قُتل على يد والده... مجلّة "ذا أتلانتيك" تنشر قصّة الجاسوس الإيراني الذي تعاون مع إسرائيل وساعد في اغتيال مغنيّة

لبنان 11-12-2025 | 13:19

قُتل على يد والده... مجلّة "ذا أتلانتيك" تنشر قصّة الجاسوس الإيراني الذي تعاون مع إسرائيل وساعد في اغتيال مغنيّة

الجاسوس الإيراني تعاون مع إسرائيل وساعد في اغتيال عماد مغنيّة 
قُتل على يد والده... مجلّة "ذا أتلانتيك" تنشر قصّة الجاسوس الإيراني الذي تعاون مع إسرائيل وساعد في اغتيال مغنيّة
عماد مغنية.
Smaller Bigger


نشرت مجلّة "ذا أتلانتيك" قصة محمد حسين تجيك، عميل الاستخبارات الإيراني الذي صُفّي عام 2016 – على الأرجح على يد والده المقرّب من النظام. وبحسب التقرير، فقد ساعد تجيك كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة في اغتيال القيادي البارز في "حزب الله" عماد مغنيّة في دمشق، وفي كشف منشأة فوردو السرّية لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض.

 

بحسب المجلة، محمد حسين تجيك، وهو عميل استخبارات إيراني سابق، تعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) وسرّب أسراراً لصحافيين، وقُتل على الأرجح في عام 2016 على يد والده المقرّب من النظام.

 

 

منشأة فوردو.
منشأة فوردو.

 

.كان تجيك يُوصف سابقاً بأنه "قائد الجيش الإلكتروني" لإيران، أي وحدة السايبر التابعة للحرس الثوري. الصحافي شين هاريس، كاتب التقرير، قال إنه تواصل مع تجيك وتحدّث معه عن دوافعه ونشاطاته، موضحاً أن الاتصال الأول بينهما جرى بعدما نشرت مجموعة قراصنة إيرانية عنوان بريدها الإلكتروني على لوحة إعلانات دعت فيها الناس للتواصل.

والد تجيك كان عنصراً في أجهزة الأمن الإيرانية خلال الثورة الإسلامية عام 1979. وقد أدّت علاقاته ومهاراته في الرياضيات والحوسبة إلى حصوله على وظيفة في وزارة الاستخبارات في سنّ الثامنة عشرة. وقال تجيك إن والده وصل في نهاية المطاف إلى رئاسة وحدة الحرب السيبرانية.

في مقال "ذا أتلانتيك"، روى هاريس ما كشفه له تجيك عن عمله كعميل. فقد ذكر أن إيران ركّزت نشاطها على إسرائيل والسعودية، وأضاف أنه شارك في الهجوم السيبراني عام 2012 على شركة النفط السعودية الحكومية "أرامكو"، حيث مُسحت بيانات من حواسيب مكاتبها.

وقال إن طهران شاركت معلومات مع الاستخبارات الروسية وهاجمت شبكة الكهرباء التركية عام 2015. وبحسب قوله، أدّت إيران دوراً سرياً في الهجوم على البنك المركزي في بنغلادش في شباط/فبراير 2016، الذي سُرق خلاله 81 مليون دولار، وهي الحادثة التي أصدرت الولايات المتحدة على خلفيتها لوائح اتهام بحق ثلاثة قراصنة كوريين شماليين. كذلك، ذكر أن إيران أرشدت "حزب الله" في كيفية اختراق شبكة التحويلات المالية الدولية SWIFT، وأن الحزب نقل تلك المعلومات إلى كوريا الشمالية مقابل صواريخ.

لأسباب غير واضحة، بدأ تجيك التعاون مع وكالة الـCIA في فترات سجّلت فيها الوكالة نجاحات استخبارية مهمّة ضد إيران وحلفائها. وبحسب التقرير، فقد كان له دور في اغتيال القائد العسكري في "حزب الله" عماد مغنيّة بدمشق في عملية مشتركة أميركية–إسرائيلية في شباط/فبراير 2008. وشارك أيضاً في كشف منشأة فوردو السرّية لتخصيب اليورانيوم، التي قصفتها الولايات المتحدة في حزيران/يونيو الماضي، والتي أُعلن عنها لأول مرة في أيلول/سبتمبر 2009.

