عملات مشفرة وحسابات مشبوهة... وشبكة لتمويل إيران و"حزب الله"
فشلت منصة "باينانس" في منع تدفق مئات الملايين من الدولارات من العملات المشفرة عبر حسابات مشبوهة، حتى بعد تعهدها بتحسين سلوكها في تسوية جنائية تاريخية مع الولايات المتحدة بقيمة 4.3 مليار دولار عام 2023، وفق ما نقلت صحيفة "فايننشال تايمز".
وكشف تحقيق صحفي استند إلى ملفات داخلية مسربة تُفصّل آلاف المعاملات، أن هذه الحسابات استمرت في التداول رغم وجود مؤشرات خطيرة حولها، من بينها "صلات بشبكات تمويل الإرهاب"، وأنماط تسجيل دخول غير منطقية، وفشل عمليات التحقق من الهوية.
وكان أحد مستخدمي أكبر منصة تداول للعملات المشفرة في العالم من سكان الأحياء الفقيرة في فنزويلا، حيث حوّل 93 مليون دولار عبر حسابه بين عامي 2021 وهذا العام.
وجاءت بعض هذه الأموال من شبكة اتهمتها الولايات المتحدة لاحقاً بتحويل أموال سراً لإيران و"حزب الله"، وفق "فايننشال تايمز".
تشمل هذه الممارسات تحويل مبالغ طائلة تتراوح بين ثمانية وتسعة أرقام عبر حساباتهم بأنماط مشبوهة، أو تسجيل دخول تم من أماكن متباعدة من العالم بفارق ساعات قليلة. ويذكّر أن هذه الحسابات مسجلة بأسماء أشخاص من فنزويلا والبرازيل وسوريا والنيجر والصين، وفق التحقيق.
أُرسلت معظم الأموال من أربع محافظ عملات رقمية مرتبطة بتوفيق اللو، وهو سوري متهم بتحويل أموال غير مشروعة لـ"حزب الله"، والحوثيين، وشركة مرتبطة بنظام الأسد في سوريا. أما الباقي، فجاء من محفظة خامسة مصنفة على أنها "ممتلكات منظمة إرهابية".
وصادرت إسرائيل حسابات اللو الأربعة في أيار (مايو) 2023، وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي عقوبات عليه في آذار (مارس) 2024.
في تشرين الثاني (نوفمبر)، رفع 306 من أفراد عائلات ضحايا هجمات 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 دعوى قضائية أمام محكمة اتحادية، متهمين منصة "باينانس" بالسماح لحماس و"حزب الله" بتحويل مبالغ طائلة من المال عبر شبكتها، وتسهيل "غسيل الأموال على نطاق عالمي".

نبض