مخزومي: يجب تجفيف مصادر تمويل "حزب الله"

لبنان 06-12-2025 | 20:03

مخزومي: يجب تجفيف مصادر تمويل "حزب الله"

مخزومي: منذ عام 1984 اتخذت إيران وسوريا قراراً بوضع ما يسمّى “مقاومة” بأكملها في يد الثنائي الشيعي.
مخزومي: يجب تجفيف مصادر تمويل "حزب الله"
فؤاد مخزومي. (وكالات)
Smaller Bigger

نظّم "ملتقى بيروت" فطوراً، حضره النائبان فؤاد مخزومي وعدنان طرابلسي، رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس محمد علي قباني ورئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية محيي الدين كشلي، وشخصيات سياسية وإعلامية واجتماعية.

وألقى مخزومي كلمة أكّد فيها "أنّه منذ عام 1984 اتخذت إيران وسوريا قراراً بوضع ما يسمّى “مقاومة” بأكملها في يد الثنائي الشيعي، في مرحلة لم يكن فيها أصلاً ما يُعرف اليوم بـ“الثنائي الشيعي”. ومن هذا القرار نشأ تنظيم “حزب الله”. ثم خرج نصر الله آنذاك على الإعلام معلناً بصراحة: “نحن جنود ولاية الفقيه، وسلاحنا ومالنا وكل ما لدينا من إيران”. وهذا ليس قولاً من أحد، بل كلامه هو".

 

وقال: "بعد أربعة عقود، جرى اغتيال شخص في الضاحية يُدعى طبطبائي، وهي ليست عائلة لبنانية. فأمّه لبنانية، أمّا والده فإيراني، وقد حصل على الجنسية اللبنانية. ويفتخر نعيم قاسم بأنّ هذا الشخص أمضى تسع سنوات في اليمن، وشارك في الهجمات على السعودية والإمارات وعدد من الدول العربية".

وأشار إلى أنّ "اللبنانيين باتوا يتساءلون اليوم: هل نحن لبنانيون، أم أصبحنا أدوات في يد النظام الإيراني؟" مؤكداً أنّ "مناطق لبنان كانت تضمّ اللبنانيين جميعاً، من شيعة وسنّة ومسيحيين ومسلمين، عاشوا معاً ولم يفكّر أحد يوماً في معاداة الآخر بسبب مذهبه أو طائفته. إنّنا نريد إعمار لبنان، ونريد أن نبدأ من الجنوب، لكننا لن نقبل بعد اليوم أن يخرج أحد ليقول لنا: “أنا مجروح لأنني خضت حربين ودمّرنا البلد وكلفناه ثلاثين مليار دولار، ولذلك لن أسمح للدولة بإعادة الإعمار". فمن أعطاه هذا الحق؟ ومن سمح له بأن يقرّر عن اللبنانيين جميعاً؟ وهل استشار أحداً عندما ذهب إلى الحرب أو دمّر بيوت الناس؟".

وتوجّه إلى "حزب الله" قائلاً: "إنّ عليكم أن تكونوا لبنانيين كالآخرين، وإلا فلا. فنحن نريد إعمار البلد كلّه، لا الجنوب وحده. لماذا لا تُعمّر عكار؟ لماذا لا تُعمَّر كرم الزيتون وطريق الجديدة؟ لماذا تُمنع مناطق كاملة من الإعمار لأنّ هناك سلاحاً غير شرعي يريد فرض إرادته بالقوة؟ لقد انتهى هذا الزمن".

وأضاف: " أن اللبنانيين تعبوا من الدخول في حرب أو انقلاب على الدولة كل عشر سنوات بحجج وذرائع مرتبطة بإسرائيل أو القضية الفلسطينية. فقد دخل لبنان حرب 2006، ثم خرج حسن نصر الله ليقول: (لو كنت أعلم)، بعد أن احترق البلد. ثم دخلنا حرب “الإسناد لغزة”، وها هي غزة اليوم مدمَّرة بالكامل. فما معنى حرب الإسناد؟ وهل حزب الله لبناني أم فلسطيني؟ نحن ندعم القضية الفلسطينية، لكننا لسنا فلسطينيين. نريد دولة للفلسطينيين، ولكن ليس على حساب لبنان".

