كشف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في حديث إلى "النهار"، أن زيارته للبنان تمت بناءً على توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من أجل تأكيد دعم مصر الكامل للبنان خلال هذه الفترة الحرجة، والدعم الكامل للرئيس جوزف عون ومبادراته ووحدة لبنان وسيادته وسلامة أراضيه".

 

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (نبيل إسماعيل).

 

 

وأكد أننا "لن نألو جهداً من أجل تجنيب لبنان مغبّة أيّ تصعيد يمكن أن يضرّ أمن هذا البلد والمنطقة"، وأن "مصر توظّف علاقاتها الإقليمية والدولية المتشعّبة مع الأصدقاء والشركاء من أجل هذه الغاية".

 

وأضاف: "تعمل مصر على توظيف شبكة علاقاتها واتصالاتها الإقليمية والدولية للعمل على خفض التصعيد".

 

لقاء عون وعبد العاطي في قصر بعبدا

 

وبعد لقائه الرئيس جوزف عون، قال وزير الخارجية المصري: "نقلت إلى رئيس الجمهورية أنني أزور لبنان للمرة الرابعة خلال عام ونصف عام، ما يعكس الاهتمام الذي توليه مصر لأمن لبنان واستقراره، وهذه الزيارة تأتي بتوجيه مباشر من الرئيس السيسي".

 

 

 

وأِشار الى أننا "تابعنا كل التطورات في المنطقة ولبنان خلال الاتصال بين الرئيسين عون والسيسي، وأشيد بالزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين"، مشدداً على أهمية التنسيق القائم بين البلدين الشقيقين. 

 

Image

 

 

وقال: "أكدت دعم مصر الكامل لمبادرة الرئيس عون التي أطلقها خلال عيد الاستقلال، كما أكدت دعم مصر الكامل لقرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح، ونقوم بجهد مكثف لتجنيب لبنان أيّ مخاطر ضدّ أمنه وسلامته وهذه الجهود لن تتوقف".

 

 

عبد العاطي في عين التينة

 

كذلك التقى الوزير المصري والوفد المرافق رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.

 

 

وقال عبد العاطي: "نحن ليس لدينا أي أجندة خفيّة، ولكن أجندتنا واضحة ومعلنة وهي الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذا البلد الكريم والشقيق، تحدثت خلال اللقاء مع دولة الرئيس بري على أن مصر تعوّل على حكمة الرئيس بري، وتحدثنا عن مبادرة الرئيس عون الأخيرة وأثلج صدرنا أن الرئيس بري أعلن دعمه الكامل علانية لخطة الرئيس عون التي أعلنها بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال، واستمعت من دولة الرئيس إلى شرح مفصّل عن الجهد الكبير الذي يقوم به الجيش اللبناني في منطقة جنوبي الليطاني وأيضاً التزام الدولة اللبنانية والمجلس النيابي باتفاق وقف إطلاق النار والالتزام الكامل بالخطة الشاملة المطروحة للعمل على إنهاء منطقة جنوبي الليطاني أولاً لفرض سلطة الدولة وفرض رؤية الدولة بطبيعة الحال وأن يكون هناك حصر للسلاح تحت المظلة الشرعية للدولة والجيش اللبناني، وأيضاً التزام الدولة اللبنانية بالمراحل التالية للمضيّ قدماً في تنفيذ هذه الخطة بعد إنهاء منطقة جنوبي الليطاني، والتحوّل إلى شمالي الليطاني وإلى كافة المناطق في ربوع لبنان الشقيق".

 

ورداً على سؤال عن احتمال لقائه مع حزب الله لتبيان موقفه من المبادرة المصرية، أجاب: "مصر لديها اتصالات بكافة الأطراف الإقليمية دون استثناء، ومصر توظف هذه الاتصالات لمصلحة لبنان ومصلحة الاستقرار فيه، وكما ذكرت قبل ذلك إننا في مصر نحترم خصوصية المجتمع اللبناني بكل مكوناته وطوائفه وبالتالي لا يمكن على الإطلاق أن نستثني أو نستبعد أي فيصل أو طائفة، كل الطوائف اللبنانية جزء لا يتجزأ من التنوع داخل المجتمع اللبناني وهذا التنوّع هو سرّ ثراء هذه الدولة العظيمة على مدار التاريخ".

 

ورداً على سؤال حول الضمانات التي يمكن الوصول إليها لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها لقرار وقف إطلاق النار، أجاب: "نحن ندعم بكل قوة تنفيذ اتفاق وقف الاعتداءات وبالتأكيد هذا الاتفاق هام للغاية، علينا أن نحرص على الالتزام به وتنفيذه بكل جوانبه ومرة أخرى نحن ندين بأقصى العبارات كل الانتهاكات التي تتم بحق هذا الاتفاق وكل الخروقات التي تقوم بها إسرائيل، علينا الآن العمل الدؤوب والمكثف من خلال الاتصالات مع كل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية من أجل العودة للالتزام بهذا الاتفاق بكل جوانبه ومراحله بما في ذلك حصر السلاح وفرض سيادة الدولة".

 

ورداً على سؤال عما إن كان نقل تحذيراً للبنان عن احتمال شنّ إسرائيل عدواناً قريباً، قال: "نحن هنا في إطار الزيارات الدورية التي أقوم بها بتكليف من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي حرصاً منا على لبنان وعلى سيادته واستقراره، والعمل الأساسي ليس التحذير ".

 

 

تلقى  البطريرك الماروني  الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم اتصالاً هاتفياً من عبد العاطي الذي نقل إليه تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة والبابا تواضروس وشيخ الأزهر، مشيداً بدور الراعي كـ"رمز للتسامح والحكمة والاعتدال"، متمنياً أن "تكون زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان مثمرة وأن تحمل معها كل ما هو ضروري لبسط السلام في لبنان والمنطقة".

بدوره شكر الراعي "الدولة المصرية رئيساً وحكومة وشعباً على محبتهم للبنان،" كما شكر كلاً من البابا تواضروس وشيخ الأزهر، مثمناً "دعوتهما الدائمة إلى إرساء أسس الحوار والتفاهم بين مختلف الاديان لما فيه خير الشعوب".