أحمد منتش
في خطوة مبتكرة تحاكي وجع الجنوبيين، أبناء الأرض، وتعيد شحذ شغفهم بترابها وتطلعهم الى تطهيرها من كل الملوثات الفوسفورية والحربية، والعودة الى استغلالها بطريقة مستدامة، ابتكرت مجموعة هيئات مدنية، بيئية وثقافية وفنية، سلسلة أنشطة في هذا الصدد تحت عنوان "طالعين عالجنوب"، استهلتها بصيدا بوابة الجنوب، وكفررمان (النبطية) إحدى درر جبل عامل.  

حديقة

جمعية "ريف للبيئة والفنون" بالتعاون والشراكة مع  حديقة "نحيي الأرض" في صيدا، و"سطيحة" في كفررمّان و"نداء الأرض" وبلدية عربصاليم، نظمت برنامج زيارات وعمل لمدة يومين في كفررمان وصيدا، بعد ان تعذرت زيارة بلدة عربصاليم في إقليم التفاح، نتيجة تعرضها لغارة إسرائيلية نجم عنها تدمير غرفة زراعية واستشهاد مسنّة وشاب.

اليان راهب مسؤولة جمعية ريف للبيئة والفنون

محاضرة في الطبيعة.

يوم حافل في صيدا 
في حديقة "نحيي الارض" المعنية بالزراعات البيئية في صيدا، تعددت نشاطات المشاركين من الجمعيات، وخصوصاً ان المساهمين في الحديقة يتجاوز عددهم مئة شخص من كل الأعمار ومن الجنسين، ولكل منهم مساحة خاصة للزرع (مسكبة)، وشملت محاضرات عن أهمية الأرض والزراعات البيئية الأصيلة والضارة، تحدث فيها الناشطون البيئيون والمهندسون الزراعيون إيليان راهب واسماعيل الشيخ حسن وهادي عواضة.

الناشط البيئي هادي عواضة

منتجات عضوية.

وعرضت افلام قصيرة في هذا الشأن، ونظمت جولة على اقسام الحديقة داخل بستان والتي تضم عدداً كبيراً من المساكب، إضافة الى مطعم ومكتبة وسوق للخضر من منتجات الحديقة، واختتم النشاط مساء اليوم نفسه بحفلة موسيقية وغنائية احييتها "فرقة السبعين" في صيدا. 

جمعية "ريف"
وأشارت جمعية "ريف" في بيان الى ان البرنامج "مناسبة للقاء والتجمع حيث تتيح الفنون والثقافة والبيئة والتراث فرصة لتبادل الأفكار والتفكير معاً في الحياة المستدامة في جنوب لبنان".

ومما قالت: "يتميّز جنوب لبنان بتنوّعه البيولوجي والإنساني، وإرثه الثقافي وتقاليده الأصيلة التي تشكل نسيج اللبناني المتفرّد. إلا أنّ صموده التاريخي يواجه واقعاً مريراً يتمثّل في تهجير السكان والإبادة البيئية الممنهجة والتدمير الشامل للقرى اللبنانية ومعالمها التاريخية والثقافية جراء الاعتداءات الإسرائيلية اليومية المتواصلة، في ظل تقاعس وتخاذل سياسيين فاضحين".

وأضافت: "في مواجهة هذا الواقع، يسعى برنامج "طالعين عالجنوب" إلى الانضمام للمبادرات الشجاعة التي يقودها النسيج الاجتماعي والمجتمع المدني اللبناني وعلى الاخص الجنوبي. في هذا السياق، أرادت جمعية ريف أن تضم جهودها إلى جهود شركائها في الجنوب لجمع أهالي المنطقة حول أرضهم وتراثهم، من خلال برنامج فني وثقافي وبيئي يركز على العلاقة العميقة مع الأرض وبيئة الجنوب والممارسات المستدامة. هذا البرنامج موجه أيضاً إلى جميع اللبنانيين الذين يرغبون في الوقوف إلى جانب أهلهم في الجنوب وتعزيز التضامن والروابط معهم. و تبقى هذه المبادرة، التي تغطي ثلاثة مواقع في الوقت الراهن، خطوة أولى تسعى الى التوسع لتشمل مزيداً من القرى والمدن في شتى أنحاء الجنوب".

وأوضحت ان "البرنامج يجمع بين الجولات الإرشادية التي تهدف إلى حماية الذاكرة الخضراء والتراث للجنوب اللبناني وعروض أفلام حول العلاقة بين الأرض والناس ومعرض صور وأسواق المنتجات المحلية والندوات حول الزراعة المستدامة وفي زمن الحرب وجلسات موسيقية".

وأكدت إيليان راهب لـ"النهار" ان برنامج الجمعية والجمعيات المشاركة سوف يتواصل في بقية المناطق اللبنانية.