اليونيفيل تحيي يوم الأمم المتحدة الأخير: السلام لا يُمنح بل يُبنى

لبنان 24-10-2025 | 14:23

اليونيفيل تحيي يوم الأمم المتحدة الأخير: السلام لا يُمنح بل يُبنى

جرى الاحتفال في المقر العام لقيادة هذه القوات في بلدة الناقورة
اليونيفيل تحيي يوم الأمم المتحدة الأخير: السلام لا يُمنح بل يُبنى
اليونيفيل تحيي يوم الأمم المتحدة. (احمد منتش)
Smaller Bigger

أحيت قوات الطوارئ الدولية المعززة "اليونيفيل" في جنوب لبنان، يوم الأمم المتحدة، وهو مناسبة سنوية تعتمدها "اليونيفيل" منذ انتدابها إلى منطقة جنوب الليطاني، في آذار من العام 1978، بموجب قراري مجلس الأمن 425 و426، كونها جزءاً من المنظمة الدولية.

 

جرى الاحتفال في المقر العام لقيادة هذه القوات في بلدة الناقورة، التي تُعقد على أرضها اجتماعات متتالية للجنة "الميكانيزم" المنبثقة عن اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، بحضور وزير الخارجية يوسف رجي.

 

 

 

اليونيفيل تحيي يوم الأمم المتحدة. (احمد منتش)
اليونيفيل تحيي يوم الأمم المتحدة. (احمد منتش)

 

 

وجاء في بيان الأمم: "في الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش عبارة لامست قلبي بعمق: قال: "حوّل مؤسسو الأمم المتحدة رماد الحرب إلى مخططٍ للسلام. واليوم، علينا أن نحوّل أزمات عصرنا إلى فرصٍ للتجديد". قبل ثمانين عاماً، كان العالم مدمّراً، مدناً مهدّمة، عائلات ممزّقة، وأملٌ يتلاشى. ومع ذلك، ومن قلب هذا الدمار وُلد فعل شجاعة وإيمان: توقيع ميثاق الأمم المتحدة. ذلك الميثاق لم يكن مجرد كلماتٍ على الورق، بل كان وعداً أخلاقياً، وعداً بحماية الأجيال القادمة من ويلات الحرب. وأتساءل أحياناً: ما الذي منحهم تلك القوة؟ لقد رأوا أسوأ ما في البشرية، ومع ذلك اختاروا أن يؤمنوا بأفضل ما فيها. اختاروا الأمل على الخوف. لأنهم أدركوا أن السلام ليس حلماً مثاليا، بل هو “أشجع، وأعمق، وأكثر المهام ضرورةً على الإطلاق".

 

 

 

تابع: "نحن اليوم نحتفل بالأمم المتحدة، لأنها، في عالمٍ من الانقسام، ما زالت المساحة المشتركة للحوار بين الأمم، وما زال ميثاقها يخاطب ضمير الشعوب وآمال الناس، وعلى الرغم من ان مبادئها “تتعرض لهجومٍ غير مسبوق، لكنها في الوقت نفسه ضرورية أكثر من ذي قبل.” في العالم اليوم، نرى القانون الدولي يُتجاهل، ونسبة الجوع والفقر إلى ارتفاع، والتقدّم نحو أهداف التنمية المستدامة يتباطأ، والكوكب يحترق: حرائق، فيضانات، وحرارة قياسية. والجواب على كل هذا يجب أن يكون واضحاً: أن نقف معاً، أن نعمل على تعزيز نظام التعاون الدولي، لا أن نتخلى عنه (تقويضه). هذه هي روح مبادرة "الأمم المتحدة الثمانين"، وروح "الميثاق من أجل المستقبل"، وروحية "جدول العمل 2030"، لبناء الثقة وتجديد أسس التعاون الدولي، حتى تكون الأمم المتحدة قادرة على خدمة الناس في كل مكان".

 

 

 

أضاف: "هنا في لبنان، قصة الأمم المتحدة، من خلال اليونيفيل وجميع وكالات الأمم المتحدة العاملة في البلاد، ليست قصةً نظرية. بل هي واقعٌ نعيشه كل يوم – جسرٌ بين المجتمعات، قناةٌ للحوار، ويدٌ ثابتة في لحظات التوتر. إنها قصة تُروى يومياً من خلال النساء والرجال الذين يخدمون في ظل الراية الزرقاء، بزيٍ عسكري أو مدني، بإخلاصٍ وأمل. ونواصل العمل الى جانب الجيش اللبناني من اجل تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، ولخلق مساحةً يمكن للسلام أن ينمو فيها. وعندما أزور مواقعنا على طول الخط الأزرق، كثيراً ما أسأل نفسي: ماذا يعني أن نخدم السلام في عالمٍ معقّد؟ إنه اختيار ضبط النفس على رد الفعل، والإيمان بأن الحوار ما زال قادراً على منع الكارثة وأن نتذكّر أن كل عمل صغير من الواجب يساهم في شيءٍ أعظم من أنفسنا. حفظ السلام ليس عملاً سلبياً، بل هو شجاعةٌ وصبر. هو الإصرار الهادئ على منع الحرب بالفهم، وردع العنف بالحضور وحماية الحياة من خلال ان نكون قدوة. إن بعثة اليونيفيل، كالأمم المتحدة نفسها، تدخل مرحلة انتقالية – وقتٌ لتثبيت ما أنجزناه، وللاستعداد لما هو قادم. مهمتنا ليست فقطمن اجل الحفاظ على الاستقرار، بل ترك إرثٍ من القوة الدائمة: مؤسسات لبنانية أكثر صلابة، وثقة أعمق بين المجتمعات، وأسسٍ متينةٍ للمستقبل. وهذا هو المعنى الحقيقي لشعارنا: نبني مستقبلنا معاً. نريد أن نبني بالشراكة، بالتضامن، وبالاحترام الكامل للشعب اللبناني ومجتمعاته".

