحلة الأولى من خطة جمع سلاح "حزب الله" في جنوب الليطاني تطبيقاً لقرار الحكومة في ظل جملة من الضغوط العملية واللوجستية التي تعترض وحداته في هذه المساحة الساخنة.

ويترافق تنفيذ هذه المهمة مع جملة من الرسائل الديبلوماسية فضلاً عن التهديدات الإسرائيلية المتواصلة للحكومة التي تشدد على المؤسسة العسكرية إنجاز هذا العمل مع اتساع شعاع تحذيرات حكومة بنيامين نتنياهو وماكينتها الإعلامية في الصحافة العبرية.

وتؤكد مصادر أمنية لـ"النهار" أن الجيش يعمل وسط ظروف صعبة ورغم ذلك يشدد على تنفيذ هذه المهمة بجهود كبيرة يبذلها ضباطه وجنوده لجمع سلاح الحزب في جنوب الليطاني مع رفع مستوى التنسيق والتعاون مع "اليونفيل" وسط عرقلة إسرائيلية في أماكن عدة تؤدي إلى خلق المزيد من التعقيدات في وجه مهمات الجيش في أكثر من بلدة. 

في غضون ذلك، تبقى أنظار العالم إلى هذه المساحة المهدد جزء كبير منها من إسرائيل إذا أقدمت على اقتطاع شريط حدودي وبناء مدينة اقتصادية تحمل اسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث سيكون واقعها إذا تحققت "مدينة عازلة" في خدمة المستوطنات على طول الحدود من الناقورة على الساحل إلى بلدات في مرجعيون- حاصبيا.

وبدأ المفاوض اللبناني بالتنبه من اليوم الوقوع في هذا الفخ ولو أن هذا الطرح لم يتبلور بعد على الطاولات الديبلوماسية وتأخذ هذه النقطة مساحة من الاهتمام عند جهات وكتلة نيابية عدة، ولا سيما في صفوف كتلتي حركة " أمل" و "حزب الله" مع التوقف عند حالة القلق التي يعيشها أبناء البلدات المهددة من شيعية وسنية ومسيحية وخصوصاً في القطاعين الغربي والأوسط حيث يجمعون على عدم التفريط بأرضهم ولا التنازل عنها مقابل أي عروض مالية. 

وتؤكد المصادر أن الشرح الذي قدمه قائد الجيش العماد رودولف هيكل لوفد سفراء مجلس الأمن من الدائمين وغير الدائمين ساهم في الاطلاع على الأرض عند زيارتهم إلى الناقورة وزياراتهم مواقع عسكرية للجيش على الحدود. ويجري التعويل هنا على ما سيخلص إليه اجتماع لجنة " الميكانيزم" مبدئياً في 19 الجاري وبمشاركة رئيس الوفد اللبناني السفير سيمون كرم للمرة الثانية حيث سيؤكد على دور الجيش وتمكنه من إتمام مهمته في جنوب الليطاني قبل نهاية الشهر الجاري.

وفي متابعة الاتصالات بين المسؤولين والجهات المعنية في مواكبة مستقبل الوضع في الجنوب كثر الحديث عن طلب لبنان بواسطة رئيس مجلس النواب نبيه بري من السفير الأميركي ميشال عيسى تمديد المهلة أمام الجيش اللبناني لاستكمال مهمته في جمع السلاح. وتفيد المصادر هنا أن هذه النقطة ستناقش في اجتماع " الميكانيزم" بمشاركة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس للوقوف عند ما سيطرحه كرم في هذا الخصوص.