يختتم البابا لاوون الرابع عشر، اليوم الثلاثاء، زيارته الرسمية إلى لبنان، التي استمرت ثلاثة أيام، تخلّلتها محطات روحية وراعوية وأخرى تحمل طابعاً تضامنياً مع الشعب اللبناني.

في اليوم الأخير من جولته، يستهلّ البابا نشاطه بزيارة مستشفى راهبات الصليب في جلّ الديب، حيث سيلتقي الفريق الطبي والمرضى. ومن ثم ينتقل إلى موقع انفجار مرفأ بيروت، حيث يقيم صلاة صامتة على أرواح الضحايا.

باصات تقل مئات المواطنين إلى الواجهة البحرية لبيروت مرورا بساحة الشهداء

النهار في تغطية مباشرة: https://t.co/Ix82MyfoTK#البابا_لاوون #البابا_في_لبنان #البابا #البابا_لاوون_الرابع_عشر pic.twitter.com/ir69vKUghN

— Annahar النهار (@Annahar) December 2, 2025

ومنذ ساعات الصباح الأولى، بدأت الحشود تتوافد إلى محيط مستشفى راهبات الصليب استعداداً لوصول البابا، كما انطلقت أعداد كبيرة من الحافلات، التي تقلّ مئات المواطنين، باتجاه الواجهة البحرية في بيروت، مروراً بساحة الشهداء، للمشاركة في القداس الإلهي الذي سيُقام في واجهة بيروت البحرية.

باحة مستشفى راهبات الصليب. (النهار)

يترأس البابا لاحقاً الاحتفال بالقداس الإلهي على الواجهة البحرية لبيروت، وتتخلّله عظة خاصة له.

حشود كبيرة في انتظار البابا لاوون الرابع عشر في مستشفى راهبات الصليب

النهار في تغطية مباشرة: https://t.co/Ix82MyfoTK#البابا_لاوون #البابا_في_لبنان #البابا #البابا_لاوون_الرابع_عشر pic.twitter.com/vB6LrXEocD

— Annahar النهار (@Annahar) December 2, 2025

تُختتم الزيارة بمراسم الوداع الرسمي في مطار "رفيق الحريري الدولي"، حيث يلقي البابا لاوون كلمة قبل مغادرته إلى روما، مختتماً بذلك زيارته إلى لبنان.

في القداس الاحتفالي في بيروت، سيرتدي البابا ثوباً ليتورجياً بنفسجياً من تصميم ماجد بوطانوس، تتوسطه زخرفة صليب من الموزاييك مستوحاة من الفن البيزنطي والسرياني في القرون المسيحية الأولى، وتحيط به أغصان الأرز والزيتون والسنديان.

يشرح بوطانوس: "الأرز رمز حضور الرب في لبنان، وقد ورد ذكره أكثر من سبعين مرة في الكتاب المقدس. وهو أيضاً رمز الثبات والمجد الإلهي، والقداسة والخلود والارتفاع نحو الله. أما رائحة بخور الأرز فترمز إلى ذبيحة المسيح في الإفخارستيا، ولذلك وُضعت الأرزة على النافور الذي سيغطّي الكأس التي يُمزج فيها الخمر بالماء، ويتحوّل إلى دم المسيح. وخلال صلاة الاستحالة، سيضع البابا يديه على الأرزة ويصلّي كأنه يضمّ لبنان كلّه ويحمله في قلبه وصلاته".

يضيف: "أغصان الزيتون علامة السلام، ورمز مسحة الملوك والكهنة، وهي أيضاً دلالة على الحلول الإلهي والتكريس والقداسة. وشلوح السنديان رمز الثبات في الأرض، في دلالة إلى ثبات الكنيسة في هذا الشرق، التي "لا تقوى عليها أبواب الجحيم".

في اليوم الثاني من زيارته، التقى البابا لاوون في ساحة الصرح البطريركي في بكركي شبيبة لبنان، متوجهاً إليهم بالقول: "وطنكم، لبنان، سيزهر ويصير جميلاً وقوياً مثل شجرة الأرز، رمز وحدة الشعب وحيويته".

قبيل ذلك، احتضنت ساحة الشهداء في وسط بيروت اللقاء المسكوني والحوار بين الأديان، الذي جمع البابا لاوون برؤساء الطوائف في لبنان، وسط حضور ضمّ أكثر من 300 من المدعوّين والشخصيات الدينية والروحية.

ورأى البابا لاوون في كلمة أن "وجود المآذن والكنائس جنباً إلى جنب دليل على قدرة اللبنانيين على العيش معاً رغم الأزمات"، مشدداً على أن "الشرق الأوسط يحتاج إلى سلام عادل يحفظ كرامة الإنسان".

كما حصل لقاء في بازيليك سيدة لبنان - حريصا بين البابا لاوون والأساقفة والكهنة والراهبات والمكرّسين والعاملين في الحقل الراعوي.

وكان البابا لاوون استهلّ اليوم الثاني من زيارته للبنان من دير مار مارون- عنايا، في محطة روحية بارزة، زار خلالها ضريح القديس شربل وسط حضور شعبي كثيف.

"النهار" تواكب اليوم الثالث والأخير من هذه الزيارة الاستثنائية بتغطية مباشرة لحظة بلحظة.