إسرائيل ترفع سقف التحدّي مع تركيا... قوّة عسكرية مشتركة مع اليونان وقبرص
جهد مشترك، متواصل ولافت تخوضه كل من إسرائيل وقبرص واليونان، على أكثر من مستوى لا سيما المستوى العسكري، لا شك أنّه يشكّل رسالة واضحة لتركيا التي تقف على المقلب الآخر من الدول الثلاث المذكورة. هذا الجهد قد يتكلّل في المدى القريب أو البعيد بقوّة عسكرية مشتركة بدأ الحديث عنها والبحث المتعمّق بها.
فقد أفادت ثلاثة مصادر مطلعة لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية بأن مسؤولين رفيعي المستوى من إسرائيل واليونان وقبرص يناقشون إمكانية إنشاء قوة تدخل سريع مؤلفة من وحدات من القوات المسلحة للدول الثلاث. وأوضحت المصادر أن هذه المبادرة تأتي ضمن جهد أوسع لردع الأنشطة العسكرية والاستراتيجية التركية في شرق المتوسط.
ووفقًا للمصادر، فإن المبادرة الأمنية لا تزال في مراحل المراجعة والتخطيط الأولية. وتهدف إلى تعزيز التعاون العسكري الاستراتيجي بين الدول الثلاث في ظل تصاعد التوترات الإقليمية. ولن تكون هذه القوة وحدة دائمة، بل وحدة يمكن نشرها بسرعة في أوقات الأزمات براً أو بحراً أو جواً.
ومن المقرر أن يصل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إلى إسرائيل الأسبوع المقبل لعقد قمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. شهدت الأسابيع الأخيرة اجتماعات عديدة حول هذا الموضوع.
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفاد مكتب رئيس الوزراء بأن السكرتير العسكري اللواء رومان جوفمان والقائم بأعمال مستشار مجلس الأمن القومي جيل رايش عقدا "اجتماعات مع نظرائهما اليونانيين" في اليونان لمناقشة قضايا سياسية وإقليمية.
وورد أن قائد القوات الجوية الإسرائيلية اللواء تومر بار التقى بكبار مسؤولي القوات الجوية من قبرص واليونان في جلسة استراتيجية لتعزيز التعاون. ويوم الاثنين، التقى وزير الدفاع يسرائيل كاتس بنظيره القبرصي في إسرائيل.
وذكر موقع "تانيا" الإخباري اليوناني أن المفهوم الذي ناقشوه يتضمن إنشاء وحدة قوامها نحو 2500 فرد، بواقع 1000 جندي من كل من اليونان وإسرائيل، و500 جندي من قبرص.
مصدران أكّدا لصحيفة "جيروزاليم بوست" أن المناقشات حول هذا المقترح لا تزال جارية.
رسالة واضحة لتركيا
يهدف إنشاء هذه القوة، بل وحتى مجرد مناقشة إنشائها، إلى توجيه رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. فعلاقة أنقرة بتل أبيب ونيقوسيا وأثينا متوترة في الآونة الأخيرة، وذلك على خلفية صراعات نفوذ في سوريا ومنطقة المشرق العربي بالنسبة لإسرائيل، السيطرة على القسم الشمالي من القارة القبرصية بالنسبة لقبرص، والنزاعات الحدودية والبحرية مع اليونان.
وتسعى تركيا إلى المشاركة في القوة متعددة الجنسيات في قطاع غزة، وتجري محادثات مع الحكومتين المتنازعتين في ليبيا في محاولة للتفاوض على اتفاقية بحرية جديدة. وقد تُمكّنها هذه الخطوة من أن تصبح لاعباً مهيمناً في المجال البحري لشمال وشرق البحر الأبيض المتوسط.
ويلفت محللون إلى التعاون الوثيق والمستمر بين الدول الثلاث إسرائيل وقبرص واليونان، والعلاقة العسكرية بين قبرص وإسرائيل مع سعي الأخيرة إلى نقل معدات عسكرية إلى الجزيرة الشرق أوسطية.
في السنوات الأخيرة، أجرت إسرائيل العديد من المناورات مع القوات البحرية والجوية اليونانية والقبرصية، بما في ذلك مناورات ثلاثية. بحسب تقارير يونانية، ينتقل نظام صواريخ "سبايك" الإسرائيلي، المعروف باسم "الرمح الطويل"، في الجيش اليوناني من مرحلة الشراء إلى مرحلة التشغيل الفعلي.
وتشير المنشورات إلى أن الهدف هو تحقيق الجاهزية التشغيلية الكاملة بحلول الصيف المقبل، مع التركيز على نشره في جزر بحر إيجة الشرقية ومنطقة نهر إيفروس.
وتوضح التقارير أن الأمر لا يقتصر على اقتناء صواريخ بعيدة المدى فحسب، بل يشمل أيضاً دمج نظام شبكي متكامل من أجهزة الاستشعار والقيادة والتحكم، ما يمنح الوحدات الصغيرة قدرة نارية كبيرة ودقيقة.

نبض