وداع مهيب... بعلبك تُشيّع الشهيدين البرادعي وحيدر (صور)
في وداع ملؤه الحزن والفخر، شُيّع ظهر اليوم في مدينة بعلبك الشهيدان الرقيب أول بلال البرادعي والعريف علي حيدر إلى مثواهما الأخير، اللذان ارتقيا أثناء عملية أمنية نفّذتها وحدات الجيش اللبناني لملاحقة مطلوبين خطرين في حيّ الشراونة.
وقد سقط العسكريان بعد تعرّضهما لاستهداف بعبوة ناسفة كانت مزروعة داخل منزل المطلوب حسين عباس جعفر، الذي قُتل بدوره في الاشتباك.
وجرى حفل التأبين بحضور ممثلين عن قيادة الجيش ورفاق السلاح، إضافة إلى ذوي الشهيدين وعدد من الفاعليات الرسمية والعسكرية.

وخلال مراسم التشييع، قال شقيق أحد الشهيدين: "كنت أتوقع أن تُستشهد برصاص العدوّ الإسرائيلي، لا برصاص ابن منطقتك وبلدك"، في صرخة تختصر حجم الألم والخذلان، وتُعبّر عن جرحٍ عميق لا تداويه الكلمات، بينما كانَتْ زوجة الشهيد حيدر تُحاول أن تشرح لطفلتها معنى "الشهادة" بكلماتٍ خانتْها اللغة. هكذا رحل بلال وعلي، يسطّران بدمائهما الطاهرة فصلاً جديداً من فصول التضحية، ويرحلان كما الأبطال... بصمت موجع، ولكن بكرامة لا تموت. غير أن دماءهما كتبت حقيقة مؤلمة أخرى: أن الأمن ثمنه غالٍ، والصمت على الفوضى يقتل الأبرياء".

ووصف العديد من المشيّعين دفع خيرة شباب الجيش حياتهم، ليس في مواجهة عدوّ خارجي، بل على يد من وجب أن يُحاسَبوا، بأنه أمر "مؤلم وموجع، كم هو موجع أن يسقط شهداؤنا برصاص مطلوبين عاثوا فساداً في المدينة والبلد بلا رادع ولا حساب، مؤلم أن يدفع خيرة شباب الجيش حياتهم، لا في مواجهة عدو خارجي، بل على يد من وجب أن يُحاسَبوا لا أن يُحمَوا".

شُيِّعَ الشهيد البرادعي في مدينة بعلبك، بينما انطلق موكب الشهيد حيدر من منزله في دورس ليُنقل بعدها إلى مسقط رأسه معربون حيث ووري الثرى.
بينما توالت الإدانات التي طالبت برفع أي غطاء عن المعتدين، وُضعت الأكاليل على نعشي الشهيدين وسط مراسم تكريمية تليق بتضحياتهما، فيما سلّم العلم اللبناني لذوي كل منهما عربون وفاء لتضحياتهم في سبيل الوطن، وألقيت كلمة قيادة الجيش، التي أكدت التزامها مواصلة عملياتها لضرب أوكار الإرهاب والجريمة المنظمة، وعهداً بأن تضحياتهما لن تذهب سدىً.

وعلى الرغم من الالتزام القاسي بالواجب، سادت المدينة موجة من الحزن والغضب الشعبي، تُرجمت بإضراب تجاري وعامّ، حيث أغلقت المحالّ والمدارس الخاصّة حداداً ووفاءً لتضحيات المؤسسة العسكرية.
نبض