س.ب

تكتسب زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان أهمية استثنائية، لكونها تأتي في لحظة تواجه فيها البلاد أزمات سياسية واقتصادية حادة، تجعل اللبنانيين في أمس الحاجة إلى دعم روحي ومعنوي من أعلى مرجعية كاثوليكية. ويعكس الاهتمام الدولي الكبير الذي سبق الزيارة ورافقها حجم التوقعات العالمية من هذا الحدث وحرص المؤسسات الإعلامية على مواكبته.

وعلى غرار زيارات رؤساء الجمهورية والزعماء والمرجعيات الروحية لمختلف دول العالم، شكل الحدث مناسبة لرفع مستوى التغطية الإعلامية، رغم الكلفة المرتفعة التي تترتب عادة على الجهات الداعية أو المؤسسات الإعلامية التي تنتدب مراسليها، أو حتى على الصحافيين المستقلين الذين يتحملون مصاريفهم بأنفسهم.
هذه التكاليف تتوزع غالبا على ثلاثة عناصر رئيسية: تذاكر السفر، الإقامة الفندقية، وتكاليف التنقل السريع والآمن، إلى جانب ما يتطلبه العمل الصحافي من معدات تقنية، وخدمات إنترنت سريعة، ومساحات عمل مجهزة لضمان إرسال المواد الإعلامية في الوقت المناسب.

تسجل زيارة البابا للبنان رقما لافتا من الصحافيين الذين يرافقونه، إذ بلغ عددهم 83 صحافيا من 15 بلدا، وصلوا معه في الطائرة البابوية، وفق ما يؤكد لـ"النهار" رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام والمنسق الإعلامي الكنسي للزيارة المونسنيور عبده أبو كسم، في حين بلغ عدد الإعلاميين المسجلين 1350 بين محررين ومصورين وتقنيين، لبنانيين وعربا وأجانب.

ويعتبر هذا العدد من بين الأعلى في تاريخ الزيارات البابوية الأخيرة، وهو ما يترجم حجم الاهتمام الدولي بالحدث اللبناني. وتشير مصادر إعلامية متابعة، إلى أن العائد المعنوي والمهني لتغطية زيارة بهذا الحجم يتخطى بكثير التكاليف المادية المترتبة على المؤسسات المشاركة. وعلى الرغم من هذا الواقع، ثمة سؤال عن الجهة التي غطت تكاليف إقامة الوفد الإعلامية المرافق.

يؤكد أبو كسم أن "كل مؤسسة إعلامية تتولى تغطية نفقات إقامة مراسلها بالكامل، والأمر عينه ينطبق على الصحافيين المستقلين الذين يتكفلون شخصيا بجميع مصاريف الرحلة".

أما ميدانياً، فيوضح أن "المركز الكاثوليكي للإعلام يهتم بالجانب اللوجيستي، وخصوصا ما يتعلق بتنقل الصحافيين مع البابا، وتأمين حمايتهم، وتجهيز مركز إعلامي متكامل في فندق فينيسيا حيث يقيمون". ويقدّم هذا المركز للصحافيين منصة متكاملة تشمل التصريحات، وخدمات البث المباشر، ونقاط الاتصال، والدعم التقني اللازم لضمان عملهم من دون انقطاع، وهو عنصر أساسي لنجاح التغطية الإعلامية على المستوى الدولي.