ثانوية ميس الجبل الرسمية: من 2000 إلى 2006… ومن يعيد بناؤها بعد الحرب؟
3صروح تربوية من الروضة والابتدائي إلى التكميلي والثانوي والمهني دمّرها القصف الإسرائيلي في حربه الأخيرة على الجنوب ولبنان، واجتياحه لبلدة ميس الجبل الحدودية، بعد قرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 27 تشرين الثاني العام 2024.
وعلى الرغم من استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان حتى اليوم، خصوصاً على مدن وقرى الجنوب، وفي ظلّ مواصلة طيرانه الحربي والمسيّر اعتداءاته بشكل شبه يومي على البشر والحجر والآليات والمعدّات الخاصة برفع ركام المنازل المدمّرة، لمنع أبناء الجنوب من العودة إلى بلداتهم في القرى الأمامية، أصرّ أهالي بلدة ميس الجبل، خصوصاً أعضاء المجلس البلدي ومجلس الجنوب وبعض الجمعيات الأهلية، ولا سيما جمعية "وتعاونوا"، على العودة إلى المنطقة المنكوبة، والسعي هناك لبعث الحياة في الطبيعة والمجتمع.
وفي سياق معالجة آثار العدوان على القطاع التربوي، أوصلت جمعية "وتعاونوا" إلى البلدة نحو 40 غرفة جاهزة، قدّمتها عشيرة الساعدي في العراق، وتحوّلت بعد تجهيزها بكلّ اللوازم المطلوبة إلى مجمع مدرسي موقت ليكون بديلاً عن المدارس المدمّرة. وجرى افتتاح العام الدراسيّ فيها بشكل رسمي، يوم الإثنين الفائت، بعد أن سجّلت قيود نحو 350 تلميذاً وطالباً وطالبة من الروضة حتى الثانوي والمهني.

افتتحها الرئيس بري بعد تحرير الجنوب، وتولّى المشروع الإماراتي ترميمها وتأهيلها بعد عدوان تموز العام 2006.
النهار، التي حضرت وغطّت حفل افتتاح العام الدراسي في ميس الجبل، جالت في مباني الثانوية الرسمية أو ثانوية المربي محمد فلحة، وعاينت من قُرب حجم الدمار والخراب فيها، وهي من أكبر وأضخم الصروح التربوية مؤلفة من 3 طوابق، تعرضت جميعها مع مداخلها وملاعبها للقصف من الطيران الحربي الإسرائيلي. وخلال توغل قوات الاحتلال إلى البلدة واحتلالها، قامت بتخربب وسرقة وإتلاف كلّ محتوياتها وتجهيزاتها. 
لوحتان للرئيس بري والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
في الطابق الأول من مبنى الثانوية، لا تزال لوحتان تذكاريتان من الرخام، يغطيهما الغبار، معلقتين على جدارين في داخل المبنى؛ الأولى كتب عليها "رئاسة مجلس الوزراء _مجلس الجنوب.
برعاية وحضور رئيس مجلس النواب، افتتاح ثانوية المربي محمد فلحة، التي أنجزها مجلس الجنوب في 7_10_2000. أيّ بعد نحو خمسة أشهر على تحرير الجنوب في 24 أيار العام 2000".
واللوحة الثانية كتب عليها "بمكرمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قام المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان بترميم وتأهيل ثانوية ميس الجبل سنة 2006، أي بعد وقت قصير على حرب تموز العام 2006.

ويبقى السؤال المطروح: مَن يعيد بعد اليوم بناء الصروح التربوية وكلّ ما دمّرته الحرب الإسرائيلية في الجنوب والضاحية الجنوبية في بيروت وبعض المناطق اللبنانية الأخرى، في ظلّ مواصلة إسرائيل اعتداءاتها على لبنان ومنع أبناء الجنوب في المنطقة الحدودية من العودة إلى قراهم بذريعة أن حزب الله لم يسلّم سلاحه بعد، وفي ظل عجز الدولة عن تأمين الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، وعدم حماسة المجتمع الدولي والعربي حتى الآن لتقديم أيّ دعم أو مساعدة للبنان، فيما لا يزال حزب الله حتى الآن يرفض تسليم سلاحه وحصره بيد الدولة وحدها.


نبض