تكريم الراحل شوقي أبي شقرا بحضور عائلته في احتفال بالجامعة الأميركية

لبنان 23-10-2025 | 14:34

تكريم الراحل شوقي أبي شقرا بحضور عائلته في احتفال بالجامعة الأميركية

منحه جائزة أنور سلمان للرواد، إطلاق كتاب غير منشور، وكلمات تشيد بريادته الشعرية والصحافية.
تكريم الراحل شوقي أبي شقرا بحضور عائلته في احتفال بالجامعة الأميركية
صورة مرفقة بالبيان.
Smaller Bigger

كرّمت مؤسسة أنور سلمان الثقافية، بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت الشاعر الراحل شوقي أبي شقرا بمنح روحه جائزة أنور سلمان للروّاد، وإطلاق كتابه الأخير غير المنشور بحضور عائلة الشاعر وعدد من الشخصيات الثقافية والأكاديمية.


ماغي عون 
قدمت الاحتفال الكاتبة والإعلامية ماغي عون التي رحّبت بالحضور في بيروت، المدينة التي ما زالت تُحيي ثقافتها ولغتها منذ نشأتها. وفي روح الجامعة الأميركية، التي تؤمن دائماً بأن الكلمة قادرة على أن تفعل ما كانت تفعله دائماً في هذا العالم: "نجتمع هنا لنحتفل بمؤسسة أنور سلمان الثقافية. هذه المؤسسة التي وُلدت من إرث شاعرٍ جعل من الشعر جسراً بين الوطن والإنسان. لا، بل جسراً بين حياتين تمتدان إلى بلدانٍ أخرى بقدرتهما على البقاء.

صورة مرفقة بالبيان.
صورة مرفقة بالبيان.



تحتفل مؤسسة أنور سلمان الثقافية بحقيقة الشعراء الذين لا يموتون بموتهم. بل يُزرعون في ذاكرة الوطن، تماماً كما رُوح الشاعر الكبير شوقي أبي شقرا، الحاضر في قصائده التي ما زالت على الورق وفي عقولنا.

أنور سلمان، رحلة مشوارك مستمرة، نستذكر بعضاً منها هذه الليلة. حين أُنشئت مؤسستك الثقافية في الذكرى الثانية لغيابك لتصبح منبراً لتكريم الشعراء والمبدعين العرب، وتشجيع الطاقات الأدبية الرائدة، ونشر وتقدير أعمالها".


آرمسترونغ
بدوره، رحب البروفيسور لايل أرمسترونغ، رئيس دائرة الدراسات العربية ولغات الشرق الأدنى باسم الجامعة الأميركية بالمبادرة والتعاون القائم بين الجامعة ومؤسسة أنور سلمان شاكراً مؤسسة أنور سلمان الثقافية على تنظيم الحدث لتكريم الشاعر شوقي أبي شقرا، "ونحن ممتنون لحضور العديد من أفراد عائلة أبي شقرا معنا هذا المساء. ونُعرب عن امتناننا لالتزام عائلة سلمان بمسيرة أنور من خلال الارتقاء بالعلوم الإنسانية، ولا سيّما الأدب والشعر العربي.

ومع استمرار ازدياد المعرفة، من الضروري الحفاظ على أهمية الأدب تحديداً، فهو ما زال نافذةً على الروح الإنسانية، روح تبدو، من نواحٍ عديدة، على حافة الضياع، آملاً أن يقودنا استكشاف الأفكار الجديدة إلى أعمال أفضل. العالم يحتاج إلى هذا الشيء بالذات ".

صورة مرفقة بالبيان.
صورة مرفقة بالبيان.



كلمة المؤسسة 
ورحّب الناقد والكاتب سليمان بختي باسم مؤسسة أنور سلمان الثقافية ودائرة اللغة العربية وآدابها في منح الجائزة لروح الشاعر، فلتأكيد أمر مستحق ومصمّم، وتقديراً لدوره في حركة الشعر العربي الحديث.

فعلى مدى أكثر من 65 سنة (صدر كتابه الأول "أكياس الفقراء" في عام 1959) ولريادته في قصيدة النثر، كتب في النهار في 28 نيسان 1959 أول قصيدة نثر بعنوان "رب البيت الصغير وتحت ترويسة "قصيدة نثر".

صورة مرفقة بالبيان.
صورة مرفقة بالبيان.


