اللبناني وشركة "ليبان بوست": التأخير والانتظار مستمران
"انتظرت لأكثر من ثلاث ساعات فقط لكي أتمكن من تسديد رسم تسجيلي في الجامعة اللبنانية في فرع "ليبان بوست" في منطقة الأونيسكو، وحين وصل رقمي قالت لي الموظفة أن "السيستم" توقف عن العمل فجأة. تغيبت عن ثلاث محاضرات في الجامعة لدفع رسم الجامعة، وهذا الأمر غريب جدا." هذا ما يقوله رامي عساف الطالب في كلية التربية للجامعة اللبنانية.
أما العشريني أحمد الحاج فيقول "كل أوراقي جاهزة للتقدم على دورة أمن الدولة المفتوحة، وكنت أتوقع أن مرحلة تجميع الأوراق أصعب من التقديم، لكن عملية تقديم الأوراق استغرقت 6 ساعات في فرع "ليبان بوست" في المشرفية بسبب عدم وجود سوى موظفة لتيسير معاملات الناس".
الشهادتان هي عينة مما يعيشه المواطن اللبناني يومياً في فروع شركة "ليبان بوست" المنتشرة في كل المناطق اللبنانية أثناء محاولته انجاز معاملة بسيطة يفترض أن تنتهي في دقائق او بالأحرى يفترض ان يتمكن المواطن من انجازها الكترونياً ومن دون عناء مؤسسات الدولة ولا الشركات التي صارت شبيهة بها في البيروقراطية.
"النهار" دخلت إلى 4 فروع للشركة، في كل من المشرفية- الأونيسكو- كورنيش المزرعة والأشرفية، ووثقت طوابير الانتظار وتوزيع "بونات" الأرقام التي تخطت المئة في كل فرع، مع ملاحظة النقص البشري الهائل اذ لا يتعدى عدد الموظفين.الاثنين في كل فرع، اي اسوأ من المؤسسات والدوائر الرسمية.
كان يُقال أن هذه الشركة أعطيت حق تخليص بعض المعاملات الادارية للحد من معاناة المواطن في إدارات الدولة، لكنها اليوم تحولت إلى نموذج مصغر عن بيروقراطية الدولة، على الرغم من استيفاء بدل خدمات إضافية على تكلفة المعاملة الأساسية، لذلك لا بد من إعادة النظر بعمل الشركة والحد من احتكارها، خصوصا أن عقدها مدد في تشرين الثاني من العام 2023 بقرار من مجلس الوزراء لغاية استلام المشغل الجديد بعد فوزه بمزايدة علنية يفترض أن تطلقها وزارة الاتصالات.
نبض