سحب السلاح وكشف مخازن "حزب الله" في جنوب الليطاني بات واقعة لا يتنكر لها أحد. حتى الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أقرّ في أكثر من خطاب، بأن الحزب نفّذ ما طُلب منه في اتفاق وقف النار الذي وافق عليه كل من لبنان وإسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، وينص على آلية سحب السلاح جنوب النهر استنادا إلى القرار الأممي 1701 الموقّع بعد حرب 2006. 

ما نوع السلاح؟ وبأي طريقة يتم التعامل معه؟

وبحسب ما أوردته "اليونيفيل" في الجنوب، عثر على أكثر من 360 مخزنا ومخبأ للسلاح في هذه المنطقة، ولكن ماذا فيها؟ وما نوع السلاح؟ وبأي طريقة يتم التعامل معه؟

View this post on Instagram

A post shared by Annahar (@annaharnews)

مصدر أمني يشير لـ"النهار" إلى أن نصف المخازن وربما أكثر مليئة بالسلاح، وأغلب الظن أنها لم تستخدم بتاتا في الحرب الأخيرة، وفرق الهندسة في الجيش تدخلها في حضور "اليونيفيل"، وسط إجراءات سلامة وقائية صارمة، وخصوصا بعد الحادثة التي أودت بحياة 6 عسكريين وجرحت آخرين في وادي زبقين في آب/أغسطس الماضي. والجدير ذكره أن الجيش كان قد دخل حينها نحو 100 مخزن، أي أنه منذ آب إلى الآن تم كشف 250 مخزنا جديدا على الأقل.

نوعية السلاح التي يتسلمها الجيش 

وعن نوعية السلاح التي يتسلمها الجيش وآلية تعامله معها، يقول المصدر: "السلاح بغالبيته متوسط، والجيش جهّز بعد وقف النار حقول تفجير في القطاعات الثلاثة للتخلص من الذخائر التي يتسلمها، كما طُلب منه، وأكبرها في بلدة القليعة الواقعة في القطاع الشرقي، حيث تنفذ على الأقل عمليتا تفجير أسبوعيّا".

وفي سياق متصل، تؤكد أوساط وزارية متقاطعة لـ"النهار" أن خطة نزع السلاح جنوب الليطاني، رغم الصعوبات والخروق الإسرائيلية المتكررة، أنجزت بنحو 70٪، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل أكد للحكومة أن الجيش قادر على إنجاز الخطة كاملة قبل نهاية السنة الحالية، وذلك خلال عرض Power point يظهر التقدم في هذا الملف الدقيق. لكنّ القائد شدد على أن خروق إسرائيل تهدد كل هذا العمل، وقال بصريح العبارة "نحن في الجيش اللبناني لا نعمل لدى العدو الإسرائيلي". من هنا بدأت تنتشر التسريبات عن أن هيكل طلب رسميا من الحكومة درس إمكان تعليق خطة سحب السلاح جنوب الليطاني.

عمل المؤسسة العسكرية المتقدم في هذا الملف كان مرهونا بتعاون "اليونيفيل" والحزب نفسه، لأن هذه المخابئ أساسا قد تكون ضمن بنك أهداف الجيش الإسرائيلي في أي لحظة، باعتبار أن المنطقة الجغرافية هذه ساقطة عسكريا وأمنيا، وخصوصا أن النقاط الخمس (التي بنت فيها إسرائيل رادارات) والمسيّرات الاستطلاعية اليومية التي تكاد لا تفارق أجواء الجنوب كله وحتى بيروت، كفيلة بكشف هذه المخازن.

التعاون ربما لن يكون متاحا شمال النهر، إذ يؤكد مراقبون للوضع في الجنوب ان منطقة جنوبي الليطاني لن يستطيع الحزب استخدامها للقتال أو حتى لتخزين السلاح في أي جولة قتال مقبلة، على عكس ما حصل بعد حرب تموز، وهو لذلك على قاب قوسين من تسليمها إلى الجيش كليا الآن، أما شمال النهر فقد يكون الوضع مغاير…