وفي تأسيسه للصفحة الثقافية في الصحافة اللبنانية، أخذ صفحة بيضاء من الراحل غسان تويني عام 1964 وكتب "الصفحة الثقافية" لتنطلق مغامرة لم ينجُ من سحرها أحد في النصف الثاني من القرن العشرين. وفي هذه الصفحة رأيته يرشّ الأرض قمحاً وتأتي طيور من سماوات خفيضة وواسعة لتلمّ القمح واللوز والسكر ومعه فنجان قهوة ولقاء رجل كبير.

إن الموت لا يقف بين الانسان والفن والإبداع والتاريخ بل ينهزم. لذلك، لكل ذلك، تمنح مؤسسة أنور سلمان الثقافية جائزتها الأولى في تكريم الرواد والرائدات للشاعر شوقي أبي شقرا الذي رحل لكن روحه لم تزل بيننا إذ لا يزال حيّاً كل يوم في القصيدة العربية الحديثة".

صورة مرفقة بالبيان.
صورة مرفقة بالبيان.


وأطلقت المؤسسة الكتاب الجديد وهو الرقم 19 في كتب الشاعر الراحل أنجزه الشاعر قبل ثلاث سنوات من وفاته ولعلّ أفضل تكريم للمبدع هو نشر أعماله. ومتوّجاً بالجائزة التي منحت له وهو حيّ وليتسلّمها مجد الشعر وهو راحل. جمع الشاعر مقالاته من أنحاء النهار والصياد والغاوون والبناء ونزوى ومنها أيضاً مقالات كتبها خصّيصاً للكتاب. وهو الذي دسّ القصائد بين النصوص كأنها واحات أو إشراقات أو جزر ملوّنة.

وعلى مدى صفحات الكتاب كان شوقي أبي شقرا يملك إحساساً عالياً باللغة، كان مدمناً على اللغة، وهذا المدمن يسمّونه شاعراً. وكان فائق الشعور بالآخر وأحلامه وهذا ما يسمّونه إنساناً حقيقياً. جمع الشاعر مقالاته مثل زهور الحقل ليقول كلمة طيبة في علم أو مبدع أو شاعر أو فنان أو صديق راحل. وهو الذي اختار العنوان على طريقته الرائدة. في العنونة "حتى ينام الراقدون نتسامر نحن والفرقد والشمعة ابنة الأرض". 

صورة مرفقة بالبيان.
صورة مرفقة بالبيان.


وأضاف بختي "هناك كلمة "نتسامر" في العنوان، وبالفعل هذا الكتاب هو مسامرة أدبية وروحية وقيمية. مسامرة أشبه بوداع بين جسر وضفة ولا أعرف من كان سيفي حق هؤلاء الكبار في وداعهم أو رثائهم ليلوّح لهم أننا جئنا وشاهدنا العطاء لولا همّة شوقي أبي شقرا ونبله وميزانه الدقيق".


وختم: "أخيراً، قدر الشعر أن يعشق العالم على الرغم من التاريخ، وقدرنا مع شعرائنا الكبار أن نحتفل معهم بالحياة "فلا غياب ولا من يحزنون". 


كلّاس
وكانت كلمة للعميد السابق لكلية الإعلام والوزير السابق جورج ميشال كلاس، قال فيها "لستُ الأعرفَ بنوعية هذه الظاهرة الاستثنائية، المسماة شوقي أبي شقرا، ولا أنا الأقدر على تقويم آثاره وإبراز تأثيراته، لكنني انطبعتُ بسلوكاته وتأثرتُ بصوره الشعرية، الواقعية والمتخيَّلة، وتعلَّمتُ في (كرسيّ اعترافه) من نفعياتِ (قلمه الأحمر) المتبوعة، ندماً وتوبَةً بفروض تصحيحٍ وتقويمٍ وتشذيبٍ وتهذيبٍ نقديِ، موقَّعة بعبسةِ حاجبين ".


وأضاف "كم رائِعٌ أن تُكرِّمَ روحُ أنور روحَ شوقي، في رحاب الجامعة الأميركية، نيابةً عن لبنان العلم والشعر والفكر والأدب والصحافة، ولبنان العظمة وكل ما هو أبعد من وطن وأرفع من مراتب السلطة ومناصب التعظيم ورُتَبِ التوشيح والتوسيم ".