في نهاية المطاف، قطعت الاستخبارات الأميركية الاتصال به. وكتب هاريس: "الـCIA قطعت العلاقات لأن المخاطر في العمل معه باتت تفوق قيمة المعلومات التي يقدّمها". ووفق مصادره، فإن تجيك لم يلتزم بالتعليمات؛ فكان يتصرّف أحياناً بصفاء، وفي أحيان أخرى يتصرّف بجنون ارتياب ويتخيّل مؤامرات.

خالَف تجيك بروتوكولات الوكالة عندما صوّر محتوى من حاسوبه المحمول الذي قدّمته له الـCIA. واعتقلته السلطات الإيرانية، وفي أيلول/سبتمبر 2013 نُقل إلى سجن إوين في طهران، حيث عُذب بمياه مغلية صُبّت عليه، وأُجبر على الاستلقاء في حفرة أشبه بالقبر.

ذكر هاريس أنه قبل شهر من مقتله، عرّف تجيك الصحافي إلى روح الله زم، الصحافي الإيراني المعارض المقيم في باريس. وفي ما بعد، أخبر زم الكاتب أن تجيك قُتل في 5 تموز/يوليو 2016 في منزله على يد والده حفاظاً على "شرف العائلة"، بينما كان يستعدّ لمغادرة البلاد. وأضاف هاريس: "تجيك لم يسعَ للحصول على أيّ مجد من ذلك".

 

 عماد مغنية.
عماد مغنية.

 

 

يشير تسجيل الدفن في مقبرة طهران إلى أنه تُوفي في 7 تموز/يوليو 2016. ووفق "ذا أتلانتيك"، لم تُجرَ له أيّ عملية تشريح ولم تُذكر في شهادة الوفاة أي أسباب للوفاة.

زم نفسه خُدع بالذهاب إلى العراق تحت ذريعة إجراء مقابلة مع رجل دين بارز، لكن اختطفه هناك عناصر إيرانيون وأُعدم شنقاً في طهران عام 2020، بحسب المجلة.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2016، ذكرت مصادر إيرانية أن تجيك صُفّي في منزله قبل نحو شهرين. ووفق ذلك التقرير، فقد نفذت عملية الاغتيال وحدة خاصة تابعة للنظام بعد الاشتباه في تجسّسه منذ عام 2013. وبحسب تلك المصادر، فقد نُقل تجيك بعد أكثر من عام في سجن إوين إلى الإقامة الجبرية عام 2014 كـ"بادرة حسن نيّة" تجاه والده الذي شغل سابقاً منصباً رفيعاً في الحرس الثوري وكان على معرفة شخصية بقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي قُتل بضربة أميركية في بغداد عام 2019. والآن، وفق التقرير الجديد، يبدو أن والده هو الذي قتله على الأرجح.

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/10/2025 6:25:00 AM
تحاول الولايات المتحدة تذويب الجليد في العلاقات بين إسرائيل والدول العربية من خلال "الديبلوماسية الاقتصادية"
تحقيقات 12/10/2025 8:10:00 AM
يعتقد من يمارسون ذلك الطقس أن النار تحرق لسان الكاذب...
شمال إفريقيا 12/10/2025 6:38:00 AM
على خلاف أغلب الدول العربية، لم يحدث أي اتصال بين تونس ودمشق، ولم يُبادر أيٌّ من البلدين بالتواصل مع الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر.
شمال إفريقيا 12/10/2025 6:44:00 AM
الرغبة الجامحة لدى البابا في زيارة الجزائر قابلتها العديد من التساؤلات حيال الخلفيات التي جعلته يولي هذا الاهتمام ببلد عربي أفريقي لم يذكر غيره بهذا الزخم المعرفي من قبل.