إسرائيل والقرن الأفريقي... حقبة تنافس جديدة في منطقة اضطرابات
تحوّلت الأنظار إلى القرن الأفريقي، بعد اعتراف إسرائيل بجمهورية أرض الصومال، الاقليم الانفصالي في الصومال غير المعترف به دولياً، وتصف صحيفة "جيروزاليم بوست" بمقال ما يحصل في المنطقة بـ"حقبة جديدة من التنافس الدولي في القرن الأفريقي"، إثر الموقع الاستراتيجي على ضفاف المحيط الهندي والبحر الأحمر ومضيق باب المندب.
يقول المقال إن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال " بداية حقبة جديدة من التنافس الدولي في هذا الجزء من أفريقيا، حيث تتواجد مصالح دول عديدة"، فتركيا، على سبيل المثال، لها دور في الصومال والسودان، ودول عربية أخرى تؤدي أدواراً في تلك المنطقة، ولدى القوى الأوروبية قواعد وقوات في جيبوتي.
منطقة مضطربة
لكن منطقة القرن الأفريقي ومحيط البحر الأحمر تعاني العديد من الضعف أو الصراعات الداخلية. فالسودان غارق في حرب أهلية منذ سنوات، والصومال مفكك، وإريتريا تُعد منذ زمن طويل دولة نامية تعاني من ويلات الحرب. كما تشهد إثيوبيا اضطرابات داخلية.
وهذه الاضطرابات لا تتوقف عند الحدود الداخلية، بل تتعداها لتصبع إقليمية، فقضية سد النهضة سبب محوري من أسباب التوتر الإقليمي بين مصر والسودان وإثيوبيا، واستثمار إثيوبيا بجمهورية أرض الصومال سبب إضافي.
وفي اليمن، على الجانب الآخر من المحيط، تشهد البلاد أيضاً حرباً أهلية منذ سنوات.
ثمّة سبب وجيه لضعف منطقة القرن الأفريقي، وفق ما يقول مقال "جيروزاليم بوست". يبدو أن قضايا القرن الأفريقي تتمحور في معظمها حول مسائل استراتيجية. صحيح أن وجود قوات بحرية أو أصول عسكرية في هذه المنطقة يبدو مهماً، إلا أن هجمات الحوثيين على السفن أظهرت أنه باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ بسيطة ورخيصة نسبيًا، يمكن ترويع الملاحة البحرية.
كما اعتاد قراصنة الصومال على اختطاف السفن بإغراقها بزوارق صغيرة وبنادق كلاشينكوف.
وبالتالي، فإن الاستقرار الأمني في تلك المنطقة باب نحو استقرار التجارة وخطوط النقل وسلاسل الإمداد، فعمليات القرصنة التي قام بها الحوثيون وقراصنة الصومال عرقلت إلى حد كبير عمليات النقل البحري من خلال مضيق باب المندب، ما أدّى إلى اضطرابات عالمية.
يعاني القرن الأفريقي من نقص الموارد، وهذا سبب وجيه لضعف العديد من دوله. ورغم وجود مصالح دولية في هذه المنطقة، إلّا أن ذلك لم يُترجم استقراراً فعلياً، لأن هناك قضايا أهم تشغل بال معظم الدول، وفق "جيروزاليم بوست".

نبض