وتابع "سرّ المهنة عنده أنه يسكنه طفل، يفكر كعملاق، ويأسرك برقيّ محبته، متوشحاً بثالوث قيم، أن الشعرَ ناموس، والإبداعَ فضيلة، والمعرفةَ خدمة". 

ونوّه كلّاس بأنّ "شوقي الذي كان يكتب بأخلاقه، ركَّز نهجاً في فنية النقد وإبراز الجماليات، واحترافية توظيف قدرات (السلطة الرابعة) لخدمة (سلطة المعرفة)، وتعميم النفع وترقية الذوق وتنمية المدارك، مستحدثاً سلطة النقد والتقويم، سلطة فوق أيِّ سلطة..! فالكتابة في الصفحة الثقافية هي امتيازٌ ثقافي، ثماره وفيرة ونتاجاته زاخرة، ومواكبة إشعاعيته تعطي الموضوع قيمة نوعية! مع ريادية يوسف الخال وأنسي الحاج نجح شوقي بتقعيد (كيانية الصفحة الثقافية)، فتوسَّعَتْ سلطة النهار المعرفية، إلى ملاحق أدبية وصفحات متخصّصة ضمن عدد الصحيفة الواحد".

وتابع: "النهار هي النموذج الأمثل والأبرقُ والأعرقُ الذي أثبت حضوره في حركية نهضة الحداثة، تفكيراً وتعبيراً وتفاعلاً ثقافياً، والمستأنفُ دورُه الآن مع الشاعر عقل العويط، الثقافيِّ المقتدر فكراً، والمُعْتبَر حضوراً، والأمين على الوزنات ومُكاثرها! ولشدّة حرصه على إنتاج قصيدة تستحقها الحياة، أوصى الشباب برسالة صوتية، أن يرتفعوا بالقصيدة إلى ما يرضي الشعر والشاعر العربيين، وأن يقدّموا الجديد المحترم غيرَ القابل أن يكون خارجَ التراث، مُحرِّضاً الأجيال لأن يكتبوا (قصيدة الوعي) ويعرفوا أن الشعرَ رحلةُ جمالياتِ تَخيُّلٍ، وصفناتُ وَجْدٍ وبراعاتُ تعبيرٍ".


عائلة الراحل
وسُلمت الجائزة لعائلة الراحل ممثلةً بابنته السيدة مونيك والسيد ناجي أبي شقرا بحضور السيدة حلوة زوجة الراحل.

وكانت كلمة شكر من عائلة الشاعر الراحل شوقي أبي شقرا ألقاها نجله ناجي قائلاً: "اليوم نحن لا نتذكر شوقي الشاعر، بل نعيشه مع أصدقائه وقارئيه ومكرّمه. أصدقاؤنا، جائزة أنور سلمان للرواد والمبدعين، تكريس للريادة، وقيمة مضافة، فشكراً لمؤسسة أنور سلمان الثقافية المتمثلة بمؤسسها وراعيها الاستاذ نشأت سلمان، شكراً لجهوده وإيمانه بالفكر والثقافة".

وخصّ بالشكر "الصديقين الدائمين المؤتمنين على الإرث الأدب لشوقي أبي شقرا وعلى إكمال المسيرة، اللذين أنجزا في زمن قياسي كتابين. أولهما يحتوي على مئة شهادة وشهادة من كبار الكتاب والعالم العربي أنجزها الصحافي والشاعر والأديب عقل العويط. أما الثاني فقام به الحاضر دائماً والذي رافق وعمل مع شوقي، الصديق المحبّ والوفيّ الأديب سليمان بختي". 

وختم أبي شقراً مستعيراً من سعيد تقي الدين: "الكبار لا ينتهون بمأتم".

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/25/2025 1:09:00 PM
تأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه العديد من المدارس السورية نقصاً حاداً في المقاعد الدراسية
اقتصاد وأعمال 10/28/2025 10:49:00 AM
يعطي المدعي العام المالي القاضي ماهر شعيتو عناية خاصة لملف المبالغ المستعادة ومتابعة كل تفاصيله.
النهار تتحقق 10/28/2025 1:58:00 PM
أثارت الصورة تساؤلات عن صحتها، خصوصاً انه ليس من المألوف ظهور رئيس البرلمان اللبناني بالدشداشة والشبشب. 
لبنان 10/27/2025 8:02:00 PM
أثار خبر مقتل الشاب إيليو أبو حنا برصاص فلسطيني في مخيم شاتيلا عضباً لبنانياً كبيراً.