 

كانديس ارديل المتحدثة باسم اليونيفيل.  (احمد منتش)

 

 

تابع: "كما قلت في بداية كلمتي، نحتفل هذا العام أيضاً بالذكرى الخامسة والعشرين لقرار مجلس الأمن 1325، القرار الذي غيّر إلى الأبد وجهة نظر العالم بالسلام والأمن. يذكّرنا هذا القرار بحقيقة بسيطة وعميقة في آنٍ معا: أن النساء لسن فقط ضحايا للنزاعات، بل هنّ من يعِدن البناء، ويصالحن، ويُبقين الأمل حيّاً. وفي “اليونيفيل”، أشعر بالفخر لرؤية النساء يخدمن في كل مكونات البعثة – العسكرية، والمدنية – يقُدن الدوريات، ويُدِرن الوحدات، ويقدمن المشورة للمجتمعات، ويُسهمن في صياغة الاستراتيجيات. إن شجاعتهن ومهنيتهن وتعاطفهن يعززن مهمتنا، ويذكّرننا بأن السلام من دون النساء هو سلامٌ ناقص. فالقرار 1325 يعني أن المساواة ليست مجرد سياسة، بل مبدأ، وأن صوت كل امرأة يزيد من صلابة مجتمعاتنا. وعندما ننظر إلى الماضي، نرى تقدّماً عظيماً، لكن كما حذّرنا الأمين العام: “نحن مرّة أخرى على مفترق طرق – بين الوحدة والانقسام، بين الأمل واليأس، بين السلام والأزمة الدائمة.” فأي طريقٍ سنختار؟ الجواب يكمن في أعمالنا اليومية، في صدق خدمتنا، في تواضع قيادتنا، وفي إنسانية خياراتنا".

 

كلمة الجنرال ابانيارا. (احمد منتش)

 

 

أضاف: "والآن، اسمحوا لي أن أعبّر عن أعمق امتناني لما يقارب 11,000 رجلٍ وامرأةٍ من “اليونيفيل”، من عسكريين ومدنيين ممن يخدم بمهنيةٍ وشجاعةٍ وإخلاص. أنتم التجسيد الحي لوعد الأمم المتحدة. وأتوجه بالشكر أيضاً إلى شركائنا في القوات المسلحة اللبنانية، الذين يشكّل ثباتهم الأساس في نجاح مهمتنا. كما أشكر سكان جنوب لبنان، الذين منحنا صمودهم وثقتهم المعنى الحقيقي لوجودنا. وبينما نحتفل بثمانين عاماً على تأسيس الأمم المتحدة، وخمسةٍ وعشرين عاماً على برنامج المرأة والسلام والأمن، دعونا نجدد التزامنا اليومي: أن نخدم بنزاهة، أن نقود بتعاطف، وأن نبني معاً عالماً أفضل للأجيال القادمة. التحديات أمامنا كبيرة، لكن قدرتنا على الأمل أكبر. فإذا وقفنا متحدين في الهدف، متمسكين بالمبادئ، وبالقيم الخالدة لميثاق الأمم المتحدة، فسيبقى مستقبلنا المشترك مشرقاً بالأمل. أخيرا السلام لا يُمنح، بل يُبنى – كل يوم – بالحوار، بالشجاعة، وبالقناعة الهادئة بأن الوحدة أقوى من الانقسام. يبدأ ميثاق الأمم المتحدة بكلماتٍ بسيطة وعميقة: “نحن الشعوب…” تلك الكلمات تذكّرنا أن السلام ليس امتياز الحكومات، بل حق الشعوب وأن من واجبنا المشترك أن نحميه. يوم أمم متحدة سعيد لكم جميعاً، وشكراً جزيلا".

 

 

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

لبنان 10/25/2025 8:33:00 PM
وُلد حمدان في 19 كانون الثاني (يناير) عام 1944، في قرية عين عنوب، قضاء الشوف في لبنان.
لبنان 10/26/2025 5:22:00 PM
اعتداء إسرائيلي جديد في جنوب لبنان...
ايران 10/26/2025 6:06:00 PM
 المسؤول هو سردار عمار، القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني ورئيس "الفيلق 11 ألف" التابع لفيلق القدس بقيادة إسماعيل قاآني