سيخوض نوّاب من الرعيل العونيّ القديم الانتخابات النيابية المقبلة عام 2026 على لوائح خارجة عن لوائح "التيار الوطنيّ الحرّ"، بعد تباعد ثم خروج لنوّاب أربعة من تكتّل "لبنان القويّ". سيستعرض كلّ من أولئك النواب قوّتهم الانتخابية الذاتية من دون انضوائهم في "التيار البرتقاليّ" الذي سيشهد تحدّيات انتخابية في مواجهة نوّاب لهم شعبيّة مناطقية. ولا يمكن قياس كلّ دائرة مثل سواها، أو مرشّح كآخر.

التحالفات ستقرّر أيضاً كفّة الرابحين. وثمة من ينصح بانتظار تبلور الظروف السياسية الإقليمية التي يرجّح أن تشكّل تأثيراً على تحالفات الانتخابات النيابية اللبنانية.
من أمثلة سابقة لخوض الانتخابات من دون أحزاب وتيارات، النائب السابق فارس سعَيْد الذي تجرّأ وحصل على كثافة أصوات، لكن التحالفات لم تسعفه، والنائب السابق شامل روكز الذي لم يستطع أن يثبت حضوراً انتخابيّاً من دون تياره السياسيّ. لكنّ للنواب الأربعة حضورا مناطقيّا خاصّا.

في معطيات سياسية لـ"النهار"، هناك تواصل انتخابيّ ومشاورات متنوعة بين النواب الأربعة الخارجين من تكتل "لبنان القوي" وغالبية من القوى السياسية الحاضرة في الدوائر، باستثناء "التيار الوطنيّ الحرّ" الذي يرفض التواصل الانتخابيّ معهم، فيما ينعته أحد النواب بـ"تيّار جبران باسيل". لم تقرّر تحالفات النواب الأربعة الانتخابية حتى اللحظة، على أن تحدّد بعد تباحث أكثر في ما يمكن أن يحرزه أي تحالف.

توازياً، بحسب معطيات انتخابية أوّلية لـ"النهار" مصدرها مركز دراسات الباحث كمال الفغالي، يتّضح الآتي:

في دائرة جبل لبنان الأولى، يرجّح أن يحصل "التيار الوطنيّ الحرّ" على حاصل انتخابيّ في كسروان، لكنّ وضعه ليس جيداً في جبيل. كذلك، فإن وضع النائب سيمون أبي رميا الانتخابي صعب في جبيل حاليّاً مع تراجع القدرة على التحالف مع النائب نعمة افرام على لائحة واحدة وعدم تبلور قدرته التحالفية على لائحة قويّة.

توازياً، هناك مشاورات لتشكيل لائحة تحالفية بين افرام وفارس سعَيْد. ويمكن أن يترشّح فيها وليد الخوري أيضاً في دائرة جبل لبنان الأولى. إنّ تحالف سعَيْد وافرام في دائرة جبل لبنان الأولى وتجييّر الأخير أصواته في جبيل لحليفه ينجح سعَيْد ولا يمكن اختراقه.

تراجع "التيار الوطني الحر" واضحٌ في دائرة جبل لبنان الثانية، والوضع الانتخابيّ ليس لمصلحة "التيار البرتقاليّ". توازياً، أحرز كلّ من النائبين إبرهيم كنعان والياس بو صعب تقدّماً قويّاً في الآونة الأخيرة في المتن الشماليّ، وليس لدى "التيار" حاليّاً أيّ مرشّحين أقوياء في مواجهتهما. لكن عليهما ترسيخ تحالفاتٍ انتخابية لأنّ كنعان وبو صعب يستطيعان معا الحصول على حاصل انتخابي واحد من دون تحالفات. ويناسبهما التحالف مع حزب الطاشناق على سبيل المثال لضمان انتخابيّ آخر، رغم احتمال عدم نجاح مرشّح الطاشناق والحال هذه، إلا إذا توسّعت التحالفات أكثر. ومن المرجح أن يتحالف "التيار الوطنيّ الحرّ" مع النائب ميشال المرّ في المتن الشماليّ، بما يسهّل حصول كليهما على حاصل انتخابيّ، لأنّ منحى المرّ ومنحى "التيار" قريبٌ من الحاصل، مع حاجة إلى التحالف أو ترتيب تحالفات أخرى قوية. ولا ترجيح لجدوى أيّ تحالف بين "التيار البرتقالي" والطاشناق، لأنه لا يحقّق نتيجة للحزب الأرمنيّ.

انقسام "التيار الوطنيّ الحرّ" والنائب آلان عون قد يطيّر الحاصل الانتخابيّ في دائرة جبل لبنان الثالثة. ليس في مقدور "التيار البرتقاليّ" أن يحصل على مقعد نيابيّ من دون أصوات انتخابية تقترع عادة للنائب عون، الذي لديه مشكلة أيضاً لأنّه إذا تحالف مع "الثنائي الشيعي" فقد لا يكون لدى "حزب الله" وحركة "أمل" أصوات تجييرية له. ويحتاج عون إلى عقد تحالفات عدّة متنوعة وتجييرية في بعبدا حتى يضمن الحاصل وينجح.