 

 

 

فؤاد مخزومي. (وكالات)
فؤاد مخزومي. (وكالات)

 

 

 

وأوضح أنّ "الحزب دخل حربين كلّفتا البلاد أكثر من ثلاثين مليار دولار، ثم يطلب اليوم أن يتولّى هو إعادة الإعمار بدلاً من الدولة". وقال: "لقد انتهى هذا الكلام. وعندما طالبنا بالتفاوض لحماية لبنان اتهمونا بالعمالة، فقط لأنّ كل لبناني يريد الخلاص من هذا الوضع يُتَّهم فوراً. ومع ذلك، فوّضت الدولة السفير سيمون كرم للتفاوض بشكل غير مباشر، كما حدث عام 1949، و1983، و1996، و2000، و2024، وفي محطات أخرى يعرفها الجميع. فلماذا يصبح الحوار حلالاً لكم وحراماً على غيركم؟".

 

ولفت إلى أنّ "حزب الله فاوض بنفسه على ترسيم الحدود البحرية، وتبنّت الحكومة اتفاق 27 تشرين الثاني لوقف إطلاق النار رغم أنّها لم تكن هي المفاوض الفعلي بل حزب الله ممثلاً بالرئيس نبيه بري. وانتُخب رئيس الجمهورية وفق بيان رئاسي واضح بشأن سحب السلاح، وشُكِّلت حكومة تضم وزيرين من الحزب، وكانت مسألة السلاح أساس التفاهم، ثم انقلب الحزب بعدها على الدولة".

 

وبيّن أنّ "ما يُشاع اليوم حول قرارات تُتخذ دون علم الحزب، ومنها تعيين السفير سيمون كرم غير صحيح. ثم يُطلب من السفير أن “يدير وجهه” ثلاثين درجة لا سبعين!" متسائلاً: "أيّ موظف في الدولة – من أصغر موظف إلى رئيس الجمهورية – يُسمح له بالتفاوض دون أن يكون ممثلاً للحكومة اللبنانية؟".

 

وشدّد مخزومي على أنّ "جميع الموفدين الذين زاروا لبنان عادوا بانطباع واحد: أنّ لبنان تعهّد بسحب السلاح جنوبي الليطاني خلال ستين يوماً من 27 تشرين الثاني 2024، وبوضع خطة لنزع السلاح من كامل الأراضي قبل نهاية 2025، ولم يُنفَّذ شيء. وعندما سُئلت الحكومة عن اتفاق 27 تشرين، رفضت إعطاء معلومات بحجة السرية. ثم يضع الجيش خططاً في 5 آب و5 أيلول لا يطّلع عليها أحد، وكأنّ مجلس النواب أصبح مجلساً بلدياً".

 

وأكد أنّ "سياسة التسويف والخداع انتهت". وروى أنّ مستشار الرئيس ترامب، سيباستيان غوركا، أبلغه – ومعه مسؤولون من وزارة المالية – بأنّ ترامب كان للمرة الأولى مقتنعاً بدعم لبنان، وعيّن شخصيات لبنانية الأصل في مواقع مؤثرة، وأرسل سفيراً لبناني الأصل إلى بيروت ليكون صلة مباشرة مع البيت الأبيض، طالباً فقط دليلاً واحداً على التزام لبنان بما تعهّد به".

 

وأوضح أنّ "اتفاق 27 تشرين الثاني 2024 واضح:

– جنوبي الليطاني: يحق لإسرائيل الردّ فوراً على أيّ حركة تراها خطراً.

– شمالي الليطاني: عند أي خطر، تُبلّغ لجنة الميكانيزم، ويُمنح الجيش اللبناني مهلة ساعتين أو ثلاث للمعالجة، فإن لم يفعل تتدخل إسرائيل".

وقال: "وقد رأينا تطبيق ذلك في الضاحية".

