معلومات جديدة عن منفّذَي هجوم بوندي... أستراليا تُراجع قوانين حيازة الأسلحة
لا تزال تداعيات حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في أستراليا تتصدّر المشهد الدولي، في وقت تتكّشف معلومات جديدة عن منفّذَي الهجوم.
ويُعدّ أسوأ حادث إطلاق نار جماعي تشهده أستراليا منذ نحو 30 عاماً، ويجري التحقيق فيه باعتباره عملاً إرهابياً استهدف الجالية اليهودية.
"داعش"...
في آخر المستجدّات، أوضحت الشرطة الأسترالية اليوم الثلاثاء أن المنفّذَين كانا قد سافرا إلى الفيليبين، مضيفة أنّهما استلهما فكر تنظيم "داعش" على ما يبدو.
وذكرت الشرطة أن الأب المنفّذ يُدعى ساجد أكرم (50 عاماً) وقد قُتلته بالرصاص. ويرقد ابنه نفيد (24 عاماً)، في حالة حرجة بالمستشفى بعد إصابته أيضاً بالرصاص.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي إن الحادث كان "مدفوعاً بأيديولوجية تنظيم داعش".

وقد قدّم الثلاثاء معلومات عن أن الرجلين جُنّدا قبل ارتكاب "مذبحة جماعية"، وقال: "يبدو أن ذلك كان مدفوعاً بأيديولوجية تنظيم داعش... الأيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد والتي أدّت إلى أيديولوجية الكراهية هذه، وفي هذه الحالة، إلى الاستعداد للانخراط في القتل الجماعي".
ورأى في مقابلة منفصلة أنّه "مع صعود تنظيم داعش منذ أكثر من عقد، أصبح العالم يعاني التطرّف وهذه الأيديولوجية".
وذكر ألبانيزي أن نافيد أكرم وهو عامل بناء عاطل عن العمل لفَت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 "بسبب صلته بآخرين" لكن لم يُعتبر تهديداً وشيكاً وقتها.
وأضاف "لقد حقّقوا معه وحقّقوا مع أفراد أسرته، وحقّقوا مع أشخاص محيطين به (...) لكنّه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصاً محل اهتمام".
محطّة الفيليبين...
وتحقّق الشرطة الأسترالية بهدف رحلة المنفّذَين إلى الفيليبين. بدورها، أعلنت الشرطة الفلبينية أنها تُجري تحقيقاً في الأمر.
وتنشط بالفيليبين شبكات مرتبطة بتنظيم "داعش" خاصة في الجنوب لكن نفوذها تراجع في السنوات الأخيرة إلى خلايا ضعيفة في جزيرة مينداناو الجنوبية.
وذكرت الشرطة الأسترالية أن السيارة المسجّلة باسم الابن كانت تحتوي على عبوات ناسفة يدوية الصنع وعلمين محليي الصنع مرتبطين بتنظيم "داعش".
وقد لفت مكتب الهجرة في الفيليبين اليوم الثلاثاء إلى أن المتّهمَين سافرا إلى الفيليبين في أول تشرين الثاني/نوفمبر على متن الرحلة (بي آر212) للخطوط الجوية الفيليبينية من سيدني إلى مانيلا ومنها إلى مدينة دافاو.
وذكر المتحدّث باسم المكتب أن ساجد أكرم، وهو مواطن هندي مقيم في أستراليا، سافر بجواز سفر هندي، بينما استخدم ابنه نفيد أكرم جواز سفر أستراليا. ووصلا معاً على متن تلك الرحلة.
وغادر الرجل وابنه في 28 تشرين الثاني/نوفمبر على الرحلة نفسها من دافاو عبر مانيلا إلى سيدني قبل الهجوم بأسابيع.
ولم تتّضح بعد الأنشطة التي قاما بها في الفيليبين أو ما إذا كانا قد سافرا إلى مكان آخر بعد الهبوط في دافاو.
حماية اليهود
ودعا سفير إسرائيل لدى أستراليا إلى توفير حماية أكبر لليهود وذلك خلال اصطفاف عشرات الأشخاص اليوم الثلاثاء على شاطئ بونداي في سيدني لتأبين ضحايا إطلاق النار.
وحث السفير الإسرائيلي أمير ميمون الحكومة الأسترالية على اتّخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أرواح اليهود في أستراليا، مشيراً إلى أن هجوم الأحد يعد أسوأ حلقة في سلسلة من الجرائم المعادية للسامية التي شهدتها المدينة مؤخراً.
وقال ميمون للصحافيين في بونداي، بعد وضع الزهور على النصب التذكاري الموقت وتقديم التعازي في الضحايا "الأستراليون اليهود وحدهم يُجبرون على ممارسة شعائرهم الدينية في الخفاء، تحت حراسة كاميرات المراقبة"، متابعاً: "قلبي منفطر... إنه أمر لا يُصدق".
وتساءل ميمون "ماذا يمكن توقّعه عندما تُكتب شعارات في جميع أنحاء أستراليا على جدران المعابد اليهودية والمباني والمنشآت العامة، تدعو إلى موت إسرائيل والموت للجيش الإسرائيلي، ثم تُضرم النيران في السيارات؟".

تشديد قوانين حيازة الأسلحة
في السياق، تُجري الحكومة الأسترالية حالياً مراجعة لقوانين حيازة الأسلحة، بعد أن صرّحت الشرطة بأن المسلّح الأكبر كان يمتلك 6 أسلحة مرخّصة، وكان يحمل رخصة سلاح منذ عام 2015.
وقال وزير الداخلية توني بيرك يوم الثلاثاء إن قوانين الأسلحة التي أدخلتها الحكومة الائتلافية الليبرالية القومية السابقة في عام 1996 في أعقاب مذبحة بورت آرثر تحتاج إلى إعادة نظر.
والثلاثاء، زار ألبانيزي أحمد الأحمد، "بطل" حادثة إطلاق النار، في المستشفى مشيداً بجهوده للمساعدة.
وقال بعد زيارته "كان يحاول شرب فنجان من القهوة ووجد نفسه في لحظة يتم فيها إطلاق النار على الناس أمامه... قرّر أن تحرّك، وشجاعته هي مصدر إلهام لجميع الأستراليين".
نبض