وتساءل: "لماذا تقول الحكومة إن الاتفاقات سرّية بينما هي منشورة على موقع الأمم المتحدة؟ واتفاق الترسيم نفسه منشور بعنوان “اتفاق بين الجمهورية اللبنانية ودولة إسرائيل”. فلماذا الإنكار؟".

 

ثم انتقل مخزومي إلى الإصلاحات، مشيراً إلى أنّ "سوريا اليوم – رغم ظروفها – تملك كهرباء 24/24، فيما لبنان يظلّ مرتهناً لفريق يفتح الباب أو يغلقه"، مذكّراً بأن "لقمان سليم اغتيل لأنه فتح ملفّ التمويل"، مبيّناً أنّ مليار دولار من الدعم للحزب حُوّل بوسائل مالية مختلفة، وأنّ هذا أحد أسباب إدراج لبنان على القوائم الرمادية.

وقال: "إن سحب السلاح وحده لا يكفي، بل يجب وقف وتجفيف مصادر تمويل الحزب وأيّ جهة تريد إسقاط الدولة"، داعياً اللبنانيين إلى "النظر لمصلحة لبنان الواحد، المسلم والمسيحي، السنّي والشيعي"، ومؤكداً أنّه "لا يحق لأحد أن يفرض على اللبنانيين ما هو مسموح وما هو غير مسموح”.

 

ثم انتقل إلى الانتخابات، مشيراً إلى "محاولة واضحة من الثنائي الشيعي لتأجيلها سنتين عبر مشروع قانون يحضّره النائب علي حسن خليل. لكن المجتمع الدولي لن يقبل". وقال: "إن الحكومة فشلت في إقرار قانون تصويت المغتربين، وإن مجلس النواب لم يسمح له بأن يجتمع لبحث مشروع القانون. وطالبنا بطرح المشروع على المجلس، لكن رئيس الحكومة نواف سلام رفض خوفاً من زعل الرئيس بري".

وأكد أنّ "هذا خيار رئيس الحكومة وحده وليس خيار الآخرين"، مضيفاً "إن الثنائي يتهم الآخرين بعرقلة القانون، فيما الجميع في 2017 وافق على القانون رقم 40 الذي ننتخب بموجبه حتى اليوم. وتُطرح اليوم مشاريع قوانين عدة أحيلت إلى لجنة فرعية برئاسة إلياس بو صعب، وعددها بين 12 و15 مشروعاً".

 

ودعا مخزومي الرئيس بري إلى "تمييز نفسه عن حزب الله"، مؤكداً "الحاجة إلى شريك شيعي مسؤول، والرئيس بري قادر على لعب هذا الدور إذا اتخذ القرار، وأنه مستعد للوقوف إلى جانبه لمصلحة البلد".

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/5/2025 7:11:00 PM
مقربون من الأسد لـ"رويترز": الأسد استسلم لفكرة العيش في المنفى
منبر 12/5/2025 1:36:00 PM
أخاطب في كتابي هذا سعادة حاكم مصرف لبنان الجديد، السيد كريم سعيد، باحترام وموضوعية، متوخياً شرحاً وتفسيراً موضوعياً وقانونياً حول الأمور الآتية التي بقي فيها القديم على قدمه، ولم يبدل فيها سعادة الحاكم الجديد، بل لا زالت سارية المفعول تصنيفاً، وتعاميم.
اقتصاد وأعمال 12/4/2025 3:38:00 PM
تشير مصادر مصرفية لـ"النهار"  إلى أن "مصرف لبنان أصدر التعميم يوم الجمعة الماضي، تلته عطلة زيارة البابا لاون الرابع عشر الى لبنان، ما أخر إنجاز فتح الحسابات للمستفيدين من التعميمين
ايران 12/4/2025 7:49:00 PM
واشنطن ترصد 10 ملايين دولار للإبلاغ عن الخبيرة الإلكترونية الإيرانية فاطمة صديقيان المتهمة بهجمات سيبرانية على بنى تحتية أميركية